Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضمن مفاوضات غزة... مقترح لنشر قوات عربية على محور "نتساريم"

وافقت إسرائيل على عودة النازحين للجزء الشمالي من القطاع وانسحاب الجيش من الممرات الإنسانية

أبدت إسرائيل مرونة في انسحاب قواتها من "محور نتساريم"    (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

لضمان عدم مرور عناصر "حماس" إلى شمال غزة، ستنشر قوات مصرية ضمن خطة حفظ السلام التي من المقرر أن تشمل نشر قوات عربية في غزة.

على إثر الأخبار المتداولة حول إمكان توصل حركة "حماس" وإسرائيل إلى إطار اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، يترقب نحو 1.5 مليون نازح يعيشون في خيم عشوائية في محافظة رفح، أقصى جنوب القطاع، قرار السماح بعودتهم لمناطق سكنهم في الشمال.

ووفقاً لإطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعمل عليه مصر بدعم من السداسي العربي فإنه يشمل ثلاث مراحل، ولعل أكثر ما يهتم به سكان القطاع يتمثل في بند السماح بعودة النازحين لشمال القطاع، حيث مناطق سكنهم وبيوتهم المدمرة.

لكن المشردين يتساءلون عن آليات عودتهم لبيوتهم، بخاصة بعدما قسمت إسرائيل القطاع إلى نصفين ودشنت طريقاً أمنياً عسكرياً سمته "محور نتساريم" يمنع عودة النازحين، وعززت ذلك الممر بثكنات عسكرية لمنع حركة المشاة من الجنوب إلى الشمال، ونشرت على طول الممر قوات مدججة بالأسلحة.

عقدة المفاوضات بدأت تنفك

وفي بداية الحرب أمرت إسرائيل سكان شمال غزة بإخلاء مناطق سكنهم والتوجه نحو الجنوب، واستجاب لتلك التعليمات نحو 1.5 مليون فرد، وأشعر الجيش النازحين بأنه سيسمح لهم بالعودة لكن عند انتهاء القتال العنيف وتدمير "حماس".

وبعد نحو خمسة أشهر من القتال أعلنت إسرائيل أنها طهرت شمال غزة من "حماس" وحكومتها، وأن مرحلة القتال العنيف انتهت هناك، لكنها رفضت السماح للنازحين بالعودة لمناطق سكنهم.

 

وشكل ملف عودة النازحين حجر عثرة في جميع جولات المحادثات التي قام بها الوسطاء على مدى الشهور الأربعة  الماضية، إذ وضعته "حماس" شرطاً للتوصل إلى اتفاق هدنة وصفقة تبادل، لكن إسرائيل رفضت التنازل عن ذلك البند، وعرقل ذلك الطلب التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ولو موقتاً.

وأخيراً، وضمن الجهد العربي الذي تلعب فيه مصر دور الوسيط المباشر بين إسرائيل و"حماس"، وافقت تل أبيب على عودة المشردين للجزء الشمالي من القطاع، لكن ظهر تخوف من وجود الجيش الإسرائيلي على ممرات النازحين.

جهد عربي لعودة آمنة للنازحين

وكثيراً ما طلبت إسرائيل أن يشرف جنودها على تفتيش النازحين أثناء عودتهم، ورفضت "حماس" هذا العرض واعتبرته مهينا للسكان وفيه من الذل الكثير، بخاصة بعدما جرب المشردون الممر الآمن أثناء هربهم من القصف، وخلال مرورهم تعرضوا للقتل والاعتقال والتعذيب.

وطلبت "حماس" فتح محور "نتساريم" والسماح بالعودة الحرة للسكان لشمال قطاع غزة، لكن إسرائيل تتخوف من ذلك، ويقول وزير الدفاع يوآف غالانت "نخشى من عودة جماعية لمقاتلي ومسلحي (حماس) لشمال قطاع غزة، مما يعني عودة حكم الحركة على كل القطاع".

ولحل معضلة عودة النازحين من دون مرور عناصر "حماس" بينهم، سافر رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى إسرائيل على رأس وفد أمني لبحث تفاصيل الخطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، وتوسيع نطاق الهدنة لتشمل الانسحاب الإسرائيلي من "ممر نتساريم"، ومنح حرية الحركة على الطرق الرئيسة في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفد مهني لترتيب العودة

وبحسب الأفكار المصرية المطروحة فإنه يجب مرور النازحين المدنيين فقط لشمال غزة، ولتحقيق ذلك يجب تفتيش العائدين وإخضاعهم لفحوص أمنية، وهذا يتطلب وجود جهات وقوات تشرف على تلك المهمة.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن تل أبيب معنية بالتوصل إلى اتفاق الإطار ولذلك وافقت على عودة النازحين، وكذلك أبدت مرونة في شأن انسحاب قواتها من "محور نتساريم".

وبعد أن غادر وفد "حماس" العاصمة المصرية القاهرة على خلفية إجراء مناقشات واستفسارات حول صفقة الرهائن والهدنة، وصل وفد إسرائيلي لمصر بغرض وضع اللمسات الأخيرة وسد الثغرات في الصيغة الختامية لاتفاق عودة النازحين.

وتقول "كان" إنه "يغلب على الوفد الإسرائيلي أنه من المستوى المهني ولا يضم قادة "شاباك" و"موساد"، ويسعى إلى بلورة رؤية لتشرف فيها قوات مصرية على تفتيش النازحين العائدين من جنوب قطاع غزة إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة، على أن تراقب إسرائيل عملية التفتيش من طريق أجهزة مراقبة".

وبموجب هذا المقترح ستنتشر قوات  مصرية في "محور نتساريم" وتتمركز في ثلاث نقاط لتفتيش النازحين العائدين، وبهذا تكون إسرائيل قدمت تنازلاً دراماتيكياً أمام "حماس" وحققت مرادها في عدم مرور عناصر الحركة للشمال.

تفاصيل المقترح

وفي تفاصيل المقترح الذي كشف عنه نائب الأمين العام لحركة الجهاد محمد الهندي فإن الجيش الإسرائيلي سينسحب من "محور نتساريم" على مرحلتين، الأولى من طريق البحر إلى شارع صلاح الدين، والمرحلة الثانية بعد أسبوعين ينسحب الجيش فيها من شارع صلاح الدين إلى الحدود الإسرائيلية.

ويقول الهندي إنه "إذا استجيب لهذه المعطيات فقد نذهب إلى صفقة مع إسرائيل، ولقد راعى المقترح المصري الفشل الميداني الكبير للجيش وكذلك الضغوط الإقليمية والدولية، وأبدت الفصائل الفلسطينية مرونة بقبولها الانسحاب على مرحلتين".

ولم يتحدث الهندي عن نشر قوات عربية في غزة، لكن "حماس" هي التي تحدثت عن ذلك، ويقول عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم، "نريد عودة المواطنين لمناطقهم في القطاع مع الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية".

ويضيف، "التوافق حول إدارة قطاع غزة بعد الحرب أمر ممكن، ونحن نرحب ولا نعارض وجود أية قوة عربية في غزة لتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني وليس لخدمة الجانب الإسرائيلي وجيشه".

"حماس" ترحب بالقوات العربية

ويشير نعيم إلى أن هناك خيارات وبدائل تطرح وتتمثل في وجود قوة عربية، وأبدينا ترحيبنا بالأمر على رغم أننا نؤمن بأن هذه الحلول غير عملية، وهي بدائل لا يمكن لها أن تنجح.

وفي الواقع فإن وجود القوات العربية على "محور نتساريم" يعد مقدمة لنشر هذه القوات داخل غزة لحفظ السلام، وهذه فكرة إسرائيلية وجدت تأييداً دولياً وأميركياً، وعمل عليها وزير الدفاع يوآف غالانت بعد موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبحسب خطة قوات حفظ السلام في غزة التي يحملها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن معه في زيارته إلى الشرق الأوسط وعرضها على وزراء خارجية مجموعة الدول العربية الست أثناء اللقاء الذي جمعهم، فإن الفكرة تقوم على مبدأ حفظ القانون وضمان عدم حدوث فراغ أمني وفوضى بعد انتهاء الحرب، وكذلك تمكين حكومة تكنوقراط الفلسطينية من بناء نظام حكومي بديل لنظام "حماس" في غزة، وأيضاً تأمين وصول المساعدات من دون عنف.

ويقول الباحث في الشؤون العسكرية اللواء جلال أبو شهاب إن "وجود قوة عربية لحفظ السلام في غزة أمر قابل للتطبيق وخطة جيدة، ولقيت هذه الفكرة تأييداً دولياً وبخاصة من الولايات المتحدة التي لا تريد إلا قوة هدفها منع ’حماس‘ من عودة الظهور".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير