Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساع قطرية وفرنسية لتحريك ملف الرئاسة اللبنانية

أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتحدث عن وعود إيجابية بقرار يرفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان

هل تنجح المساعي الخارجية في إنهاء فترة الشغور الرئاسي التي بدأت قبل 7 أشهر؟ (رويترز)

ملخص

 وفد قطري في بيروت يسعى إلى تحقيق خرق بأسماء لمرشحين للرئاسة

باستثناء الرهان على تلويح الخارج بفرض عقوبات على المعطلين لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، لا عامل آخر يمكن الاستناد إليه لتأكيد أية دعوة قريبة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة لانتخاب الرئيس، وتكشف مصادر مطلعة لـ "اندبندنت عربية" أن بري حدّد لسائليه مهلة لا تتعدى الـ 10 أيام قبل حسم قراره في شأن موعد الجلسة الـ 12.  وعلمت "اندبندنت عربية" أنه ينتظر ما ستؤول إليه زيارة الوفد القطري الثانية إلى بيروت التي بدأها اليوم بعد جولة أولى من المحادثات مع القيادات اللبنانية لم يستثن منها أحد وبقيت بعيدة من الإعلام، كما يترقب نتائج الجولة الثانية من المحادثات الفرنسية مع قيادات مسيحية تمت دعوتها إلى زيارة باريس، واستهلت بلقاء بين مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل مع رئيس "التيار الوطن الحر" النائب جبران باسيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويأتي التحركان القطري والفرنسي بعد فشل محاولات التوافق بين القوى المسيحية المعترضة على مرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية، وهي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"التيار الوطني الحر"، وقد وصلت الاتصالات الأخيرة إلى حائط مسدود نتيجة تراجع باسيل عن تبني تأييد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور بعد اعتراض "حزب الله" عليه، ورفض باسيل المضي بأي مرشح لا يرضى به الحزب، وعادت المواجهة لتنحصر بين فرنجية وقائد الجيش وما يمكن أن يخفيه "حزب الله" من أوراق مستورة، ولم تستبعد مصادر سياسية أن يعود اسم وزير الداخلية السابق زياد بارود إلى الواجهة مجدداً، والذي سبق واقترحه باسيل ضمن الأسماء الثلاثة التي قدمها للبطريرك الماروني، وهي جهاد أزعور وزياد بارود والوزير السابق روجيه ديب، وبارود قريب من الفرنسيين ويحمل الجنسية الفرنسية، وهو صديق للأميركيين.

فرنسا تستدعي المعترضين على فرنجية وجعجع يعتذر

فرنسا التي استفزتها، بحسب مصادر دبلوماسية، مشاهد المناورات العسكرية الحية لـ "حزب الله"، لم تسقط بعد ورقة فرنجية من حساباتها، وقررت إعادة تقييم المرحلة السابقة والتواصل مجدداً مع القيادات المعترضة على فرنجية بعد إخفاق هذه القيادات في طرح بديل مشترك في ما بينها، وكشفت المصادر أن الدعوات شملت رؤساء الأحزاب المسيحية الرئيسة "التيار الوطني الحر" و"حزب الكتائب" و"حزب القوات اللبنانية"، لكن الدكتور سمير جعجع اعتذر من تلبية الدعوة الفرنسية وسيرسل موفداً عنه. الزيارات الباريسية ستحصل تباعاً خلال الأيام الـ 10 الباقية من مايو (أيار) الجاري، وقد تشمل أيضاً رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وأرادها الجانب الفرنسي أن تحصل قبل زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المحددة في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل، الذي سبق وسجل اعتراضه على تخطي فرنسا الموقف المسيحي في موضوع الاستحقاق الرئاسي والاكتفاء بإرضاء الفريق الشيعي.

وفي موازاة الحراك الفرنسي الساعي إلى تأمين فرص نجاح مرشح "حزب الله"، بدأ وفد قطري مهمته في بيروت ضمن جولة جديدة وصفت بالحاسمة بعد انتهاء المرحلة السابقة التي كانت فقط استطلاعية.

وبحسب مصادر دبلوماسية فإن الوفد القطري، الذي سبق وطرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون في المرحلة الأولى، سيعمل على إنجاز اتفاق في الملف الرئاسي خلال الزيارة وسيسعى إلى تحقيق خرق مع الثنائي الشيعي "حركة أمل" و "حزب الله"، أو مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إما على العماد جوزيف عون أو على مرشح آخر.

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ "اندبندنت عربية" أن السعودية لا تزال على موقفها في عدم الاعتراض أو دعم أي مرشح، وهي تتبنى "إعلان جدة" في الدعوة إلى انتخاب رئيس يلبي طموحات اللبنانيين. وكذلك تحدثت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن وعود إيجابية بقرار يرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان، بعد القرار الذي يعود إلى عام 2019.

طاولة تشاور في الانتظار

وفي انتظار ما ستؤول إليه الدينامية الخارجية الضاغطة في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، استأنف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب حراكاً باتجاه القيادات السياسية في سعي إلى طرح فكرة الحوار التي سبق ودعا إليها رئيس مجلس النواب، لكن اعتراض "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"حركة التجدد" و"التيار الوطني الحر" حال دون انعقادها، وكشفت مصادر مقربة من بو صعب لـ "اندبندنت عربية" أنه استبدل كلمة حوار في جولته الثانية واقترح عقد لقاء نيابي تشاوري في مكتبه برئاسته ومشاركة ممثلين عن الكتل النيابية، مستنداً إلى تجربة سابقة جرت عشية جلسة انتخاب أعضاء اللجان النيابية، إذ ترأس في مكتبه اجتماعاً تشاورياً بين القوى السياسية المتخاصمة والمتنافسة، وانتهى بالتفاهم على حفاظ التوازن في تمثيل القوى داخل اللجان.

ويستند بو صعب على هذه التجربة لطرح فكرة اللقاء التشاوري لكسر القطيعة بين القوى المتباعدة، وخصوصاً على الضفتين المسيحية والشيعية، على أن يتطرق النقاش كما تقول مصادره إلى موضوع اللامركزية الإدارية والإستراتيجية الدفاعية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، على قاعدة إمكان البحث والتفاهم في المواضيع المهمة الأخرى في موازاة المسار المتعلق بالملف الرئاسي، ومراهناً أن كسر الجليد بين القوى المتخاصمة ومد الجسور في ما بينها يمكن أن يوصل لاحقاً إلى تفاهم على رئيس للجمهورية. 

وعلمت "اندبندنت عربية" أن بو صعب تجنب الدخول في مهمته بأسماء مرشحين للرئاسة، واستقبل في منزله رئيس وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا الذي أبدى انفتاحاً على أي لقاء تشاوري ومن دون شروط مسبقة.

أما في مقر "حزب القوات اللبنانية" فلمس بو صعب وفق مصادره تجاوب جعجع مع أي لقاء تشاوري بين النواب، مجدداً تأكيده أن الأولوية للاستحقاق الرئاسي ورفضه طاولة حوار للبحث في الرئاسة خارج جلسة الانتخاب.

وأولى نتائج الحراك، كما تكشف مصادر بو صعب لـ "اندبندنت عربية"، الاتفاق على هدنة بين "القوات اللبنانية" والرئيس بري بعد ما اشتعلت بينهما أخيراً حرب البيانات والمصادر.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي