Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المرشح التوافقي" أمل المعارضة لمنافسة الرئيس التونسي

التيارات السياسية تحلم بشخصية تلتف حولها واستطلاعات الرأي في مصلحة قيس سعيد

المعارضة التونسية منقسمة على نفسها بسبب خلافات أيدولوجية (أ ف ب)

ملخص

 لا تزال المعارضة التونسية منقسمة على نفسها بشدة بين تيارات سياسية عدة للتوافق على مرشح واحد لمنافسة الرئيس قيس سعيد خلال الانتخابات الرئاسية التي تجرى العام المقبل.

مع اقتراب الولاية الأولى للرئيس التونسي قيس سعيد من الانتهاء، لا تتردد قيادات بارزة من المعارضة التي لا تحظى بشعبية قوية في الشارع في الإعراب عن رغبتها الترشح لمنافسته في الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، مما بات يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المعارضة ستنجح في توحيد صفوفها خلال الاستحقاق الديمقراطي الرئاسي، خصوصاً أن سعيد لا يزال يحتفظ بشعبية كبيرة على رغم تراجعها قليلاً، إذ أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" الخاصة في يناير (كانون الثاني) الماضي أن 49.9 في المئة من الشعب التونسي ينوون التصويت للرئيس الحالي، يليه الناشط السياسي المعارض الصافي سعيد بنحو 10 في المئة.

انقسام سياسي

وفي المقابل لا تزال المعارضة التونسية منقسمة على نفسها بشدة بين تيارات سياسية عدة، منها ما ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" مثل حركة النهضة، أو التيار القديم الممثل في "الحزب الدستوري الحر" الذي يرفض أي تقارب مع الحركة أو مع الرئيس سعيد، وكذلك الأحزاب اليسارية التي تحاول ترسيخ نفسها كبديل ثالث، وهو ما يحول دون التوافق على شخصية واحدة لمنافسة قيس سعيد.

رئيس حزب آفاق تونس، وهو حزب ليبرالي معارض، فاضل عبدالكافي أعرب عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إنه "يجب أن تتفق العائلة الديمقراطية على مرشح وحيد وتصطف خلفه في هذا الاستحقاق"، في إشارة إلى الأحزاب التي ترفض خيارات الرئيس سعيد.

وشدد عبدالكافي خلال تصريحات نقلتها عنه أمس الثلاثاء إذاعة "موزاييك أف أم" واسعة الانتشار في تونس، على ضرورة أن تواصل "الأحزاب السياسية والنقابات والصحافيون عملهم وعدم التراجع".

شراسة انتخابية

ودشن الرئيس سعيد مساراً مثيراً للجدل منذ الـ 25 من يوليو (تموز) 2021 عندما أطاح بالبرلمان والحكومة وبدأ العمل بعدة مراسيم، قبل أن يطلق خريطة طريق انبثق عنها دستور جديد وبرلمان أيضاً، لكن المعارضة لا تزال ترفض هذا المسار وتحذر باستمرار من ارتداد محتمل عن الحريات التي يعتبرونها مكسب انتفاضة الـ 14 من يناير (كانون الثاني) 2011.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسبق أن قال الرئيس سعيد إنه لن يتخلى عن المسؤولية، وإنه لا يرى منافسة من أحد، مشيراً إلى أنه "ليس مستعداً لتسليم الوطن لمن لا وطنية له"، مما أثار مخاوف من إمكان إجراء الاستحقاق الرئاسي المقبل.

وعلى رغم إعلان عبدالكافي نيته منافسة سعيد في الانتخابات كأول مرشح معارض يكشف عن خطواته المقبلة، إلا أن فرص توحد المعارضة التونسية تبدو ضئيلة، إذ تثير الخلافات الأيديولوجية مؤشرات تنافر بين القوى السياسية المختلفة.

توافق المعارضة

وقال الناشط السياسي التونسي حاتم المليكي إن "توافق المعارضة على شخصية محددة في الوقت الراهن أمر صعب"، لافتاً إلى بعض استطلاعات الرأي التي قالت إن السياسيين التونسيين يتحكمون فقط بستة في المئة من أصوات الناخبين، أما الـ 94 في المئة الباقية فليس لها أي حزب أو حركة يثقون فيها، منوهاً بأهمية "العمل على استعادة ثقة هذه الفئة".

وتابع المليكي، "الصراع داخل العائلة السياسية القديمة في تونس لا يزال حول خلافات أيديولوجية تجاوزها العالم"، وأنها لا تمتلك القدرة على منافسة الرئيس على رغم أن سعيّد بلا برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، بحسب قوله.

وأكد الناشط التونسي أن بلاده "تغرق في مشكلات معقدة وصراعات قديمة"، مشيراً إلى عدد من التحديات تتمثل في "إيجاد حلول ناجعة للأزمة الاقتصادية وسلامة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكذلك الضمانات التي يجب أن تتوافر من أجل ذلك".

وقال المليكي إن "التحدي يبقى في إنجاز تونس انتخابات رئاسية تضمن لها ثلاثة عناصر، الأول احترام تاريخ إجرائها بانتهاء ولاية الرئيس قيس سعيد العام المقبل، والثاني ألا يقع تلاعب بالقانون الانتخابي لإقصاء مرشحين أو توجيه الانتخابات، والثالث أن تشرف على عملية الاقتراع هيئة تضمن نزاهة المنافسة".

تشتت وتشرذم

ويرى مراقبون أن التشتت الذي تعرفه قوى المعارضة يمنع التوافق على شخصية وحيدة تكون فرصها قوية في مواجهة الرئيس سعيد، خصوصاً أن هناك خلافات تاريخية وأيديولوجية تفاقم هذا الانقسام على غرار ما يحصل بين الإسلاميين والحزب الدستوري الحر.

واستنكر الباحث السياسي التونسي محمد ذويب موقف المعارضة، مشيراً إلى الانقسام الذي يهيمن عليها، ومتوقعاً أن يرشح الحزب الدستوري الحر رئيسته عبير موسي، فيما لن تقدم جبهة الخلاص التي عمادها حركة النهضة شخصاً من خارجها لخوص السباق الرئاسي، وفي الوقت نفسه "لن يجد فاضل عبدالكافي قبولاً من الجبهة ومكوناتها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي