Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القيلولة في الوقت المناسب تطلق عنان الإبداع

التفاعل معها يعزز النشاطات الإبداعية للدماغ أثناء اليقظة

النوم مفتاح أساسي في عمل الدماغ (بيكسلز.كوم)

ملخص

ثبت أن تحريض الدماغ على التفكير في مسألة معينة قبل أخذ قيلولة، يزيد إمكانية التوصل إلى حلول إبداعية لها.

من المرجح أن يتوصل الناس إلى حلول إبداعية للمشكلات عقب أخذهم قيلولة قصيرة جداً، وفقاً لدراسة جديدة قد تؤدي إلى طرق جديدة في تعزيز الإبداع وعلاج الإجهاد المرتبط بالكوابيس.

وذكر باحثون من "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" وكلية الطب في جامعة هارفرد إن العقل الإبداعي "خصب بشكل خاص" خلال المرحلة التي يحوم فيها المرء بين النوم والاستيقاظ، وهي حالة تعرف باسم بداية النوم.

وقد نُشِرَتْ الدراسة أخيراً في مجلة "التقارير العلمية" Scientific Reports، وأثبتت للمرة الأولى أنه حينما يُدفع الناس لأن يحلموا بموضوع معين خلال مرحلة بداية النوم، فإنهم يؤدون بشكل أكثر إبداعاً حينما يُطلب منهم لاحقاً أداء ثلاث مهام إبداعية تتعلق بذلك الموضوع.

في ذلك الصدد، ذكرت المؤلفة المشاركة في الدراسة من "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"، كاثلين أصفهاني، إنه "حينما يُدفع المرء لأن يحلم بموضوع ما أثناء بداية النوم، يضحي بإمكانه الحصول على تجارب في الأحلام يستطيع استخدامها لاحقاً في مهمات إبداعية [تتعلق بذلك الموضوع نفسه]".

كذلك وجد العلماء أن هذا النوع من التحفيز للدماغ [أي استحضار مشكلة معينة قبل أخذ قيلولة]، المعروف باسم "حاضنة الأحلام الموجّهة"، قد أدى إلى زيادة القصص الإبداعية لدى من تعرضوا له، أكثر من أولئك الذين أغفوا من دون توجيه محدد [لأدمغتهم] أو الذين ظلوا مستيقظين.

واستطراداً، تشير النتائج الجديدة إلى أن الدماغ ينسج روابط واسعة النطاق بين مفاهيم متباينة خلال تلك الحالة من الحلم [بداية النوم]، ما من شأنه أن يعطي دفعة إبداعية.

وكذلك صرح آدم هار هورويتز، مؤلف آخر مشارك في الدراسة، "إذا وصلت إلى تلك الحالة الذهنية [استحضار مشكلة محددة قبل النوم]، يمكنك أن تكون أكثر إبداعاً في حياتك اليقظة".

وفي عقود سابقة، اقترحت بحوث متفرقة أن هذه المرحلة المبكرة من النوم المعروفة باسم "أن 1" N1 أو "هيبناغوجيا" [الوَسَنْ] تشكّل الأرض الخصبة للأفكار الإبداعية.

وفي الإطار نفسه، ذكرتْ باتي مايس، مؤلفة مشاركة في الدراسة، إن "أحد أهداف مجموعتنا يتمثل بإعطاء الناس بعض الأفكار الإضافية حول كيفية عمل عقولهم، وكذلك الحال بالنسبة إلى حالتهم المعرفية وكيف يمكنهم التأثير عليها".

في التفاصيل، طوّر الباحثون في البداية جهازاً يسمى "دورميو" Dormio يمكن استخدامه في حضانة الأحلام الموجّهة.

يشمل الجهاز، وفقاً للعلماء، على قفاز يقيس ثلاث علامات فيزيولوجية للنوم هي التغيرات في درجة صلابة العضلات ومعدل ضربات القلب ودرجة مرور التيار الكهربائي عبر الجلد.

وكذلك يعمل القفاز على توصيل هذه القياسات إلى تطبيق على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح العلماء إنه حالما يدخل شخص يرتدي القفاز إلى حالة الوَسَنْ، فإن التطبيق يدفعه إلى الحلم بموضوع معين.

بعد ذلك، حينما يبدأ مرتدو القفازات في الدخول إلى المرحلة التالية من النوم، يوقظهم التطبيق ويطلب منهم الإبلاغ عما كانوا يحلمون به ويسجل أجوبتهم.

وقد قسّم العلماء أولئك الـ49 الذين أُجريتْ عليهم الدراسة، إلى أربع مجموعات. ثم أُعطيت إحداها 45 دقيقة للنوم بعد أن حثّهم التطبيق على الحلم بشجرة. وبعدها، سُجِّلَتْ مشاهداتهم الحلمية.

وكلما أبلغ شخص ما عن دخوله مرحلة الأحلام، يشجع الجهاز مرتديه على العودة للنوم مع حثّهم على الحلم بشجرة.

في المجموعة الأخرى، أخذ المشاركون قيلولة أثناء استخدامهم جهاز "دورميو"، مع الاكتفاء بتوجيههم إلى مجرد ملاحظة أفكارهم.

ثم طُلب من الأشخاص أداء ثلاث مهمات بعد 45 دقيقة من القيلولة أو من البقاء مستيقظين. وقد صُمِّمَتْ تلك المهمات كي تكون مرتبطة بالإبداع.

إذ جاءت المهمة الأولى على هيئة سرد القصص، فطُلب من المشاركين كتابة قصة إبداعية تتضمن كلمة "شجرة".

وبحسب العلماء، إن المشاركين الذين وُجّهوا إلى الحلم بالأشجار أنتجوا أكثر القصص إبداعاً.

وكذلك لاحظ العلماء أنفسهم أن الذين أخذوا قيلولة من دون إعطائهم توجيهاً محدداً، أظهروا أيضاً إبداعاً أكبر من المشاركين الذين ظلوا مستيقظين طوال التجربة.

وفي تطور متصل، حصل الأفراد الذين أُخبروا بأن يحلموا بالأشجار على أعلى الدرجات أيضاً في اختبارين آخرين للإبداع، أحدهما أنهم وضعوا قائمة بعدد من الاستخدامات الإبداعية التي يمكن أن يفكروا فيها بشأن شجرة. وفي الاختبار الثاني، قُدِّمَتْ لهم قائمة بأسماء وطُلب منهم إعطاء رد يتضمن أول فعل يتبادر إلى ذهنهم لكل اسم فيها.

وقد حقق المشاركون الذين أخذوا قيلولة مع توجيهات تحفيزيه إبداعات أعلى بـ43 في المئة، مقارنة بمن أخذوا قيلولة من دون توجيهات.

وكذلك وجد العلماء أن الأشخاص الذين أُعطيت لهم توجيهات تحفيزية، قدموا أداءً أكثر إبداعاً بـ78 في المئة من أولئك الذين بقوا مستيقظين.

واستكمالاً، وجدت الدراسة نفسها أن أولئك الذين شاهدوا عدداً أكبر من الأحلام حول الأشجار، أظهروا أيضاً إبداعاً أكبر في قصصهم.

في المهمتين الإبداعيتين الأخريين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة أنتجوا مجموعات من الكلمات بعيدة جداً من حيث المفهوم عن أولئك الذين بقوا مستيقظين، ما يدعم النظرية القائلة بأنه أثناء بداية النوم، يجمع الدماغ الأفكار التي قد لا يعمل على ربطها أثناء ساعات اليقظة.

وإذا جرى توجيه التفكير خلال هذه الفترة، تبرز فرصة للبحث عن مفاهيم أبعد.

بالتالي، يحاول العلماء حاضراً تبسيط البروتوكول الذي اتَّبعوه في هذه الدراسة، وتوسيعه كي يشمل مجالات أخرى على غرار المساعدة في علاج الإجهاد المرتبط بالكوابيس.

© The Independent

المزيد من صحة