Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حياكة الصوف في فلسطين مصدر رزق وتفريغ نفسي

كانوا قديماً يغزلون صوف الأغنام يدوياً داخل المنزل ويجففونه ويصبغونه ومن ثم يصنعون منه مفارش السرير والمخدات المطرزة

غزل الصوف في فلسطين تطور من التقليدي إلى الماكنات الآلية (اندبندنت عربية)

ملخص

تستخدم النساء في فلسطين حياكة الصوف لملء وقت الفراغ وتوفير المال

"بدأت تعلم الحياكة بالصوف منذ أن كنت في سن الثامنة تقريباً، وكانت أمي تحفزني على إنجاز العمل سريعاً عبر خلق وقت لطيف والتسابق على إنهاء ما بين أيدينا، وأول قطعة لي حينها كانت كنزة صوفية عملت عليها لمدة ثلاثة أيام".

هكذا تروي السيدة فاطمة بوريني من محافظة نابلس في فلسطين بدايتها بمهنة حياكة الصوف التي تعلمتها من والدتها منذ الصغر، وتقول بوريني إن والدتها علمتها كل الغرزات والتفاصيل الخاصة بالحياكة من الشالات والملابس والمفارش وغيرها.

وتستخدم فاطمة مختلف الألوان في الحياكة، فملابس الأطفال تكون بألوان زاهية مثل الأزرق والوردي، في حين أن الشالات الخاصة بالكبار تأخذ ألواناً أغمق قليلاً، والمفارش المنزلية أو قطع الديكور الصوفية تكون بألوان مختلفة بحسب تلك الموجودة مسبقاً.

عملت فاطمة على تطوير مهاراتها التي تعلمتها من خلال متابعة كل جديد يتعلق بهذه المهنة عبر الإنترنت، وعكست ذلك على كل قطعة حاكتها حتى قررت بدء مشروعها الخاص بالصوف والتطريز منذ أكثر من 15 عاماً، وبدأت بعدها بنشر القطع التي تحيكها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحظى كل قطعة باهتمام كبير منها، من ناحية دقة العمل والألوان والوقت القياسي، إضافة إلى مجموعة من التعليمات تعطيها للمشترين حول كيفية العناية بالملابس، كدرجة حرارة المياه المناسبة عند الغسل، بخاصة أن الصوف يحتاج اهتماماً كبيراً حتى يدوم لفترة أطول.

وعلى رغم وجود الملابس الصوفية الجاهزة في الأسواق إلا أن فاطمة تشير إلى أن هناك إقبالاً على الصوف اليدوي لدقته وفرصة الإبداع فيه، لا سيما في فصل الشتاء.

الدمى الصوفية صعبة لكنها ممتعة

شكل آخر من الحياكة يتمثل في الدمى التي تصنعها الشابة هبة سالم، فهي بدأت التعلم ذاتياً منذ سبعة أعوام تقريباً، من خلال متابعة الإنترنت وقراءة الكتب المتعلقة بفن الصوف وتجربة عمل الأشكال المختلفة.

وقبل ثلاثة أعوام مع بدء الإغلاقات المرتبطة بكورونا قررت سالم فتح مشروعها الخاص عبر الإنترنت. وتوضح أن صناعة الدمى من الصوف ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إلى دقة كبيرة لذلك تحرص على إعطاء الوقت الكافي لكل قطعة، حتى لو تطلب ذلك أياماً عدة، فعلى سبيل المثال تأخذ الدمية الصغيرة ثلاثة أيام عمل أما الكبيرة فتحتاج إلى وقت أكثر.

وخلال عمل الدمى تضيف هبة مجموعة من التفاصيل المتعلقة بإعطاء شخصية خاصة بكل دمية تتناسب مع الغرض المطلوب منها، فواحدة تمثل الطبيبة وأخرى المهندسة ودمية تمثل أميرة من أميرات ديزني، كما أن الدمى تناسب الأعمار المختلفة، فبعضها للأطفال الصغار وبعضها لتعليقه على الحقائب وبعضها الآخر لتزيين المنزل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصدر رزق وتفريغ نفسي

أما الأمر الآخر الذي توجهت له هبة فهو تدريب الفتيات والنساء على أساسات حياكة الصوف وصناعة الدمى وغيرها من التفاصيل المرتبطة بهذه الهواية، فهي تعقد تدريبات لجميع الفئات العمرية لمواكبة آخر التطورات في هذه الصناعة، وعادة ما تتراوح أعمار المشتركات في التدريب ما بين 18و30 سنة، ويختلف المنهج التدريبي بحسب درجة المعرفة المسبقة.

وتشير سالم إلى أن صناعة الدمى الصوفية كغيرها من الفنون قد تكون وسيلة للتفريغ النفسي واستغلال الوقت، وربما فرصة عمل خاصة للنساء اللواتي لا يعملن أو لديهن التزامات عائلية تمنعهن من الخروج للعمل، إذ يمكنهن تعلم الصوف للتسلية أو لبدء مشروع خاص من المنزل، مشددة على أهمية أخذ الاستراحة ما بين حين وآخر أثناء الحياكة، لأن التركيز الكبير الذي تطلبه هذه المهنة قد ينعكس سلباً على صحة الجسم.

من الغزل اليدوي إلى المصانع

اختلفت صناعة الصوف في فلسطين ما بين الماضي والحاضر، إذ تروي الحاجة فاطمة أحمد أنهم كانوا يغزلون صوف الأغنام يدوياً داخل المنزل ويجففونه ويصبغونه، ومن ثم يصنعون منه مفارش السرير والمخدات المطرزة بالحرير، وعادة ما يكون امتلاك المفارش الصوفية فرصة للتباهي بين الأسر، أما اليوم فغزل الصوف في المنزل اختفى تقريباً، إذ يتم الاعتماد على شراء الصوف من الأسواق حيث يتوفر بألوان كثيرة.

أما عن نفسها فتقول إنها تعلمت الحياكة من الجلوس الطويل مع الجارات وبعض المواد التدريسية في المدرسة الابتدائية، ومن ثم اتخذت الصوف كهواية لصنع ملابسها لتوفير المال من ناحية وتعبئة وقت الفراغ بشيء تحبه، وفي بعض الأحيان لعمل ملابس لصغار الأسرة. وتتابع أنها كانت تنسج هذه القطع بالصنارة، ولاحقاً تعلمت استخدام الماكنات اليدوية لتطويره وتوفير الوقت. وتوضح فاطمة أن أسرتها لا تزال تحتفظ ببعض الفراش المنزلي الذي تم صنعه من عشرات الأعوام من الصوف، لأن الصوف جودته عالية ويدوم مدة طويلة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات