Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"اليونيسيف" تحذر من مجاعة جديدة تطاول أطفال اليمن

بات ملايين على بعد خطوة واحدة فقط من كارثة إنسانية

حوالى 8.5 مليون طفل لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي أو النظافة (تصوير:هشام الشبيلي - اندبندنت عربية)

ملخص

بات ملايين الأطفال في اليمن على بعد خطوة واحدة فقط من كارثة إنسانية

في اليمن بلغت المأساة أن يقدم صغار البلد قرباناً لمآلات الحرب الدامية التي أشعلها الانقلاب الحوثي منذ تسعة أعوام، فتركوا وسط الخوف والتشريد والجوع الذي ينهش أجسادهم النحيلة كشبح الحرب وجحيمها.

إنها مأساة تراجيدية لأهل أرض حمير وحضرموت أن تتحول بلادهم المترامية إلى مجاعة كبيرة تنهش الصغار قبل الكبار، فمن نجا من القتل المباشر تلقفه الجوع وأحاطه من كل جانب، لتكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي بلغت حداً مريعاً غير مسبوق، إذ صنفت بالأسوأ على مستوى العالم بحسب الأمم المتحدة.

ونتيجة هذه الحال حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة تضمن توفير التمويل الكافي لتقديم المساعدات المنقذة لحياتهم.

وقال مكتب المنظمة باليمن في تغريدة على "تويتر"، "ما يقرب من 6 ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة، إنهم في حاجة ماسة إلى دعم عاجل".

كانت المنظمة الدولية أعلنت مطلع العام الحالي عن حاجتها العاجلة إلى 484 مليون دولار، لمواصلة استجابتها الإنسانية في إنقاذ حياة الأطفال في اليمن خلال 2023.

وبحسب تقرير للمنظمة في أواخر مارس (آذار) فإن أكثر من 11 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 2.2 مليون يعانون سوء التغذية الحاد.

تكثيف الجهود

في تصورها للمعالجات الطارئة لمواجهة هذه الأزمة، قالت يونيسيف إنه "حان الوقت لتكثيف التزاماتنا مع الشركاء الأوروبيين لتقديم الإغاثة المنقذة للحياة والدعم".

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الأحد الماضي حاجته العاجلة إلى 80 مليون دولار، حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية المنقذة لحياة الأطفال في اليمن.

وفي نهاية فبراير (شباط) تعهدت الدول المانحة بتقديم 1,2 مليار دولار لسكان اليمن، وهو ما أثار استياء منظمات الإغاثة الإنسانية التي كانت تطالب بأكثر من 4 مليارات دولار.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 21,7 مليون شخص (ثلثي السكان)، بحاجة إلى مساعدات إنسانية هذا العام.

قتل مباشر مريع

وفي الجانب الآخر المتعلق بالضرر المباشر لآلة القتال يذكر التقرير بواقع الأطفال الصعب في البلد الغارق بصراعاته التي لا تنتهي، فمع الحرب الدائرة لم يجد الحوثيون بداً من الاستعانة بالأطفال بحسب اتهامات أممية للميليشيات التي تسيطر على مساحات من شمال البلاد، جرى إخراجهم من المدارس والزج بهم بلا هدى في محارق الموت الزؤام بعد أن استغلوا واستدرجوا وأجبر بعضهم على القتال، وفقاً لرواية الحكومة الشرعية.

وبحسب الإحصاءات الأممية فإنه بين مارس (آذار) 2015 وحتى 2022، أي منذ انقلاب الحوثي، قتل أو شوه 11019 طفلاً في اليمن، ومن بين الضحايا الذي تحدث التقرير عنهم 3774 طفلاً ماتوا (2742 فتى و983 فتاة و49 مجهولاً)، وإصابة 7245 طفلاً (5299 فتى و1946 فتاة).

وفي تقرير لها نهاية العام الماضي 2022 قالت "يونيسف" إن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو شوهوا في الحرب الناتجة من انقلاب الحوثي على الشرعية، ومن المرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية لهذا الصراع أعلى بكثير.

وقتل أو جرح 62 طفلاً خلال فترة الهدنة الأخيرة في البلاد، في حين قتل 74 طفلاً من بين 164 شخصاً قتلوا أو أصيبوا بسبب ألغام أرضية خلال الهدنة الأممية في اليمن ما بين أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي.

الجحيم بدلاً من التعليم

وبينما يتجه أطفال العالم صبيحة كل يوم إلى مدارسهم، يكابد أقرانهم في اليمن صنوف المعاناة جراء حرب لم يجنوا منها سوى المرض والجوع والجهل والموت.

ووفقاً لإحصاءات سابقة للمنظمة الأممية تكشف عن جزء من الضرر الفادح الذي طاولهم، قدرت فيها عدد الأطفال المشردين داخلياً في اليمن بنحو 1.7 مليون طفل، وأكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، فيما يعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

وحوالى 8.5 مليون طفل لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي أو النظافة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب "اليونيسيف" فإن معدلات سوء التغذية تشهد ارتفاعاً وتعقيداً بسبب نقص الغذاء وممارسات التغذية غير السليمة المتبعة في المنازل والأداء دون المستوى لأنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي وتفشي الأمراض وتدهور الاقتصاد.  وتشير التقديرات إلى أن حوالى 80 في المئة من اليمنيين مثقلون بالديون ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية. 

تحريض وتفش

هذه الحال تسببت في تفشي عديد من الأمراض الفتاكة فاقم من انتشارها التحريض والمنع الحوثي ضد تلقيح الأطفال، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية في الـ19 من مارس (آذار) الماضي انتشار الحصبة وشلل الأطفال، وقالت على موقعها في "تويتر" إن اليمن "يشهد ‎تفشياً للحصبة وشلل الأطفال، وأكثر من 80 في المئة من الأطفال الذين يعانون ‎الحصبة لم يحصلوا على اللقاح المضاد للمرض".

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن وفاة 77 طفلاً وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين، جراء مرض الحصبة في اليمن منذ مطلع 2023، بحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن.

ومن المتوقع أن يتدهور الاقتصاد اليمني أكثر، وتستمر العملة المحلية في الانخفاض وسيؤدي ذلك إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي خصوصاً في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية التي تمنع صرف مرتبات موظفي الدولة وانتهاج مضايقات جمة على العاملين في القطاع الخاص بحسب اتهامات رسمية وحقوقية، إ1 يعتمد اليمن على الواردات بنسبة 90% من حاجاتها الغذائية.

وإضافة إلى الاقتصاد المتدهور ستظل النزاعات والممارسات السيئة لتغذية الرضع وصغار الأطفال هي الدوافع الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات