Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صربيا تحشد جيشها على حدود كوسوفو "حتى إشعار آخر"

صدامات بين الشرطة ومتظاهرين صربيين احتجوا على تولي ألبان رئاسة بلدياتهم والغرب يطلب ضبط النفس

دانت واشنطن قرار السلطات الكوسوفية تعيين هؤلاء المسؤولين الألبان رغم التحذيرات (رويترز)

ملخص

تشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى إلى فرض سيادتها على المنطقة بأكملها.

أعلن مكتب الرئيس الصربي، اليوم السبت، أن الجيش سيبقى في "حال تأهب قصوى" قرب الحدود مع كوسوفو، غداة صدامات بين سكان والشرطة الكوسوفية في ثلاث مناطق ذات غالبية صربية.

وفرقت القوات الخاصة التابعة لشرطة كوسوفو، أمس الجمعة، بالغاز المسيل للدموع سكاناً من الصرب أرادوا منع رؤساء بلديات من الألبان من تولي مناصبهم في ثلاث مناطق ذات غالبية صربية بعد انتخابهم في أبريل (نيسان) في اقتراع مثير للجدل.

وعلى أثر الصدامات الأخيرة، أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، أمس الجمعة، الجيش بأن يكون في حال تأهب، و"التحرك" في اتجاه الحدود مع كوسوفو.

وأعلنت الرئاسة في بيان أن فوسيتش ترأس، صباح السبت، اجتماعاً للجنة الأمن القومي التي تبنت خطة "أنشطة أمنية تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لصربيا".

وأضافت أن "قوات صربيا المسلحة ستبقى في حال تأهب قصوى حتى إشعار آخر".

حكم ذاتي أكبر

ووضع الجيش الصربي في حال تأهب مرات عدة في السنوات الأخيرة على أثر حوادث مماثلة.

وعلى رغم ذلك، ظلت القوات الخاصة في كوسوفو في مواقعها، اليوم السبت، قرب المباني البلدية في زفيكان وليبوسلافيتش وزوبين بوتوك.

وساعدت الشرطة الجمعة رؤساء البلديات الجدد للدخول إلى مكاتبهم.

وقال وزير الدفاع الصربي ميلوش فوتشيفيتش في بث تلفزيوني حي، أمس الجمعة، "أمرت بتحرك عاجل (للقوات) نحو حدود كوسوفو. من الواضح أن هناك إرهاباً ضد المجتمع الصربي هناك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في بلدة زفيتشان لفض حشد خارج أحد مباني البلدية. وحاول المحتجون منع حاكم من أصل ألباني منتخب حديثاً من دخول مكتبه عقب انتخابات قاطعها الصرب المقيمون في كوسوفو.

وقاطع نحو 50 ألف صربي يعيشون في أربع بلديات بشمال كوسوفو، من بينها زفيتشان، الانتخابات التي جرت في 23 أبريل (نيسان) احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم بنيل حكم ذاتي أكبر. ويمثل ذلك انتكاسة جديدة لاتفاق سلام أبرم في مارس (آذار) بين كوسوفو وصربيا.

وقالت شرطة كوسوفو في بيان، إن خمسة من رجالها أصيبوا بجروح طفيفة عندما رشقهم المتظاهرون بالحجارة وأشياء أخرى.

وأضاف البيان أن أربع سيارات للشرطة تعرضت للهجوم من بينها واحدة اشتعلت فيها النيران، مشيراً إلى سماع دوي إطلاق نار في المنطقة.

العنف لن يسود

وقالت السلطات الصحية المحلية الصربية، إن نحو 10 أشخاص التمسوا الرعاية الطبية في مستشفى محلي بسبب تعرضهم لإصابات طفيفة وتأثرهم بالغاز المسيل للدموع.

واتهم بليريم فيلا، كبير موظفي الرئاسة في كوسوفو، "الكيانات الإجرامية وغير القانونية لصربيا" بتصعيد التوتر ومواجهة هيئات إنفاذ القانون.

وأضاف في بيان "العنف لن يسود. صربيا تتحمل كامل المسؤولية عن التصعيد".

وقال صحافي من "رويترز"، إن عربات لقوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو شوهدت بالقرب من موقع الاشتباكات، بينما حلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة.

وندد جيفري هوفينير، سفير الولايات المتحدة لدى بريشتينا، بما أقدمت عليه الشرطة. وكتب على "تويتر" يقول "تندد الولايات المتحدة بالإجراءات المستمرة من جانب سلطات كوسوفو للوصول إلى مباني البلديات في شمال البلاد. يجب إنهاء التدابير العنيفة التي اتخذت اليوم على الفور".

مطعون بشرعيتها

وفرقت شرطة كوسوفو بالغاز المسيل للدموع، أمس الجمعة، متظاهرين صرباً كانوا يحتجون على تولي ألبان رئاسة بلديات في شمال البلاد بناء على نتائج انتخابات يطعنون بشرعيتها، في منطقة يشكل فيها الصرب أكثرية.

وانتخب رؤساء البلديات في اقتراع محلي نظمته سلطات كوسوفو في 23 أبريل (نيسان) في أربع مناطق يشكل الصرب الذين قاطعوا الانتخابات، أغلبية فيها. ولم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفاً مسجلين.

ودانت واشنطن قرار السلطات الكوسوفية تعيين هؤلاء المسؤولين على رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إن "هذه الأفعال أدت إلى تفاقم الخلافات بشكل حاد وغير ضروري، بما يقوض الجهود التي نبذلها للمساعدة على تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية مع كوسوفو".

كما دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إلى "التراجع فوراً واحتواء التصعيد". وعبرت هذه الدول في بيان مشترك عن "قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو".

ودعا البيان "كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الخطاب التحريضي".

بدوره، دعا حلف الـ"ناتو"، اليوم السبت، "المؤسسات في كوسوفو إلى خفض فوري للتصعيد"، وفق ما جاء في تغريدة للمتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو.

لكن في بيان لا يلمح إلى إمكانية التراجع، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، اليوم السبت، إن السلطات في بريشتينا تتفهم "مخاوف" شركائها الدوليين، لكن "أي خيار آخر سيكون بمثابة عدم الوفاء بالالتزامات الدستورية".

وأضاف كورتي "أدعو الجميع، وبخاصة مواطني كوسوفو الصرب، إلى التعاون مع رؤساء البلديات الجدد ومجالسهم التي ستكون متعددة الإتنيات والثقافات واللغات".

وذكرت صحافية من وكالة الصحافة الفرنسية أن مواجهات جرت بين عدد من السكان الصرب والشرطة أمام بلدية زفيكان أولاً.

غاز وقنابل صوتية

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لصد المتظاهرين، بينما سمع دوي انفجار قنابل صوتية. وفي تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يسمع إطلاق نار أيضاً.

وقالت مساعدة رئيس المستشفى المحلي دانيكا رادوميروفتيش لوسائل إعلام محلية، إن نحو 10 أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة وتمت معالجتهم في مستشفى في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا المقسومة.

وذكرت المصادر نفسها أن سيارة واحدة على الأقل للشرطة تضررت.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في بلديتين أخريين هما ليبوسافيتش وزوبين بوتوك، كما ذكر التلفزيون الوطني الصربي.

ونصب صرب حواجز بالقرب من ليبوسافيتش، كما أضاف التلفزيون.

وفي بلغراد أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بوضع الجيش في "حال تأهب قصوى"، كما حدث مرات عدة في السنوات الأخيرة بسبب التوتر مع كوسوفو، كان آخرها في ديسمبر (كانون الأول).

كما أمر "بالتحرك" باتجاه الحدود مع هذا الإقليم الصربي السابق، بحسب ما أعلن التلفزيون الصربي.

ولم تعلق شرطة كوسوفو على الحوادث الأخيرة، مكتفية بالقول إنها ساعدت رؤساء البلديات الجدد على تسلم مناصبهم في ثلاث من البلديات الأربع المعنية.

إذا لم يتوقف القمع

وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى إلى فرض سيادتها على المنطقة بأكملها.

وجرت الانتخابات البلدية بعد شهر على إعلان الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق في شأن تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا خلال اجتماع في أوهريد في مقدونيا الشمالية، لكن لم يوقعه أي من الطرفين.

ويقدر عدد الصرب في كوسوفو بنحو 120 ألف شخص معظمهم في أربع مناطق شمالية.

ودعمت بلغراد الصرب في مقاطعة الانتخابات المحلية في أبريل. وهي تدفع باتجاه إنشاء "اتحاد للبلديات الصربية"، مما يؤمن شكلاً من الحكم الذاتي لهذه الأقلية في كوسالتي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة معظمهم من الألبان.

وهدد الحزب الصربي الرئيس في كوسوفو "برد حاسم" من جانب الصرب إذا لم يتوقف "القمع" الذي يمارسه الرئيس الكوسوفي ألبين كورتي.

المزيد من دوليات