Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل من صلة بين مكان إقامتنا والإصابة بـ"كورونا طويل الأمد"؟

الأشخاص الذين يعملون في مجال الصحة والتعليم في المناطق الفقيرة هم أكثر الناس عرضة لذلك

توصل بحث جديد إلى أن خطر الإصابة بـ"كورونا طويل الأمد" أعلى بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في أشد المناطق حرمانا (غيتي)

أظهرت دراسة نُشرت أخيراً في "الجمعية الملكية للطب" Royal Society of Medicine، أن خطر الإصابة بـ "كوفيد طويل الأمد" أعلى لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقراً. حيث وجد الباحثون المشاركون في الدراسة أن فرصة الإصابة بهذه الأعراض أعلى بنسبة 46 في المئة لدى أولئك الذين يعيشون في أشد المناطق حرماناً مقارنة بمن يعيشون في المناطق الأقل حرماناً.

ففي تحليل لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا، وبعد دراسة حالة أكثر من 200  ألف من البالغين في سن العمل، كان البحث هو الأول الذي يثبت وجود صلة بين "كوفيد طويل الأمد" والوضع الاجتماعي والاقتصادي عبر مجموعة من قطاعات العمل.

كما وجد الباحثون من جامعتي "ساوثامبتون" و "أكسفورد" أن النساء أكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" بشكل عام، وأن احتمال إصابتهن أعلى من الرجال الذين يعيشون في أشد المناطق حرماناً، حتى ولو كان مكان إقامتهن في المناطق الأكثر ثراءً.

ومن بين جميع المهن، وجد الباحثون أن العاملين في قطاعي الصحة والتعليم وأولئك الذين يعيشون في المناطق الفقيرة أكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" من أولئك الذين يعيشون في المناطق الأقل حرماناً.

ووفقاً لأرقام مكتب الإحصاءات الوطنية المنشورة في مارس (آذار) 2023، يعاني حوالى 1.9 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد (2.9 في المئة من السكان) من "كوفيد طويل الأمد". حيث ارتفع هذا الرقم من 689 ألفاً في بداية يناير (كانون الثاني) و514 ألفاً في سبتمبر (أيلول) 2022.

والتعب هو أكثر أعراض "كوفيد طويل الأمد" شيوعاً، يليه صعوبة التركيز وآلام العضلات وضيق التنفس.

 

وقال الباحث الرئيس الدكتور نصر الإسلام، من كلية الطب في جامعة "ساوثامبتون" وقسم نوفيلد لصحة السكان في جامعة أكسفورد أنه "على رغم أن بعض الفئات المهنية، وبخاصة العاملين في المجال الصحي وغيرهم من العاملين الأساسيين، لم تتأثر بشكل متساو بالجائحة، إلا أن الدراسات حول "كوفيد طويل الأمد" والمهن متفاوتة". مضيفاً: "تتوافق النتائج التي توصلنا إليها مع أبحاث ما قبل الجائحة حول الظروف الصحية الأخرى، مما يشير إلى أن العمال ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض لديهم نتائج صحية أسوأ ووفيات مبكرة أعلى من أولئك الذين يمتهنون نفس المهن لكن لديهم وضع اجتماعي واقتصادي أفضل. ومع ذلك، قد يختلف عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية اختلافاً كبيراً بحسب المجموعات المهنية".

كما أوصى الباحثون بأن تأخذ السياسات الصحية المستقبلية في الحسبان عوامل مثل الجنس والحرمان والمهنة عند النظر في كيفية علاج وإدارة "كوفيد طويل الأمد".

وأضاف الدكتور إسلام: "تظهر أوجه عدم المساواة الموضحة في هذه الدراسة أن مثل هذا النهج يمكن أن يوفر تحديداً أكثر دقة للمخاطر وأن يكون ذا صلة بأمراض أخرى بما يفوق موضوع الجائحة".

وختم إسلام: "ستساعد هذه النتائج في توجيه السياسات الصحية نحو تحديد الفئات الفرعية الأكثر ضعفاً من السكان بحيث يتم بذل جهود أكثر، ويتم تنفيذ التخصيص النسبي للموارد للمساعدة في الحد من التفاوت الصحي".

© The Independent

المزيد من صحة