Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أصوات المدفعية تدوي في السودان وواشنطن تفرض عقوبات على "قادة العنف"

طاولت شركات ذات صلة بطرفي الصراع والأمم المتحدة تتحدث عن100 ألف لاجئ إضافي وتطلب المساعدة

ملخص

تراقب السعودية والولايات المتحدة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار من المفترض أن يظل سارياً حتى مساء السبت، الذي عزز بدوره الآمال في تقليل حدة المعارك بين الطرفين.

فرضت الولايات المتحدة اليوم الخميس عقوبات على شركات اتهمتها بإذكاء الصراع في السودان وصعدت الضغط على الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال الدائر في الخرطوم ومناطق أخرى.

وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنها استهدفت شركتين مرتبطتين بالجيش السوداني وشركتين مرتبطتين بقوات الدعم السريع.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية تحدث إلى الصحافيين مشترطاً عدم نشر اسمه "لن نتردد في اتخاذ خطوات إضافية إذا استمر الطرفان في تدمير بلديهما".

وأضاف أن "استهداف الشركات ليس رمزياً على الإطلاق"، مؤكداً أن الإجراءات ترمي إلى منع حصول الأطراف على الأسلحة والموارد التي تسمح لهم بإدامة الصراع.

ولم يرد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الفور على طلبات للتعليق.

ودفع الصراع الدائر منذ نحو سبعة أسابيع السودان إلى أزمة إنسانية وحول العاصمة الخرطوم إلى ساحة حرب.

وذكر شهود أن مواجهات اندلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم في أنحاء مختلفة من العاصمة وإنهم سمعوا أصوات إطلاق نيران مدفعية في شمال أم درمان وإطلاق نار من حين إلى آخر بجنوب بحري.

وقال نادر أحمد (49 سنة) في حي الثورة بأم درمان "نشعر بالرعب من أصوات المدفعية الثقيلة من حولنا، المنزل يهتز"، وتساءل "أين وقف إطلاق النار الذي نسمع عنه؟".

واستمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوب الخرطوم حيث لقي ما لا يقل عن 19 شخصاً حتفهم وأصيب 106 آخرون أمس الأربعاء وفقاً لعضو في إحدى لجان الأحياء.

عقوبات وتحذيرات

تقود الولايات المتحدة إلى جانب السعودية المساعي في محاولة للتوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار بعدما انتهك الجانبان عدداً من اتفاقات الهدنة.

وقال الجيش السوداني أمس إنه علق المحادثات الجارية في جدة بالسعودية، لكن المسؤول الأميركي الكبير أكد أن "أياً من طرفي الصراع لم يغادر محادثات السلام الجارية في جدة بالسعودية وأن المحادثات مستمرة".

وإجراءات اليوم هي أول عقوبات تفرض بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار) الماضي وشملت أكبر مؤسسة دفاعية في السودان وهي منظومة الصناعات الدفاعية التي قالت وزارة الخزانة إنها تدر عائدات تقدر بملياري دولار وتقوم بتصنيع أسلحة ومعدات أخرى لجيش السودان. كما تم استهداف مجموعة "جياد" للأسلحة المعروفة أيضاً باسم شركة "سودان ماستر تكنولوجي".

وبالنسبة إلى قوات الدعم السريع، فرضت واشنطن عقوبات على مجموعة "الجنيد" التي قالت إنها ضالعة في تعدين الذهب ويسيطر عليها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه، وكذلك شركة "تريدف" التي أفادت بأنها شركة واجهة تسيطر عليها شركة ثانية يستحوذ عليها شقيق آخر لحميدتي وهي ضالعة في شراء مركبات لقوات الدعم السريع.

ولم يتسن لـ"رويترز" على الفور الحصول على تعليق من الشركات المحورية في أعمال ومشتريات الجانبين المتصارعين في السودان.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان منفصل إن واشنطن أصدرت أيضاً إرشادات معدلة للشركات لتسليط الضوء على الأخطار التي فاقمها الصراع والتي يتعرض لها رجال الأعمال والأفراد الأميركيون، بما في ذلك الإتجار بالذهب من منطقة متضررة من النزاع.

وأضاف أنه تم فرض قيود على التأشيرات للأفراد في السودان، بمن فيهم مسؤولون من الجيش وقوات الدعم السريع وقيادات من حكومة عمر البشير السابقة، ولم يتم الكشف عن أسماء الأشخاص الذين استهدفتهم هذه القيود.

طلقة تحذير

خارج الخرطوم، اندلعت اشتباكات في مدن رئيسة بمنطقة دارفور غرب البلاد، وقالت جماعة معنية بحقوق الإنسان هناك إن 50 شخصاً في الأقل قتلوا الأسبوع الماضي بمدينة الجنينة الواقعة في أقصى غرب البلاد.

وأضافت أن مدينة زالنجي شهدت أعمال نهب لمستشفى وجامعة المدينة وتعرض الناس هناك للقتل "عشوائياً".

وأصبحت مدينة بورتسودان الهادئة الواقعة على ساحل البحر الأحمر مقراً لموظفي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة ودبلوماسيين وكذلك بعض المسؤولين الحكوميين.

وعلى رغم ذلك أعلنت السلطات حظراً للتجول في المدينة في وقت سابق من هذا الأسبوع وحذر الجيش من تسلل "خلايا نائمة" إليها. ويقول سكان إن الحافلات منعت من دخول المدينة التي تعد نقطة إجلاء رئيسة.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن مواد غذائية وممتلكات تتعرض للنهب في الأبيض في جنوب غربي الخرطوم، فيما أعلنت مديرة البرنامج سيندي ماكين أن "غذاء يكفي 4.4 مليون شخص في خطر".

وقال كاميرون هدسون، المسؤول الأميركي السابق الذي يعمل الآن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن إن العقوبات استهدفت شركات مهمة في المجهود الحربي، لكن لن يكون لها تأثير يذكر في قدرة الأطراف على الاستمرار في خوض الحرب، ولن تنفذها على الأرجح روسيا أو الإمارات اللتان تربطهما علاقات بقوات الدعم السريع.

وأضاف "من الصعب الاعتقاد بأن إعلان العقوبات هذا هو الشيء الذي سيثني عزم الكيانات التي تتعامل بالفعل مع هذه الشركات عن الاستمرار"، مردفاً "هذا يبدو وكأنه طلقة تحذير أكثر من كونه ضربة مباشرة، وهذا غريب نظراً إلى أننا تجاوزنا بكثير زمن استخدام طلقات التحذير".

وقالت الولايات المتحدة اليوم إنها فرضت عقوبات اقتصادية وقيوداً على التأشيرات على الأطراف التي "تديم العنف" في السودان في غمرة اشتداد حمى الاشتباكات في العاصمة الخرطوم.

وتراقب السعودية والولايات المتحدة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار من المفترض أن يظل سارياً حتى مساء بعد غد السبت، وهو اتفاق عزز الآمال في إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وهدأ وقف إطلاق النار من حدة القتال وأتاح وصول مساعدات إنسانية محدودة، لكن تتخلله اشتباكات وضربات جوية لم تتوقف تقريباً منذ اندلاع الصراع في الـ 15 من أبريل (نيسان).

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان "على رغم اتفاق وقف إطلاق النار، استمر عنف لا طائل منه في أنحاء البلاد فأعاق توصيل المساعدات الإنسانية وأضر بمن هم في أمس الحاجة إليها".

ووصف بلينكن وقف إطلاق النار بأنه "منقوص وهش بشكل لا يصدق"، وقال في أوسلو إن الولايات المتحدة "تبحث الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتوضيح وجهات نظرنا في شأن أي قادة يحركون السودان في الاتجاه الخطأ".

ورصدت السعودية والولايات المتحدة انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار من الجانبين.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم إن أكثر من 1.2 مليون نزحوا داخل السودان وفر 400 ألف شخص لدول مجاورة من بينهم 100 ألف إلى تشاد.

وجاء في بيانات رسمية تعود لنهاية الشهر الماضي أن 730 شخصاً في الأقل لقوا حتفهم، لكن الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير على الأرجح.

استمرار الانتهاكات

في منتصف الطريق بين جدة والخرطوم دب اليأس في واشنطن جراء استمرار الانتهاكات بالسودان، وبدت الوساطة السعودية الأميركية كمن يحرث في الماء بينما يقف طرفا الصراع من الجيش وقوات الدعم السريع في موقف المتفرج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الساعات الماضية كانت حبلى بالمواقف في الداخل السوداني وخارجه، وسط تواصل الاشتباكات اليوم الخميس في العاصمة الخرطوم، إذ دعا ذلك مسؤولاً أميركياً كبيراً إلى القول إن انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان دفعت واشنطن إلى "التشكيك بصورة جدية" في التزام طرفي الصراع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وفقاً لـ"رويترز".

وتراقب السعودية والولايات المتحدة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار من المفترض أن يظل سارياً حتى مساء السبت، الذي عزز بدوره الآمال في تقليل حدة المعارك بين الطرفين.

تراجع القتال

وهدأ وقف إطلاق النار من حدة القتال وأتاح وصول مساعدات إنسانية محدودة، لكن تتخلله اشتباكات وضربات جوية لم تتوقف تقريباً منذ اندلاع الصراع في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي.

الجيش السوداني أعلن أمس الأربعاء أنه سينسحب من محادثات جدة، إذ أبرم الاتفاق وحيث يحاول الوسطاء التوصل إلى هدنة أطول أمداً، فيما رصدت الرياض وواشنطن انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار من الجانبين.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية "لقد دفعتنا هذه الانتهاكات بصفتنا وسيطاً في هذه المحادثات إلى التشكيك بصورة بجدية في ما إذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدا بها".

وتحدث شهود عيان عن اندلاع مواجهات في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بأنحاء مختلفة من منطقة العاصمة التي تضم الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وهي واحدة من كبرى المناطق الحضرية بأفريقيا.

وقال سكان إنهم سمعوا دوياً مكثفاً لنيران المدفعية في شمال أم درمان وإطلاق نار متقطع في جنوب بحري. واستمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوب الخرطوم، إذ لقي ما لا يقل عن 19 شخصاً حتفهم وأصيب 106 آخرون أمس، وفقاً لعضو في إحدى لجان الأحياء.

ورجح أن يكون عدد القتلى والجرحى أعلى من العدد المذكور لأن عديداً من الأشخاص تلقوا العلاج في المنازل أو دفنهم أقاربهم خشية الذهاب إلى المستشفيات.

اتهام للطرفين

وبعد إعلان الجيش السوداني تعليق مشاركته في المحادثات متهماً قوات الدعم السريع بالفشل في الإيفاء بالتزاماتها، أقر الوسطاء في مفاوضات مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر انتهاك الطرفين الهدنة مراراً لكنهم تجنبوا حتى الآن فرض أية عقوبات على أمل إبقاء طرفي النزاع على طاولة المفاوضات.

وكان مسؤول في الحكومة السودانية قال إن الجيش اتخذ قرار تعليق المفاوضات "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات قوله إن انسحاب الجيش "لا ينبغي أن يحبط الولايات المتحدة والسعودية"، واصفاً تلك الخطوة بأنها "ظاهرة كلاسيكية في المفاوضات الصعبة".

وفي نيويورك جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأكيد دعمه لمبعوثه الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس. وكان البرهان اتهم بيرتيس بالمساهمة بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل" في اندلاع النزاع الدامي في بلده، مطالباً الأمم المتحدة باستبداله.

وقال غوتيريش إن الأمر متروك لـ"مجلس الأمن ليقرر ما إذا كان يدعم استمرار مهمة (المساعدة) لفترة أخرى أو أن الوقت حان لوضع حد لها".

خريطة الضربات

سكان في العاصمة السودانية قالوا بدورهم إن "المدفعية الثقيلة من معسكرات للجيش في شمال أم درمان تنفذ قصفاً في اتجاه الخرطوم بحري"، بينما ذكر آخرون أن "معسكر قوات الدعم السريع الكبير في الصالحة جنوب الخرطوم تعرض لقصف مدفعي".

وأعلن الوسطاء السعوديون والأميركيون "تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيداً من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، وذلك "على رغم عدم الالتزام به في شكل تام"، وعلى رغم تعهدات الجانبين اندلع القتال مرة أخرى أول من أمس الثلاثاء في الخرطوم الكبرى وإقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد.

وفي رسالة شديدة اللهجة قال قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، خلال زيارة للقوات في العاصمة قبل يومين إن "الجيش جاهز للقتال حتى النصر"، قبل أن يرد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو بقوله إن القوات "ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها"، متهماً الجيش بانتهاك الهدنة.

وما بين هذا وذاك ذهب الأكاديمي المتخصص في الشأن السوداني بجامعة غوتنبرغ السويدية ألي فيرجي إلى أن الوسطاء يسعون إلى تجنب انهيار كامل للمحادثات خشية تصعيد ميداني كبير، وأفاد "يعرف الوسطاء بأن الوضع سيئ لكنهم لا يريدون الإعلان بأن وقف إطلاق النار انتهى خشية تدهور الوضع أكثر".

وتابع "الأمل هو أنه عبر إبقاء الطرفين على طاولة المحادثات، ستتحسن في نهاية المطاف آفاق وضع ترتيبات يمكن احترامها بشكل أفضل".

ومنذ اندلعت المعارك بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي، قتل أكثر من 1800 شخص، بحسب موقع مشروع النزاع المسلح وبيانات الأحداث. وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 1,2 مليون شخص نزحوا داخلياً فيما لجأ أكثر من 425 ألفاً إلى الخارج، وأكثر من 170 ألفاً منهم إلى مصر.

وتذكر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السكان (25 مليون شخص) باتوا بحاجة إلى المساعدة والحماية، وانقطعت المياه عن أحياء كاملة في الخرطوم فيما لم تعد الكهرباء متوافرة لأكثر من بضع ساعات في الأسبوع، بينما خرج ربع المستشفيات في مناطق القتال عن الخدمة.

ويواصل كثير من العائلات الاختباء في منازلها وتقنين المياه والكهرباء، بينما تحاول جاهدة تجنب الرصاص الطائش في المدينة التي تعد أكثر من 5 ملايين نسمة، فر نحو 700 ألف منهم، بحسب الأمم المتحدة.

وقتل مئات الأشخاص في دارفور الواقعة عند حدود السودان الغربية مع تشاد، إذ يتواصل القتال "متجاهلاً بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار"، بحسب طوبي هارورد من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.

وعرقل القتال المتواصل إيصال المساعدات والحماية التي يحتاج إليها عدد قياسي من الأشخاص (25 مليون نسمة)، أي أكثر من نصف السكان، بحسب الأمم المتحدة. وعلى رغم الحاجات المتزايدة، تفيد الأمم المتحدة أنها لم تحصل إلا على 13 في المئة من مبلغ 2,6 مليار دولار تحتاج إليه.

المزيد من الأخبار