ملخص
خلال فترة التوقف الدولي في مارس الماضي قررت إدارة بايرن ميونيخ إقالة المدرب جوليان ناغلسمان وتعيين توماس توخيل بدلاً منه في مفاجأة كبرى
أصبح بايرن ميونيخ قاب قوسين أو أدنى من خسارة لقب الدوري الألماني لكرة القدم للمرة الأولى منذ 11 سنة وربما الخروج بموسم صفري لم يشهد العملاق البافاري مثله منذ ما يزيد على عقد كامل.
وفتحت خسارة بايرن ميونيخ من ضيفه لايبزيغ بنتيجة (3-1) مساء السبت الماضي، الطريق أمام بوروسيا دورتموند لاقتناص صدارة ترتيب الدوري بعد استغلال الفرصة والفوز على أوغسبورغ (3-0) أمس الأحد ضمن الجولة الـ 33 من البطولة، ليرفع رصيده إلى 70 نقطة متقدماً على العملاق البافاري الذي توقف رصيده عند 68 نقطة قبل الجولة الأخيرة التي ستقام يوم السبت المقبل.
ويحتاج دورتموند إلى تحقيق الانتصار في المباراة الأخيرة التي يستضيف فيها ماينز، لإحراز لقب دوري الدرجة الأولى الألماني للمرة الأولى منذ موسم (2011 - 2012) كاسراً هيمنة البايرن طوال 10 مواسم متتالية.
وكان بايرن ميونيخ يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا بقيادة المدرب الألماني الشاب جوليان ناغلسمان (35 سنة) قبل أن تفجر إدارة النادي البافاري مفاجأة مدوية بإقالته خلال فترة التوقف الدولي في مارس (آذار) الماضي، ثم تعيين مواطنه توماس توخيل (49 سنة) يوم 25 مارس.
ومنذ ذلك الحين خاض الفريق 11 مباراة حقق الفوز في خمس منها وتعادل في اثنتين وخسر أربع مباريات.
وبدلاً من السعي وراء حلم الثلاثية ودع الفريق كأس ألمانيا من الدور ربع النهائي أمام فرايبورغ، ثم خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، والآن أصبحت حظوظه في الحفاظ على لقب الدوري المحلي متعلقة بأقدام المنافس بوروسيا دورتموند.
وكان المدير الرياضي لبايرن ميونيخ حسن صالح حميديتش قال إن قرار إقالة ناغلسمان سببه وجود أزمات و"بعض المشكلات الانضباطية".
وكشفت تقارير صحافية ألمانية عن خلافات بين ناغلسمان والحارس الدولي مانويل نوير - قائد الفريق - وبديله سفين أولريتش، بعد قرار التخلي عن خدمات مدرب حراس الفريق توني تابالوفيتش والاستعانة بالمدرب مايكل ريتشنر من هوفنهايم.
وبخلاف الأزمة مع حراس المرمى، لم ينجح المدرب الشاب في تكون علاقة قوية مع لاعبين رئيسين في الفريق مثل سيرج غنابري وليروي ساني وجمال موسيالا وساديو ماني، ولا حتى الوافد الجديد جواو كانسيلو.
وخلال الساعات الأخيرة ادعى أسطورة النادي البافاري لوثار ماتيوس أن الإدارة في "أليانز أرينا" تعاقدت مع المدرب توخيل فقط لمنع توقيعه مع يوفنتوس الإيطالي.
وقال ماتيوس الذي خاض 410 مباريات مع بايرن ميونيخ "لقد كانت إقالة ناغلسمان مفاجأة كبيرة للكثيرين وليس أنا فقط".
"لقد قام ناغلسمان بعمل جيد وفاز بالدوري الألماني، ربما لم يكن جيداً في دوري أبطال أوروبا في عامه الأول، لكن هذا العام فاز ضد باريس سان جيرمان وإنتر وبرشلونة مرتين، ولم يكن الأمر مثالياً في الدوري الألماني، لكنه لم يكن بعيداً من الكأس".
"التوتر سيطر على إدارة بايرن التي لم تكن تؤمن بناغلسمان بنسبة 100 في المئة".
وكان المدرب توخيل قضى ما يزيد قليلاً على ستة أشهر من دون عمل بعد أن أقاله تشيلسي في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد 100 يوم فقط من تولي تود بوهلي منصب المالك والرئيس الجديد للنادي اللندني.
وكان "البلوز" قد تراجع إلى المركز السادس في ترتيب الدوري الإنجليزي في ذلك الوقت، حيث تعرض لخسارة ملحوظة أمام ليدز (3-0) ثم ساوثهامبتون (2-1)، وكلاهما مهدد الآن بالهبوط، قبل أن يتعرض للهزيمة (1-0) أمام دينامو زغرب في مجموعات دوري أبطال أوروبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وربما يكون التوتر هو عنوان الموسم الصفري المنتظر في بايرن ميونيخ، لكن على النقيض تماماً يعيش بوروسيا دورتموند فترة ثقة ويبدو أنه لا ينوي تفويت الفرصة التاريخية التي مررها إليه منافسه الكبير على طبق من فضة، حيث يركز الفريق الأصفر والأسود على المباراة الأخيرة بأقصى درجة ممكنة.
وقال المدير الرياضي في دورتموند سيباستيان كيل عن المنافسة المحتدمة على اللقب "لا أريد إيقاف النشوة، لكن لا نزال نحتاج إلى 90 دقيقة، لا يمكن أن نسمح بانتزاعها منا".
وكان دورتموند يحتل المركز السادس قبل نهاية 2022، وبدا خارج سباق المنافسة على اللقب، لكنه انتفض بشكل مذهل في النصف الثاني من الموسم بينما بدأ تراجع البايرن.
ويدرك كيل أن حصد لقب الدوري سيمثل نجاحاً غير متوقع لدورتموند، بخاصة أنه يأتي بعد موسم متقلب بدأ بتشخيص إصابة المهاجم الجديد سيباستيان هالير بسرطان الخصية في يوليو (تموز).
وانضم هالير لتعويض انتقال إرلينغ هالاند إلى مانشستر سيتي، لكن بعد الخضوع لجراحات وعلاج كيماوي، اضطر المهاجم الجديد للانتظار حتى 2023 ليكون بوسعه المشاركة في المباريات.
ولم يتمكن أنتوني موديست، الذي انضم في اللحظات الأخيرة من موسم الانتقالات، من ترك بصمة مؤثرة، ما أجبر المدرب إيدن ترزيتش على البحث عن بدائل أخرى في خط الهجوم.
وافتقد ترزيتش أيضاً القائد ماركو رويس لعدة أشهر بسبب إصابة في الكاحل تسببت في غيابه عن كأس العالم العام الماضي.
وربما يصبح دورتموند البطل الجديد للدوري من دون أن يسجل أي لاعب في التشكيلة 10 أهداف أو أكثر في المسابقة هذا الموسم.
وسجل هالير تسعة أهداف، وهو نفس رصيد دونيل مالين ويوليان براندت بينما هز جود بلينغهام الشباك ثماني مرات.
وقال هالير مهاجم منتخب كوت ديفوار "لا أريد التفكير في أي احتفال، أنا أفكر فقط في المباراة أمام ماينز، إذا كنا نستحق أن نصبح الأبطال، فسيحدث ذلك".