Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعليق مفاوضات جدة يجمد السودان في قيظ الصيف

واشنطن تشترط "الجدية" لاستئناف المحادثات والاتحاد الأفريقي أطلق مبادرة من 6 بنود لتسوية النزاع بين الجيش و"الدعم السريع"

ملخص

عشر هدن شقت طريقها إلى السودان حاملة وقفاً موقتاً لإطلاق النار لكن 46 مليون شخص من أبناء البلد الأفريقي تجمدت أطرافهم مع اتهام الجيش قوات "الدعم السريع" بعدم الإيفاء بالتزاماتها معلناً تجميد مشاركته في مفاوضات التهدئة.

في وقت كان يأمل السودانيون في الوصول إلى نهاية للحرب الدائرة في بلادهم بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، متشبثين بالمساعي السعودية - الأميركية لامتصاص صرخة الكراهية، أصيب الملايين بشيء من الإحباط بإعلان الجيش السوداني تعليق مشاركته في مفاوضات جدة.

عشر هدن شقت طريقها إلى السودان حاملة وقفاً موقتاً لإطلاق النار لكن 46 مليون شخص من أبناء البلد الأفريقي تجمدت أطرافهم مع اتهام الجيش قوات "الدعم السريع" بعدم الإيفاء بالتزاماتها معلناً تعليق مشاركته في مفاوضات التهدئة.

وأدى الاقتتال الدائر في السودان بين جنرالي الحرب إلى مقتل أكثر من 1800 شخص، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث، وتتحدث أرقام الأمم المتحدة عن أكثر من 1,3 مليون نازح ولاجئ.

شرط الجدية

وغداة تعليق الجيش مشاركته في المحادثات مع الدعم السريع، عبرت الخارجية الأميركية اليوم الخميس عن استعدادها لاستئناف وساطتها في السودان عندما يكون طرفا النزاع "جديين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية خلال زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى العاصمة النروجية أوسلو إن الولايات المتحدة والسعودية، "مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جدية في التزام وقف إطلاق النار".

كسب وقت

المتخصص في الشأن السوداني شمس الدين ضو البيت اعتبر قرار الجيش السوداني "محاولة لكسب الوقت ونقاط جديدة، فالوفد التابع له لم ينسحب من المفاوضات، بل اكتفى بتعليق مشاركته؛ احتجاجاً على ما سماه عدم التزام "الدعم السريع" بنصوص الهدنة المتفق عليها بين الطرفين، بالتالي فإن الوساطة ما لم تطور آلية فعالة لمراقبة وقف إطلاق النار الموقت (الهدنة) فسيستمر الخرق من الجانبين المتحاربين كما حدث في كل الهدن السابقة".

ويعمل طرفا المعارك – حسب ضو البيت – على إطالة عمر الصراع اعتقاداً منهما بإمكانية كسبه، وهناك أيضاً حرب إعلامية دائرة بين الطرفين يمكن أن يكون جزء منها استخدام مثل هذه الوسائل من أجل تسجيل نقاط إعلامية على الطرف الآخر.

ومضى في انتقاده بقوله "لكن مجمل المسألة أن الجانبين لم يصلا إلى قناعة بأنه لا يمكن حسم هذه الحرب عسكرياً، ومن المؤسف أنهما غير شاعرين بحجم المعاناة البالغة التي يعانيها المواطن السوداني الذي يسكن حالياً الخرطوم، حيث يحاصره الجوع والعطش والمرض، ولا أحد منهما يريد أن يستشعر بما يحدق به من مخاطر".

وحول إذا كان تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة يعني العودة للمربع الأول، أفاد المتخصص في الشأن السوداني بأن "الكل يعلم أن القتال لم يتوقف بتاتاً ما عدا في الأيام التي غادرت فيها البعثات الدولية ورعاياها الخرطوم، حيث انحسر فيها حجم الاشتباكات، لكن من ناحية العودة للمربع الأول فهي مسألة نظرية لأن عملياً الحرب لم تتوقف، ومن الضروري أن يكون هناك دور فاعل وضاغط من القوى السياسية والمجتمع المدني، وذلك باتخاذ موقف قوي مع الوساطة الدولية لإنهاء ووقف هذه الحرب التي أضرت بمصالح الوطن ومواطنيه".

طرف ثالث

جهود سعودية - أميركية يقدرها السودانيون لكنها تظل منقوصة ما لم تفعل مراقبة على الأرض، وهنا يقول عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين، اللواء معتصم العجب، "في تقديري أن أي وقف لإطلاق نار من دون مراقبة على الأرض ومن دون تحديد خطوط لمواقع وجود القوتين وخلق منطقة محايدة بمدن العاصمة الثلاثة، فإن الأمر سيظل لا معنى له، وهذا ما حصل في كل الهدن السابقة، حيث تم خرقها تماماً من قبل الطرفين المتحاربين ولا أحد يعرف من أي جهة يتم إطلاق الرصاص".

 

ويطالب العجب بـ"خطوط محددة تفرز قوات الجيش و"الدعم السريع"، علاوة على نشر فريق يتشكل من قوات حفظ سلام وخبراء دوليين في مجال المراقبة ورصد كل هذه الخطوط الواقعة في مناطق الاشتباك حتى لا يحدث كر وفر وتقدم وتأخر لقوات الطرفين أثناء الهدنة".

وواصل "إذا لم يحدث ذلك ستستمر الحرب، وكل طرف سيتهم الآخر بأنه خرق الهدنة، كما لا بد أن تكون المرافق الخدمية والصحية كمحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات خالية من القوات، حتى لا يتأثر المواطن أكثر مما يعانيه من شظف العيش بسبب نقص الغذاء وعدم القدرة على شراء حاجاته اليومية".

لكنه في الوقت نفسه اتهم طرفاً ثالثاً تمثله مجموعة الإسلاميين المتطرفين من أجل استمرار الحرب ولو حرقت الخرطوم بكاملها حتى لا تصل مفاوضات جدة إلى مرحلة مناقشة العملية السياسية وصولاً إلى حكم مدني.

وفي النهاية "يعني تعليق الحوار من قبل الجيش مجرد مناورة لكسب الوقت لتحقيق بعض الانتصارات والمكاسب على الأرض، خصوصاً المناطق الاستراتيجية قبل وقف إطلاق النار الدائم"، وفق ما ذكره عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين.

خريطة طريق

مسؤول في الحكومة السودانية، طلب عدم كشف هويته، أزاح الستار أمس الأربعاء عن "قرار الجيش بتعليق مشاركته في محادثات جدة بسبب عدم تنفيذ قوات الدعم السريع البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".

ودخل الاتحاد الأفريقي على خط الأزمة معلناً خريطة طريق تهدف إلى حل الأزمة السودانية، تشتمل على 6 بنود تتضمن مجموعة إجراءات لتسوية النزاع، منها أن تعمل الآلية الموسعة المشكلة من الاتحاد على ضمان تنسيق جميع الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية.

ونصت خريطة الطريق، وفق البيان، على ضرورة الوقف الفوري والدائم والشامل للأعمال العدائية، والاستجابة الإنسانية الفعالة لتداعيات النزاع، وضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، علاوة على الاعتراف بالدور المحوري الذي تلعبه الدول المجاورة، المتأثرة بالنزاع، واستكمال العملية السياسية الانتقالية الشاملة، بمشاركة جميع الأطراف السودانية، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية في البلاد.

واختتم الاتحاد الأفريقي بيانه الذي نشره أمس الأربعاء بالإشارة إلى أن تعليق المحادثات الجارية في السعودية بين طرفي النزاع في السودان يجب ألا تثبط جهود الوساطة.

المزيد من تقارير