في الوقت الذي تطاول فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي معظم قطاعات ومجالات حياتنا، صار لا بد من تسليط الضوء على الأخطار التي قد تنتج منه من دون تجاهل الفوائد الكثيرة التي يحملها إلينا.
ويرى الاقتصادي السعودي الدكتور إحسان بوحليقة أن الحديث عن أهمية الذكاء الاصطناعي بات أمراً مفروغاً منه، متوقعاً أن تكون مساهمته في الاقتصاد العالمي بما يقارب 16 تريليون دولار بحلول العام 2030، إذ سيحقق مكاسب كبيرة في الإنتاجية من خلال إدخال الروبوتات في قطاعات الصناعة والبتروكيماويات والخدمات اللوجيستية وغيرها كثير.
وفي المقابل يشير بوحليقة إلى ضرورة وضع قوانين ومحددات تؤطر وتضبط عمل النظم الذكية في المجالات كافة وعلى مستوى الدول، وإلا سنكون أمام إشكال اجتماعي وأخلاقي لا يمكن التغاضي عنها ويتعلق بالأمن والسلامة والموثوقية.
وتكمن الأخطار الأخلاقية بحسب بوحليقة في المخاوف التي قد تتعرض لها حقوق الإنسان ورفاهيته سواء في سوق العمل أو غيرها، بما فيها التعدي على الخصوصية، وهناك أيضا المحاسبة والمسؤولية، ففي حال ارتكاب النظام الذكي خطأ ما فمن يتحمل مسؤوليته؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما حذر الاقتصادي السعودي من أن استخدام بعض الأنظمة الذكية قد يناقض العدل الاجتماعي، فضلاً عن الضرر المالي الذي قد يلحق بالعاملين أو المستثمرين نتيجة تصميم النظم الذكية على أسس غير أخلاقية.
وأشار إلى أمر آخر مهم قائلاً إنه "ما لم تصمم هذه الآلات بحيث يكون ما تقوم به من أعمال متماشياً مع القانون والعدالة، فسيكون هناك خطر دائم".
وتطرق بوحليقة أيضاً إلى أذى قد يطاول البيئة أو الاستدامة نتيجة التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي من دون الأخذ بالاعتبار ما اتفق البشر على الاهتمام به للحفاظ على كوكبهم.
وفي ختام حديثه استعرض الخطر الأكبر الواجب صب الاهتمام الأخلاقي عليه، وهو "سباق التسلح بين الأنظمة الذكية"، واصفاً إياها بـ "الخطر الوجودي"، إذ بات يخشى اليوم من هذا السباق وسط كل هذه التحولات التي نشهدها.
