Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وساطة مأرب" تنهي خلافا قبليا بالقنابل والدبابات

الصراع نشأ داخل قبيلة واحدة بحثاً عن النفوذ في أراضي النفط وخلف عشرات القتلى والجرحى

تلعب الوساطات القبلية دوراً في تهدئة هذا النوع من الخلافات في ظل غياب سلطات الدولة الرسمية (مواقع التواصل)

ملخص

ليس بجديد في صورة المشهد اليمني الملتهب على الدوام، اشتعال الحرب الضروس بين قبليين تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة فهذا ما اعتاد عليه الناس منذ عقود في ظل غياب أجهزة الدولة الأمنية والضبطية والقضائية

تسببت حرب قبلية من نوع آخر بسقوط عدد من القتلى والجرحى في محافظة مأرب النفطية (شرقي اليمن) على إثر معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة بما فيها الدبابات، بين مكونات قبلية متناحرة.

وكما جرت الحال في مثل هذه الأحداث، فالوساطات القبلية والثقل المشيخي الاجتماعي هما ما يمكن لهما تهدئة هذا النوع من الخلافات في ظل غياب سلطات الدولة الرسمية عن القيام بواجباتها وفقاً للقوانين.

فقد تمكنت وساطة قبلية مساء الجمعة، من إيقاف المواجهات بين فصيلين قبليين ينتميان لقبائل عبيدة في محافظة مأرب عقب مواجهات دامية لأيام أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في خلاف على حدود فاصلة بين أراض في المحافظة الغنية بالنفط.

قتلى ومنازل محترقة

ووفقاً لعبد الوهاب سيف بحيبح، أحد وجهاء القبائل المطلعين على الأحداث، فإن وساطة اجتماعية مكونة من محافظ صنعاء عبدالقوي شريف التابع للحكومة الشرعية، والشيخ أحمد علي بن جلال، والشيخ علي بن حسن بن غريب، وغيرهم من المشايخ، أوقفت المواجهات العنيفة بين قبيلة آل فجيح من جهة، وقبيلتي آل حتيك وآل منيف من جهة أخرى، بمديرية وادي عبيدة جنوب شرقي محافظة مأرب كانت اندلعت الخميس، واستمرت حتى ظهر الجمعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح بحيبح أن الاشتباكات خلفت 12 قتيلاً فضلاً عن إصابة 20 آخرين من الطرفين، إضافة إلى إحراق عدد من المنازل والآليات في ظل تحذيرات من تهديد لحياة النازحين والساكنين بالقرب من المواجهات، الهاربين من الحرب الدائرة مع مليشيات الحوثي على تخوم المحافظة الاستراتيجية التي تشكل آخر معاقل الشرعية اليمنية شمالاً.

وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2022، أسفرت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقبائل في مأرب عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة آخرين من الطرفين، وإحراق ناقلة نفط تابعة لمحطة شركة النفط في منطقة غويربان.

وذكرت مصادر محلية حينها، أن المواجهات المسلحة اندلعت بين آل حريقدان من جهة، وقوات من الجيش التابع للحكومة الشرعية من جهة أخرى على خلفية الصراع المحتدم على جبايات مالية يفرضها المسلحون على الشاحنات التجارية والمسافرين في الخط الدولي.

صور مألوفة

وليس بجديد في صورة المشهد اليمني الملتهب على الدوام، اشتعال الحرب الضروس بين قبليين تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة فهذا ما اعتاد عليه الناس منذ عقود في ظل غياب أجهزة الدولة الأمنية والضبطية والقضائية، وترك حبل المجتمع ومشكلاته على غارب العلاقات القبلية التي تحكمها نوازع النفوذ والمصلحة والتسلط.

وعلى رغم خفوت هذه الظاهرة بفعل الحرب الدائرة بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي ورفع الأخيرة عصاها الغليظة فوق الجميع، إلا أن نزاع هذه المرة يختلف عن سابقاته كونه يجري بين أفراد القبيلة الواحدة وانشغال الإخوة الأعداء بالتناحر في حين يتربص بهما طرف ثالث لا يبعد عنهما سوى كيلو مترات معدودة عانيا منه كثيراً، وهي تعبير مكثف لاستعصاء الواقع اليمني على الفهم وغياب الدور الحكومي في بلد يرزح تحت تقاسم حصص السيطرة والنفوذ التي تدفع نحو فرض القناعات بالقوة في بلد تمزقه الحروب المركبة والولاءات المتعددة وتعدد مراكز القرار.

وتلعب العلاقات الاجتماعية دوراً بارزاً في رسم صورة المشهد السياسي العام في اليمن منذ فترة طويلة، بل إن القبيلة أضفت طابعها الخاص على الدولة برمتها حتى باتت تتعاطى مع أعرافها باعتبارها فوق القانون، ولهذا لا يستغرب أن تجد انتشاراً لمسلحين قبليين في طريق عام بحثاً عن ممتلكات أو عناصر حكومية بغرض احتجازهم للمساومة بهم في مطالب معينة بعضها غير قانونية.

منفذ للحوثي

وبين حين وآخر تتجدد الاشتباكات سواء في ما بين القبائل، أو إحداها مع قوات الجيش الرسمي خصوصا في المناطق القريبة من المنشآت النفطية وخطوط إمداد الطاقة، تسببت في مرات سابقة بقطع الخط الدولي الرابط بين منفذ الوديعة الرابط مع السعودية ومدينة مأرب التي تتعرض منذ عامين لهجوم حوثي ضاغط نتج منه تقدم ملحوظ للميليشيات المدعومة من إيران.

 ولهذا تتجدد المواجهات التي تتخذ طابع الصراع القائم على فرض النفوذ المتزايد ما يهدد بسقوط المحافظة بيد الحوثيين الذين تقدموا في مناطق عدة، مستغلين تشتت الجبهة المناهضة لهم بالخلافات البينية كما هي الحال بالقتال البيني الدائر داخل قبيلة عبيدة التي ينتمي لها محافظ مأرب سلطان العرادة المتهم بالتقصير في أداء مهماته، إذ لا يبعد أقرب تواجد للحوثيين عن موقع القبيلتين المتناحرتين سوى بضعة كيلو مترات وتحديداً في جبال البلق ومديرية صرواح، وهي مناطق يسيطر على معظمها.

المزيد من العالم العربي