Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتهم أميركا بتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا وتدعو لتحقيق دولي

الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستجري "تدقيقاً مستقلاً" في كييف حول "القنبلة القذرة"

جندي أوكراني يدقق أهداف قذائف الهاون الخاصة به في موقع أمامي قرب باخموت في دونيتسك (أ ب)

أكد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الجمعة 28 أكتوبر (تشرين الأول)، أن سيول لم تزود أوكرانيا بأي أسلحة فتاكة، وذلك بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرارا كهذا سيدمر علاقاتهما الثنائية. وصرح بوتين بذلك في مؤتمر عقد في موسكو، الخميس، متهماَ الغرب بالتسبب في إشعال الحرب في أوكرانيا.

أضاف يون للصحافيين عندما سئل عن تصريح بوتين "لقد تضامنا مع المجتمع الدولي من أجل المساعدات الإنسانية السلمية لأوكرانيا ولم نقدم أي أسلحة فتاكة، لكنها مسألة تتعلق بسيادتنا على أي حال". وأكد أننا "نبذل جهوداً للحفاظ على علاقات سلمية جيدة مع كل دولة في العالم، بما في ذلك روسيا".

تحقيق أممي

وطلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي إطلاق تحقيق أممي في ضلوع واشنطن في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس 27 أكتوبر. وقالت الوزارة في بيان "لم يكن أمام روسيا خيار سوى تقديم شكوى إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لطلب إجراء تحقيق دولي" في "أنشطة بيولوجية عسكرية للولايات المتحدة على الأراضي الأوكرانية"، موضحة أنها أرفقت الشكوى بمشروع قرار.

وبعيد بدء هجومها على أوكرانيا في أواخر فبراير (شباط)، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بتمويل برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، زاعمة أنها عثرت على أدلة في مختبرات أوكرانية.

ووفق وزارة الدفاع الروسية، كان الهدف من الأبحاث هو "تطوير آلية نشر خفي لمسببات أمراض فتاكة". وجهت موسكو هذه الاتهامات مراراً في اجتماعات مجلس الأمن الدولي.

ونفت الولايات المتحدة وأوكرانيا وجود مختبرات تهدف إلى إنتاج أسلحة بيولوجية في البلاد.

وسبق أن اتهمت روسيا الولايات المتحدة عام 2018 بإجراء تجارب بيولوجية سراً في مختبر في جورجيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أخرى تسعى مثل أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ولتبرير هجومها، اعتبرت موسكو أيضاً أن لدى أوكرانيا طموحاً لامتلاك أسلحة نووية، وهي فكرة تخلت عنها كييف طوعاً في التسعينيات.

واشنطن ترفض الاتهامات

واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، الخميس، أن اتهامات روسيا بتورط واشنطن في تطوير مزعوم لأسلحة بيولوجية في أوكرانيا "محض افتراء".

وقالت ليندا توماس غرينفيلد "نعلم جميعاً أن هذه الادعاءات هي محض افتراء، تم طرحها من دون أي دليل". وأضافت "لكن علي أن أغتنم هذه الفرصة لأوضح الأمور: أوكرانيا ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية... الولايات المتحدة ليس لديها برنامج أسلحة بيولوجية".

وقال أديجي إيبو نائب الممثلة السامية المسؤولة عن قضايا نزع السلاح في الأمم المتحدة، إن الأخيرة "ليست على علم" بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.

وصرح إيبو أمام مجلس الأمن "نحن على علم بالشكوى الرسمية من روسيا (...) حول اتهامات بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا". 

وأضاف "كما أبلغت الممثلة السامية إيزومي ناكاميتسو المجلس في مارس (آذار) ومايو (أيار)، فإن الأمم المتحدة ليست على علم بوجود برنامج أسلحة بيولوجية. ولا يزال الحال كذلك اليوم"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها تفويض أو "قدرات تقنية" للتحقيق في الاتهام.

بايدن يشكك في تصريحات بوتين

عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن شكه في ما قاله نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن أنه لا ينوي استخدام سلاح نووي في أوكرانيا. وفي خطاب ألقاه، الخميس، أصر بوتين على أن روسيا لم تهدد باستخدام الأسلحة النووية وأنها ردت فقط على "الابتزاز" النووي من القادة الغربيين.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "نيوز نيشن": "إذا لم تكن لديه النية، فلماذا يواصل الحديث عن الأمر؟ لماذا يتحدث عن القدرة على استخدام سلاح نووي تكتيكي؟". وأضاف أن طريقة تناول بوتين للأمر "خطيرة جداً".

وقال بوتين ومسؤولون روس آخرون مراراً في الأسابيع الماضية، إن روسيا يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية لحماية سلامة أراضيها، وهي تصريحات فسرها الغرب على أنها تهديدات ضمنية لاستخدام هذه الأسلحة للدفاع عن المناطق التي ضمتها روسيا من أوكرانيا.

وفي مقابلة في وقت سابق مع شبكة "سي.أن.أن"، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض إن روسيا ربما تفكر في استخدام ما تسمى بالقنبلة القذرة وإنها تحضر ذريعة لإلقاء اللوم على أوكرانيا. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لم تر بعد أي مؤشرات تؤكد أن هذا ما يجري بالضرورة.

وقال كيربي عن تصريحات بوتين "غالباً ما يلومون الآخرين على ما يفعلونه بأنفسهم أو ما يوشكون على فعله. ولهذا علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد". وتابع "إننا لا نرى أي مؤشرات، حتى في هذا اليوم، على أن الروس يخططون لاستخدام قنبلة قذرة أو حتى الاستعداد لذلك". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

زيلينسكي: القصف لن يحطم معنوياتنا

وقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، في الظلام بجانب حطام طائرة مسيرة تم إسقاطها ليلقي خطابه الليلي المصور الذي تعهد فيه بأن الهجمات الروسية واسعة النطاق على محطات الكهرباء لن تتمكن من الروح المعنوية للشعب الأوكراني.

وقال زيلينسكي، إن كييف أسقطت 23 طائرة مسيرة في اليومين الماضيين.

وأطلقت روسيا عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على شبكة توليد الكهرباء في أوكرانيا في الأسبوعين الماضيين، مما تسبب في أضرار كبيرة وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف الرئيس الأوكراني "القصف لن يحطمنا - سماع نشيد العدو على أرضنا يخيفنا أكثر من صوت صواريخ العدو في سمائنا. نحن لا نهاب الظلام".

وقال مسؤول كبير، في وقت سابق الخميس، إن كييف وأربع مناطق أخرى قد تضطر إلى قطع إمدادات الكهرباء لفترة أطول مما كان مخططاً له بعد الضربات الروسية. وقال زيلينسكي، إن روسيا شنت حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف ضربة جوية وأطلقت 4500 صاروخ.

المسيرات الإيرانية

من جانبه، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، استخدام القوات الروسية لطائرات مسيرة إيرانية بأنه أمر "مرعب"، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحلفاءها عازمون على منع تسليم هذه الأسلحة.

وقال بلينكن خلال زيارة لأوتاوا، إن استخدام هذه المسيرات "لقتل مدنيين أوكرانيين وتدمير البنى التحتية التي يعولون عليها من أجل الكهرباء والماء والتدفئة" هو أمر "مرعب". وأضاف أن "الولايات المتحدة وكندا ستواصلان العمل مع حلفائنا وشركائنا بهدف ردع إيران ومنعها من تسليم هذه الأسلحة".

وكررت كييف وحلفاؤها الغربيون اتهام موسكو باستخدام مسيرات إيرانية في هجماتها في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت أوكرانيا، إن موسكو استخدمت نحو 400 مسيرة إيرانية ضد السكان المدنيين، لافتة إلى أنها طلبت تزويدها نحو ألفين من تلك الطائرات.

لكن طهران نفت هذه الاتهامات، وأكد وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، هذا الأسبوع، أن بلاده لم تزود روسيا أي أسلحة أو مسيرات لتستخدمها في حربها ضد أوكرانيا.

وسبق أن فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران بسبب قضية المسيرات. والشهر الفائت، قررت كييف أن تقلص بشكل كبير علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

تدقيق مستقل حول "القنبلة القذرة"

ستزور الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقعين أوكرانيين "هذا الأسبوع" بناء على طلب كييف، بحسب بيان للهيئة، الخميس، فيما يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بتدمير أدلة تظهر تطويرها "قنبلة قذرة".

وأوضح المدير العام للوكالة الأممية رافائيل غروسي أن "المفتشين سيجرون عملية تدقيق مستقلة (...) للكشف عن أي تحويل لمواد نووية".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت، في وقت سابق هذا الأسبوع، عن إجراء تفتيش "في الأيام المقبلة"، من دون مزيد من التفاصيل. وأكدت الوكالة، الخميس، أنها فتشت أحد الموقعين "قبل شهر" مؤكدة أنه "لم يعثر على أي نشاط نووي غير معلن".

وكان بوتين قد دعا الوكالة، في وقت سابق الخميس، لإرسال بعثة إلى أوكرانيا "في أسرع وقت". وقال إن أوكرانيا تريد استخدام سلاح مشع "لتتمكن من القول لاحقاً إن روسيا هي التي نفذت ضربة نووية".

وتتكون القنبلة الإشعاعية أو "القنبلة القذرة" من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة معدة للانتشار في الهواء وقت الانفجار. وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيانها، الخميس، أنه "نظراً لأهمية الملف وإلحاحه"، فإنها ستنشر استنتاجاتها بسرعة إضافة إلى التقرير المعتاد الذي يقدم إلى مجلس المحافظين.

هجوم أوكراني

ميدانياً، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن 23 من جنوده قتلوا وأُصيب 58 آخرون في هجوم بالمدفعية الأوكرانية، هذا الأسبوع.

وقال قديروف في بيان نُشر على تطبيق "تيليغرام" إن الحادث وقع في منطقة خيرسون الجنوبية.

اتفاقية تصدير الحبوب

من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن روسيا ستواجه "غضباً شديداً" إذا تراجعت عن اتفاقية تتيح تصدير الحبوب من أوكرانيا التي مزقتها الحرب.

تم التوصل للاتفاقية التي أطلق عليها "مبادرة حبوب البحر الأسود" ومدتها 120 يوماً، بين موسكو وكييف برعاية الأمم المتحدة. وتنتهي مدتها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، واعتبر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) أن تمديدها "بالغ الأهمية". وتريد الأمم المتحدة تمديد الاتفاقية لعام.

لكن روسيا غير راضية عن بعض جوانب ترتيبات الاتفاقية وعملها، ما يثير الشكوك إزاء رغبة الكرملين في مواصلة العمل بموجبها. وأسهمت الاتفاقية في خفض ارتفاع غير مسبوق في الأسعار التي تعاود الارتفاع وسط قلق إزاء تجديد مدة المبادرة.

وقال بلينكن خلال زيارة لأوتاوا إن "فكرة أن تقول روسيا الآن إنها لا تريد أن تستمر (بالاتفاقية) ستُقابل وفق ما أعتقد بغضب كبير من بلدان في كل أنحاء العالم تستفيد من الحبوب الأوكرانية" خصوصاً الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي.

وأضاف "أعتقد بشدة أن من مصلحة الجميع التأكد من أن هذه الحبوب يمكن أن تُواصل الخروج من أوكرانيا وبالتأكيد سنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على الاتفاقية". وأشار بلينكن إلى أن ثلثي الشحنات ذهب إلى دول "في أمس الحاجة إليها".

من جهته قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الأربعاء، إنه متفائل نسبياً بأن صفقة الحبوب ستمدد.

المزيد من دوليات