Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل ترصد نشاطا نوويا إيرانيا فهل تشتعل "حرب كبرى"؟

تقارير استخبارية أكدت تحويل طهران سفناً تجارية إلى قواعد عسكرية ورئيس الأركان يحذر من كميات اليورانيوم المخصبة

وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يحذر من استمرار النشاط الإيراني (مواقع التواصل)

ملخص

كشفت تقارير إسرائيلية عرضها مسؤولون أمنيون وعسكريون عن صور تدعي أنها ضمن نشاط إيران العسكري والنووي بما في ذلك إقامة منشأة نووية بعمق 80 متراً.

هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بتحرك عسكري ضد إيران بدعوى أن "هناك تطورات غير مقبولة ربما تدفعنا إلى التحرك"، مشيراً إلى أن طهران "تقدمت بتخصيب اليورانيوم بشكل غير مسبوق بحيث باتت في حوزتها كميات تتجاوز صنع قنبلة نووية واحدة". وأكد استعداد الجيش على الجبهة الشمالية، على رغم تشديده على أن "حزب الله" لن يجرؤ على شن حرب، محذراً مما اعتبره تصعيداً في الشمال من حيث استخدام إيران لسوريا كمنطقة حرب محتملة ضد إسرائيل.

وفي مؤتمر عقدته جامعة "رايخمان" في هرتسليا لمناقشة الوضع الأمني في المنطقة تحت عنوان "الرؤية الإستراتيجية في عصر عدم اليقين"، كشفت تقارير إسرائيلية عرضها مسؤولون أمنيون وعسكريون عن صور تدعي إسرائيل أنها ضمن نشاط إيران العسكري والنووي بما في ذلك إقامة منشأة نووية بعمق 80 متراً.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر هرتسليا 2023 إن "إيران حققت تقدماً في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى"، مضيفاً "نعمل عن كثب لفحص المجالات الأخرى التي تؤدي إلى قدرات نووية" ومستدركاً "من دون أن أدخل في التفاصيل، هناك تطورات سلبية ممكنة تلوح في الأفق وقد تؤول بنا إلى التحرك. ولدينا القدرة على ذلك".

وأردف، "لدينا القدرة أن نعمل في إيران، لسنا غير مبالين لما تحاول إيران تأسيسه من حولنا كما يصعب على طهران أن تكون غير مبالية للخط الذي نتخذه. لدينا قدرات جيدة في مواجهة إيران، يجب تعزيزها أكثر لنكون قادرين على خوض معركة واسعة ضدها".

وعن حرب متعددة الجبهات أوضح هليفي "في شأن سيناريو متعدد الجبهات أقول شيئاً واضحاً، إسرائيل لن تخوض هذه الحرب مثلما تخوض حرباً في جبهة واحدة. في حالة حرب مع خمسة لاعبين ستكون قوة نيراننا أكبر بكثير".

أما عن التموضع الإيراني في سوريا، فأشار إلى أن "إيران تستخدم سوريا كساحة مواجهة محتملة. وإسرائيل لن تقف غير مبالية لهذا الأمر. أذكر بشار الأسد بأن الدول التي اصطفت إلى جانب طهران كان مصيرها الفشل. إذا أراد البناء بعد الحرب الأهلية، فعليه أخذ ذلك في الاعتبار".

وتحدث هليفي عن اقتراب بعض الدول في المنطقة من إيران، قائلاً "لا أعتقد بأن هذه الظاهرة نابعة من ثقة هذه الدول بطهران أو لرغبتها في إقامة سلام معها، وإنما تأتي بهدف تبريد درجات الحرارة في المنطقة وعدم الوصول إلى مواجهات كبيرة، وهذا الخيار متروك لهذه الدول".

من جهته حذر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من استمرار النشاط الإيراني المتسارع لتنفيذ مشروع سماه "قواعد إرهابية عامة" يشرف عليه الحرس الثوري ضمن استعداد طهران لحرب ضد تل أبيب، قائلاً  إن هذه القواعد تقام من خلال تحويل سفن تجارية في عرض البحر إلى قواعد عسكرية ستكون قادرة على حمل المعدات العسكرية الحربية بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار.

حرب كبرى

وإزاء التقارير الإسرائيلية التي تنذر بحرب قريبة وتطرح سيناريوهات عدة في أعقاب التدريبات التي أجراها "حزب الله" عند الحدود الشمالية هذا الأسبوع وتابعتها الأجهزة الأمنية عن كثب، أعلن الجيش أنه يستعد بشكل أفضل للمواجهة وأن التقدير السائد لدى الأجهزة أنه "على رغم أن حزب الله يتجرأ أكثر ومستعد للمخاطرة إلا أنه لا يخطط للدخول في حرب شاملة. والتوقع هو أن تكون الحرب لأيام قتالية قليلة، لكن سيكون من الصعب التنبؤ بكيف ستستمر وما ستشمله".

أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حليوة، فاعتبر أن "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يقترب من ارتكاب خطأ ربما يجر المنطقة إلى حرب كبرى". وحذر "حزب الله" وسوريا، قائلاً "لا تخطئوا في فهمنا، فيمكن أي يؤدي استخدام القوة من لبنان أو سوريا نحو إسرائيل إلى تصعيد وصدام بشكل كبير بما لا يمكن تصوره بين إسرائيل وحزب الله ولبنان".

الخبير العسكري يوسي يهوشاع دعا متخذي القرار في إسرائيل إلى التعاطي بمنتهى الجدية مع تصريحات حليوة، قائلاً "ما كان مسؤول مثل رئيس شعبة الاستخبارات يطلق مثل هذه التصريحات وبشكل علني في مؤتمر، طالما لا يعتمد على مادة استخبارية دقيقة وموثوق بها، وربما بتصريحه هذا يحاول إحباط عملية مستقبلية ضد إسرائيل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واحتل حديث وزير الأمن يوآف غالانت مساحة كبيرة في مؤتمر جامعة "رايخمان"، حيث عرض تقريراً استخبارياً شمل توثيقات بالصور لمختلف التحركات الإيرانية، سواء في مشروعها النووي أو تعزيز القدرات العسكرية.

وبحسب غالانت فإن السفن التجارية التي تدخلها إيران إلى عمق البحر وتهدف إلى تحويلها إلى قواعد عسكرية عائمة، ستسهم في توسيع نشاطات إيران البحرية لتشمل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وكذلك المحيط الهندي". وقال غالانت إن "نشاطاً استخبارياً رصد إحدى السفن في خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، إضافة إلى نشاطات شبيهة تهدف إلى تهديد الممرات الملاحية العسكرية والمدنية أيضاً".

سيناريو الرعب

في مناقشة الاوضاع الأمنية في المنطقة تطرح الأجهزة الأمنية سيناريوهات عدة متوقعة، لكنها اعتبرت التقرير الذي يتحدث عن نشاط إيران لإقامة منشأة نووية بعمق 80 متراً أخطرها في حال أنجزته. وقال الخبير العسكري دانييل بطينيه، "غير مبالغ فيه وصف ما قد يحدث جراء هذه المنشأة بـ’سيناريو الرعب الإسرائيلي‘، ومن الممكن أن يكون السيناريو الوحيد هو مواجهة عسكرية واسعة لوجود مأزق في الاتصالات على اتفاق نووي جديد"، مستدركاً "المنشأة التي يتم بناؤها تحت الأرض وفي حال أنجزت، فلن تشكل خطراً أمنياً فحسب إنما ستقلص إلى حد كبير القدرة على ممارسة الضغط على الإيرانيين بكل ما يتعلق بالنشاط النووي".

الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية تبين، وفق تحليل الإسرائيليين لها، أن إيران تحفر أنفاقاً في جبل بالقرب من الموقع النووي نطنز على مسافة 225 كيلومتراً من طهران، وهناك أربعة مداخل في صخور الجبل، اثنان في الجانب الشرقي ومثلهما في الجانب الغربي بحجم من ستة إلى ثمانية أمتار لكل منها. وتقدير الخبراء أن المنشأة التي تبنى حالياً ستصل إلى عمق يتراوح بين 80 إلى 100 متر تحت سطح الأرض.

مناورة "حزب الله" على الحدود

تعامل الإسرائيليون بمنتهى الجدية والقلق مع المناورة العسكرية التي أجراها "حزب الله" عند الحدود الشمالية، وبحسب ما يرى يهوشاع، فإن هذه المناورة "لم تكن مجرد علاقات عامة، ومع أن حزب الله لا يخطط لحرب شاملة، لكنه جاهز لهجوم من وحدات خاصة تحاول التسلل إلى إسرائيل، تضرب بلدات وتأخذ رهائن".

ويضيف رداً على ما نشره بعض الإسرائيليين من استهزاء للقطات ظهرت في التدريبات "في إسرائيل هناك من هزأ ببضع فضائح بدت في الفيديوهات القصيرة، لكن الأفضل عدم الاستخفاف، فجميع التقارير، ووفق ما يبدو لنا، تشير إلى وجود تحسن كبير في قدرات الوحدات البرية لحزب الله، ويبدو أن هناك مزيداً من التخطيط لرفع مستواها لجاهزية الحرب، وما يبدو لنا هنا في إسرائيل فإن حزب الله يغير الاستعدادات على الخط ويخلق نشاطات تخريبية مقصودة كي يحدث استفزازاً، فزاد عدد قواته القريبة من المنطقة الحدودية وشدد على سرعة الرد ورفع مستوى الوسائل القتالية".

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن "حزب الله" سيكون قادراً على إطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ وقذيفة صاروخية يومياً في الحرب. وخلال عرضه التقرير الذي يتحدث عن القدرات العسكرية لدى الحزب، قال حليوة إن "احتمال إشعال الحرب لن يقتصر على حزب الله، فهناك احتمال أيضاً أن تكون البداية من سوريا"، مضيفاً، "الثقة المتزايدة لبشار الأسد التي سمحت له بإطلاق مسيّرات إيرانية من بلاده، تخلق إمكانية كامنة لتصعيد كبير في المنطقة، واستخدام القوة على الحدود الشمالية، سواء من لبنان أو سوريا، يمكن أن يؤدي إلى التصعيد والتصادم بحجم كبير للغاية".

من جهتها قالت الباحثة العسكرية عدن كادوري التي شغلت مناصب بحثية إستراتيجية في الوحدة المختارة بسلاح الاستخبارات، إن لدى "حزب الله" كميات هائلة من الصواريخ تتراوح بين 150 و200 ألف صاروخ ومدفعية ولديه القدرة على إنتاج صواريخ دقيقة بفضل التعاون مع طهران.

ووفق المعطيات التي عرضتها كادوري، فإن هناك ما لا يقل عن ألف صاروخ دقيق "وهذا يشكل تهديداً إستراتيجياً كبيراً تحاول الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل التعامل معه، كما تحاول التعامل مع ما تملكه التنظيمات الشيعية في سوريا من صواريخ إيرانية دقيقة".

الحرب التي يتم بحثها في مختلف السيناريوهات، كما قالت، "من الصعب تحديد موعدها، فعلى رغم أن أياً من الأطراف لا يرغب فيها، لكنها ربما تندلع بشكل مفاجئ ومن حدث صغير، لكن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضاً بتوفير المنظومات الدفاعية لمواجهة مختلف الوسائل القتالية من صواريخ وطائرات مسيّرة"، مشيرة إلى تحديث القبة الحديدية بإدخال منظومة "مقلاع داوود"، أفضل منظومات الدفاع أمام الطائرات المسيّرة.

المزيد من تقارير