تسربت مياه الأمطار التي هطلت على #المسجد_الأقصى قبل أسبوعين إلى المصلى المرواني فتسببت في انهيار بلاط قرب باب الغوانمة، بينما تشتكي دائرة الأوقاف الإسلامية في #القدس من مماطلة #السلطات_الإسرائيلية وعرقلتها أعمال الترميم في المسجد بمصلياته وساحاته وأسواره الضخمة، والذي يضم قبة الصخرة التي بناها الأمويون قبل 1333 سنة.
ويقع المسجد الأقصى الذي يمتد على مساحة 144 دونماً فوق تلة مرتفعة، وأقيم على صخور صلبة في قلب البلدة القديمة للقدس ويتكون من أربع مستويات، الأول للقنوات المائية والثاني الأرضية ويوجد فيها المصلى المرواني، والمستوى الثالث المبني فوقه المصلى القبلي، في حين أقيمت قبة الصخرة في المستوى الرابع.
وبني المسجد الأقصى من الحجارة الضخمة فوق صخور صلبة مما يمنحه القوة والمتانة والقدرة على مقاومة الزلازل، لكنه بحاجة إلى أعمال صيانة دورية ووضع مستشعرات لمراقبة حركة الحجارة الضخمة، وهو ما تمنع السلطات الإسرائيلية تركيبها حتى الآن، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
ومع أن المسؤولين عن ترميم الأقصى يبدون رضاهم عن متانة مبنى المسجد وأعمال الترميم والصيانة فيه، إلا أنهم يشتكون من عرقلة الشرطة الإسرائيلية إدخال مواد ومعدات البناء والترميم، إذ تتحكم إسرائيل عبر نقاط الشرطة على أبواب المسجد في الدخول، سواء كانوا أشخاصاً أم أي شيء آخر.
ويقول مدير لجنة الإعمار في المسجد الأقصى بسام الحلاق لـ"اندبندنت عربية" إن اللجنة يتعين عليها تقديم طلب إلى السلطات الإسرائيلية لإدخال أي مواد أو معدات للأقصى، مشيراً إلى أن "الموافقة على ذلك تحتاج إلى أيام عدة، وتسعى إسرائيل من وراء ذلك إلى إظهار أنها هي المتحكم والمسيطر على المسجد".
كما اشتكى الحلاق من منع إسرائيل أعمال الترميم في سور المسجد الأقصى من الجهتين الشرقية والشمالية، مشيراً إلى أن معدات الترميم لا تزال منصوبة في الجهة الشرقية للسور منذ سنوات، محذراً من التمادي في العرقلة بخاصة مع هطول أمطار قبل أسبوعين وتسرب مياهها إلى المصلى المرواني وانهيار بلاط قرب باب الغوانمة.
وأضاف، "كذلك أدى تسرب المياه إلى غرق سجاد المصلى في أماكن متفرقة، مما اضطر حراس الأقصى إلى وضع أغطية بلاستيكية"، مشيراً إلى أن لجنة الإعمار "ستعمل على معالجة ذلك بعد انتهاء موسم الشتاء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ سنوات تمنع إسرائيل اللجنة من تركيب كشافات إضاءة داخل قبة الصخرة وخارجها وعلى السور الشرقي للمسجد الأقصى، وبحسب الحلاق فإن الشرطة الإسرائيلية تمنع منذ سنتين إدخال مركبة إطفاء ومضخة مياه إلى المسجد.
من جهته يقول الباحث المتخصص في شؤون القدس والأقصى إيهاب الجلاد إن قبة الصخرة التي بنيت عام 690 للميلاد تعتبر "أقدم مكان لصلاة المسلمين باق على حاله، إذ لم تهدم منذ ذلك الحين"، مشيراً إلى أنه جرى ترميمها أكثر من مرة على مدى التاريخ، وتم خلال ستينيات القرن الماضي صيانة حجارتها الخارجية، ثم في التسعينيات استبدلت قبة الصخرة بأخرى نحاسية مطلية بالذهب.
ولفت الجلاد إلى أن قبة الصخرة التي تعد أعلى مباني المسجد الأقصى "أكثرها قوة ومتانة بسبب بنائها على صخور بشكل مباشر على رغم تعرضها للرياح والأمطار".
وأوضح الجلاد أن المصلى المرواني بني من حجارة ضخمة على الصخور مباشرة و"أساساته ثابتة وقوية"، إلا أنه لفت إلى وجود تشققات في بعض الحجارة فيه، محذراً من تداعيات أعمال الحفريات المتواصلة أسفل بعض مناطق المسجد وبخاصة تحت المتحف الإسلامي، وقال إن المصلى القبلي للأقصى والذي تعلوه القبة الرصاصية "معرض للانهيار بسبب وقوعه فوق مبان وممرات قديمة".
وبحسب الجلاد فإن "أية إزاحة لتلك الأحجار الضخمة ولو كانت قليلة في الوقت الحالي فإنها قد تزداد مع الزمن، لذلك فمن المطلوب تركيب أجهزة استشعار فيها تحسباً لذلك، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن".
بدوره أكد نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات أن الأبنية في المسجد الأقصى متينة جداً على رغم أنها أقيمت قبل مئات السنين، لكن أعمال الحفريات مع غياب الترميم قد تعرض المبنى للانهيار.
وتتبع دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتولى الإشراف على المسجد الأقصى وزارة الأوقاف الأردنية في عمّان، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد خلاله لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل أسابيع بالحفاظ على "الوضع التاريخي والقانوني للأقصى".