Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أم قصر" روح العراق الاقتصادية ينتظر مشاريع التوسعة ومنافسة "الفاو الكبير"

يقسم الميناء حالياً إلى ثلاث مناطق ويبلغ عدد الأرصفة فيه 25 رصيفاً

جانب من ميناء أم قصر (حساب وزارة النقل العراقية على تلغرام)

ملخص

تأسس ميناء أم قصر في بداية ثلاثينيات القرن الماضي بشكل محدود لتجمع قوارب الصيادين

يعد ميناء أم قصر الذي يطل على الخليج العربي من أهم الموانئ العراقية حالياً ويمثل الروح الأساسية للاقتصاد العراقي والحركة التجارية في عموم البلاد، خصوصاً في العقود الأربعة الماضية، على رغم تعرضه للتخريب والتدمير بشكل كبير في حروب الخليج الأولى (1980-1988) والثانية (1991) وغزو العراق (2003).
وفي بداية ثلاثينيات القرن الماضي، تأسس الميناء بشكل محدود لتجمع قوارب الصيادين ولم يكن بهذا الشكل الذي هو عليه حالياً إلا بعد أن وضع رئيس الوزراء العراقي، مؤسس الجمهورية العراقية الفريق عبدالكريم قاسم حجر الأساس له في عام 1961، ليكون أول ميناء عراقي كبير بعد ميناء المعقل الذي يعود تشييده إلى عام 1916.
ويقع ميناء أم قصر على خط طول (12-57-47) شرقاً وخط عرض (40-1-30) شمالاً في النهاية الجنوبية لخور الزبير وعند ملتقاه بخور  عبدالله، وهو يبعد 66 كيلومتراً من مدخل مدينة البصرة.

مرت من جنبه

ودشن العمل في ميناء أم قصر في عام 1967 الذي تكون في حينها من ثلاثة أرصفة فقط، وبدأ العمل التجاري فيه في مطلع سبعينيات القرن الماضي وتوسع عدد الأرصفة إلى 18 رصيفاً في عام 1978، ليكون بوابة العراق الاقتصادية الأساسية طوال فترة السبعينيات، لكن الحروب التي اندلعت منذ تسلم صدام حسين السلطة في عام 1979 وحتى عام 2003، أثرت كثيراً في عمل الميناء وأوقفت تطويره بالكامل.
وعلى رغم استئناف العمل في الميناء في عام 1997 لتسلم المواد الغذائية والمعدات بموجب مذكرة التفاهم بين العراق والأمم المتحدة أُطلق عليها تسمية "النفط مقابل الغذاء"، إلا أن الميناء لم يطور وتضرر بشكل كبير عند الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، كونه شهد بعض المعارك بين القوات الأميركية والقوات العراقية.

توسع كبير

بعد عام 2003 شهد الميناء توسعاً كبيراً في أرصفته كونه أصبح يمر عبره 70 في المئة من التجارة العراقية الخارجية، وتدخل عبره أغلب عمليات الاستيراد التي تجريها الدولة العراقية من معدات وآليات وسيارات ومواد غذائية، والحنطة والشعير والرز وعديد من السلع المستوردة الأخرى.


مناطق عدة

ومنذ عام 2010 قسم الميناء إلى مناطق عدة بعد التوسع الكبير الذي شهده في بناء الأرصفة واستثمارها من قبل شركات عراقية وأجنبية، فضلاً عن تشييد خزانات عملاقة للزيت الخام المستورد لصالح شركة الاتحاد للصناعات الغذائية التي تتخذ من محافظة بابل مقراً لها وتنتج أكثر من 3000 طن من الزيوت يومياً.
ويقسم الميناء حالياً إلى ثلاث مناطق هي وسط وشمال وجنوب، ويبلغ عدد الأرصفة فيه 25 رصيفاً فضلاً عن قيام الشركة العامة للموانئ العراقية بتشييد ثلاثة أرصفة إضافية لتوسيع قدراته على استقبال البضائع المستوردة، إذ تبلغ طاقته القصوى حالياً تسعة ملايين طن سنوياً.

ينتظر المنافس

وقد يكون ميناء أم قصر هو الأول عراقياً والمتصدر للحركة التجارية في البلاد حتى نهاية عام 2025، الذي سيشهد بدء العمل في ميناء الفاو الكبير الذي يشيد حالياً من قبل شركة كورية ليتصدر مشهد الموانئ العراقية.
ويتم إنشاء ميناء الفاو الكبير في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة وتبلغ تكلفة المشروع حوالى 4.6 مليار يورو، وتقدر طاقة الميناء الاستيعابية بـ 99 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج والعاشر على مستوى العالم، ووضع حجر الأساس له في عام 2010، حين بوشر بناء كاسر الأمواج ومن المقرر اكتمال العمل في عام 2025 .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مليون دولار يومياً

وتبلغ إيرادات الميناء من عائدات الضرائب والجمارك أكثر من مليار دينار يومياً أي ما يقارب مليون دولار بحسب إحصاءات لشركة الموانئ العراقية، وفي بعض الأيام قد يقفز إلى أكثر من خمسة مليارات دينار عراقي كما حصل في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 .

أرصفة جديدة

وأعلنت وزارة النقل العراقية عن قرب افتتاح رصيفين جديدين في ميناء أم قصر، نفذا بقرض من الحكومة اليابانية.
وذكرت الوزارة أن الرصيف الأول سيكون بطول 250 متراً، وعرض 30 متراً، وسيستخدم لرسو الحفارات والقطع البحرية وصيانتها، ويقع على بعد أربعة كيلومترات شمال شرقي ميناء أم قصر، بالقرب من رصيف الصيادين، مبينةً أن الرصيف الثاني سيكون بطول 300 متر، مكون من خمس دعامات رسو وربط، مخصص لرسو الحفارات البحرية، إضافة إلى أبنية وورش ومنظومات إطفاء حديثة وأذرع تحميل المشتقات النفطية، وأعمال كهربائية وميكانيكية، وأضافت الوزارة أن الشركة المنفذة للعمل هي شركة "متسوبيشي" اليابانية (Mitsubishi Corporation) مع مقاوليها الثانويين شركتي "جاليك إنرجي" (Calik Enerji) وشركة "كاب إنشاءات" (Gap inssat) التركيتين.

خور الزبير

ويمتلك العراق موانئ عدة أهمها حالياً ميناء خور الزبير الذي يعد من أكبر الموانئ العراقية بعد ميناء أم قصر وشيد عام 1947،  ويبعد من مركز البصرة نحو 90 كيلومتراً، ويتكون من 13 رصيفاً، وقد تم تغيير تصنيف الميناء إلى ميناء نفطي في عام 2021، مع استثناء الرصيف البحري "رقم 9" ليبقى رصيفاً خاصاً بالبضائع التجارية والاستيراد والتصدير.
وسيحول خلال الأسابيع المقبلة إلى ميناء نفطي بالكامل وسيشهد خلال أسابيع، افتتاح أطول رصيف نفطي في تاريخ الموانئ العراقية، بطول 340 متراً، الذي أنجز من قبل شركة "ميتسوبيشي" اليابانية ضمن مشاريع القرض الياباني.
ويعد ميناء المعقل من أقدم الموانئ العراقية، شيد في عام 1916" ويتكون من 15 رصيفاً ويقع في منطقة شط العرب ويبعد نحو 135 كيلومتراً من الساحل العراقي على الخليج العربي، لكن بسبب الإهمال والأضرار التي لحقت به خلال الحروب التي شهدتها البصرة، وعدم انتشال الأجسام الغارقة الكثيرة في بعض أرصفته، تسبب ذلك بتوقفه عن العمل في عام 2018، بشكل تام في فترة كورونا .
وبحسب الحكومة العراقية، هناك خطة لإعادة تأهيل الميناء وتحويله إلى منتجع سياحي كونه أصبح قريباً من الأحياء السكنية وأعماقه غير جيدة لرسو السفن.

أصغر ميناء عراقي

ويعد ميناء "أبو فلوس" أصغر الموانئ العراقية إذ يتكون من ثلاثة أرصفة، أنجزت في عام 1976، ويقع على الضفة الغربية لشط العرب ويبعد حوالى 20 كيلومتراً من مركز مدينة البصرة جنوباً، ويعمل حالياً لاستقبال البواخر والقوارب الصغيرة.