Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قلعة القدس بقعة برائحة التاريخ

أسسها اليبوسيون وأعاد الرومان بناءها وجددها المسلمون

ملخص

احتفظ الجيش الأردني بوجوه في قلعة القدس إلى أن سيطرت إسرائيل عليها وحولتها إلى متحف تحت سلطتها مباشرة خلال ثمانينيات القرن الماضي، حتى مسجد القلعة أصبح جزءاً من المتحف الإسرائيلي الذي أطلق عليه "متحف الملك داوود"

حضارات وإمبراطوريات مرت على قلعة القدس، لكنها احتفظت ببريقها منذ تأسيس المدينة على يد اليبوسيين قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، ووضعت كل حقبة تاريخية بصماتها عليها في موقعها بالبلدة القديمة من الجهة الغربية.

فوق أعلى منطقة بالقدس القديمة تتربع القلعة لتحتل مكانة استراتيجية توفر الحماية لواحد من أقدس المواقع التاريخية في العالم، حيث تضم الأماكن الدينية للمسلمين والمسيحيين واليهود.

وعلى المدخل الغربي للبلدة القديمة للقدس تقع القلعة قرب باب الخليل لتحتل موقعاً يشرف على خارج البلدة وداخلها، ومع أن اليبوسيين بنوها لتحصين المدينة التي كانت تسمى يبوس وإيلياء، إلا أن الرومان أعادوا بناءها قبل أن يوسع مبانيها الأيوبيون والمماليك، ويطورها العثمانيون.

ومع أن القلعة تضم آثاراً من القرن الثاني قبل الميلاد، فإنها بقيت تستخدم مقراً للقيادة العسكرية لكل من يحكم القدس على مر الحقب المختلفة، وتحولت إلى رمز لسلطة حاكم المدينة وهدف لمن يرغب في الخروج والتمرد عليه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال سيطرتهم على المدينة خلال القرن العاشر الميلادي أدخل الفرنجة بعض التعديلات والإضافات على القلعة. وبعد تمكنه من إخراج الفرنجة نهائياً من بلاد الشام خلال القرن الثالث عشر، بنى السلطان المملوكي ناصر الدين بن قلاوون مسجداً في القلعة بمئذنة مرتفعة إلى جانب أبراجها.

ظلت الخنادق تحيط بالقلعة من ثلاث جهات حتى ردم جزء منها خلال زيارة إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني إلى القدس عام 1898، قبل أن تردم الأجزاء المتبقية منها سنة 1937.

وحين أحكمت الدولة العثمانية قبضتها على القدس قروناً أجرت ترميمات على القلعة للحفاظ عليها، حيث تمركزت فيها قوات الجيش العثماني، ثم مع سقوطها بيد الإنجليز اهتموا بالقلعة ورمموها وحولوها إلى مركز ثقافي وقاعات معارض محلية، قبل أن يسيطر عليها الجيش الأردني حتى عام 1967.

سيطرة إسرائيلية

احتفظ الجيش الأردني بوجوه في قلعة القدس إلى أن سيطرت إسرائيل عليها وحولتها إلى متحف تحت سلطتها مباشرة خلال ثمانينيات القرن الماضي، حتى إن مسجد القلعة أصبح جزءاً من المتحف الإسرائيلي الذي أطلق عليه "متحف الملك داوود".

على مدار السنوات الثلاث الماضية، خضعت القلعة لأعمال ترميم وتطوير كلفتها 50 مليون دولار بهدف الحفاظ على أسوارها ومبانيها وأبراجها ومئذنة المسجد، إضافة إلى تركيب مصعدين زجاجيين.

وعبر 10 صالات في القلعة يعرض بأسلوب فني ثلاثي الأبعاد تاريخ المدينة "وفق الرواية الإسرائيلية"، لكن من دون تجاهل تاريخها الإسلامي.

وتوقعت مديرة متحف الملك داوود التابع لسلطة الآثار الإسرائيلية إيلا ليبر وصول عدد مرتادي المتحف إلى مليون سائح داخلي وخارجي، بعد التحسينات الجديدة، مقارنة بـ600 ألف فقط كانوا يزورونه في السابق.

وحول اتهام الفلسطينيين بتزوير المتحف للتاريخ وتقديم رواية محرفة حول القدس، نفت إيلات ذلك، موضحة أنه "يتيح نظرة شاملة على كامل تاريخ القدس، وحقبها التاريخية المتعددة والمتراكمة من اليهودية إلى المسيحية إلى الإسلامية".

وقالت إيلات في حديث إلى "اندبندنت عربية"، إن "القدس تتبع كل من يحبها في جميع أنحاء العالم"، داعية المسلمين حول العالم إلى زيارة المتحف لاكتشاف الحقب الإسلامية المتعددة التي تعاقبت على المدينة من الأيوبية إلى المملوكية فالعثمانية.

وأضافت أن مشروع سلطة الآثار الإسرائيلية لترميم القلعة وتطوير المتحف يهدف إلى "الحفاظ على المقتنيات الأثرية فيها والآثار، بما فيها الأبراج والأسوار ومنارة المسجد".

رفض فلسطيني

في المقابل، رفض الفلسطينيون إعادة إسرائيل افتتاح القلعة والمتحف وإطلاق تسمية "الملك داوود" عليها، مشيرين إلى أن ذلك يهدف إلى "تغيير هوية المدينة التاريخية والحضارية".

واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية أن المتحف "تحول إلى مكان لعرض الرواية اليهودية المزورة، ويشكل اعتداء همجياً على تاريخ المدينة المقدسة وحضارتها"، لافتة الانتباه إلى أن قلعة القدس ومسجدها "شاهدان على عروبة المدينة المقدسة".

ونبهت إلى أن "تحويل القلعة والمسجد إلى متحف توراتي، وإلباسهما ثوباً يهودياً لا يعطي إسرائيل أي أحقية سياسية أو شرعية تاريخية في مدينة القدس"، موضحة أن "القلعة ستبقى عصية على التهويد، وشاهدة على عدوان إسرائيل المستمر على تاريخ المدينة المقدسة".

يقول المتخصص في تاريخ القدس جمال عمرو، بدوره، إن القلعة "ستحافظ على اسمها الذي ارتبط بها"، نافياً "وجود أي علاقة للنبي داوود بالقلعة باعتراف جميع المؤرخين من جميع الجنسيات". وذكر أن القلعة جدد بناءها حاكم عربي، فأساسها عرب عملوا على إعادة تأسيسها إثر هدمها بفعل العوامل الطبيعية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات