Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عاصي الحلاني: لا أؤمن بـ"تيك توك" وما يحصل خطأ فادح

فضلت أن يكون عملي مختلفاً عن موجة الكليبات التي تكتسح الساحة الفنية

المطرب اللبناني عاصي الحلاني (مواقع التواصل)

ملخص

قال إنه لا علاقة لتمسكه بطرح الألبومات بالبريستيج ولكنه يفعل ذلك إرضاء لنفسه ولجمهوره

يرفض الفنان اللبناني عاصي الحلاني، الخروج من عباءة الأغنية التراثية، التي نشرت اسمه وصنعت نجوميته العربية، ولا تزال الأقرب إلى قلبه، لكنه في الوقت نفسه وبهدف تحقيق الاستمرارية لم يتردد في التجدد ومواكبة العصر موسيقياً، عبر تقديم مختلف الأنماط والألوان الغنائية التي يغلب عليها الطابع الشرقي كلاماً ولحناً.

وبعد مسار فني حافل طويل يقارب 35 عاماً طرح الحلاني ألبومه الـ21، تحت عنوان "طل الملك"، والذي استغرق التحضير له عامين كاملين، ويضم ألواناً غنائية قدمها سابقاً أو أخرى يستطيع تقديمها كما يقول.

مرحلة صعبة

الحلاني تحدث لـ"اندبندنت عربية" عن أن تحضيره للألبوم الجديد، الذي لحن أربعاً من أغانيه، استغرق وقتاً كثيراً مع أنه بحسب العقد الموقع بينه وبين شركة "روتانا" يفترض أن يقدم معها ألبوماً واحداً سنوياً، ولكن هذه المرة احتاج إنجاز ألبومه الثالث عامين كاملين.

بدا واضحاً أن الفنان اللبناني عانى كثيراً لإنجاز هذا الألبوم، كما حال معظم المطربين الذين يجدون صعوبة كبيرة في العثور على الكلمة الجميلة في زمن فني يهيمن عليه الاستسهال والأغاني الهابطة لحناً وكلاماً. وعن هذا يقول الحلاني "في هذه المرحلة من الصعب جداً العثور على أفكار جديدة للأغاني ولذلك بذلت جهداً كبيراً للعثور على كلمات مناسبة، والأمر الأهم هو العثور على الفكرة والموضوع الجديدين".

ومضى في حديثه "أنا مع طرح الأفكار الجديدة في الأغاني ولكن ليس سهلاً على الإطلاق إيجاد فكرة ترضي الفنان وتصل في الوقت نفسه إلى الناس، ولذلك نجد أن الكثير من الأغاني تمرّ مرور الكرام ولا تترك أثراً عند المستمعين وكذلك الأغاني المصورة التي لا تنتشر ولا تحقق النجاح المطلوب".

زمن "السنغل"

وفي زمن طغيان الأغنية المنفردة أو ما يعرف بـ"السنغل"، ينقسم الفنانون إلى فريقين أحدهما يؤمن بأنه لا جدوى من طرح ألبوم كامل تنجح منه أغنية أو أغنيتين فقط على رغم التكلفة الإنتاجية المرتفعة والآخر يتمسك بالألبوم الكامل ويرون فيه نوعاً من "البريستيج" لصورتهم كنجوم.

لكن عاصي الحلاني له رأي مختلف، وهنا يقول "لا علاقة بالبريستيج بتمسكي بطرح الألبومات، ولكنني أفعل ذلك إرضاء لنفسي ولجمهوري... لا شك أن "الأغنية السنغل" تحظى بدعم أكبر ومتداولة بكثرة على الساحة الفنية ولكن جمهوري ينتظر مني الألبومات ويصرّ عليها".

ومع أن التسويق لـ"السنغل" أسهل بكثير من التسويق لـ10 أغان لكن يبقى للألبوم وجاهته ورونقه والجمهور الذي ينتظره، وفقاً للحلاني، الذي يؤمن "بوجود اختلاف في أذواق الناس والألبوم يتيح أمام الفنان الفرصة لتقديم أنماط موسيقية وألوان غنائية مختلفة تمكنه من إرضاء أكبر عدد ممكن منهم أما من يحبونه فإنهم يحرصون على سماع كل ما يقدمه لهم".

في المقابل يشكو الحلاني من الابتذال في الأغاني المصورة التي تغزو الفضائيات، وهنا يشير إلى محاولته الظهور بإطلالة راقية من خلال كليب "طل الملك"، وبطريقة ترضي ذوقه وأذواق الناس... "حرصت على تقديم كليب مسرحي يشبه الأعمال الاستعراضية التي تقدم على الخشبة والتي تجمع بين الاستعراض والرقص والقصة الجذابة وقدمت هذه الخلطة من خلال صورة راقية ولائقة بعيدة من الخلاعة تدخل بيوت كل الناس وتشبه طبعنا الشرقي والعربي".

ويقول "لقد رغبت بتقديم الكليب بهذه الطريقة لأن فكرته جديدة وغير مكررة ولا تشبه معظم الأغاني المصورة التي تظهر الفنان وهو في الطائرة أو في السيارة... ففي الفترة الأخيرة أصبحت كل الكليبات مبتذلة بأفكارها وأنا فضلت أن يكون عملي مختلفاً عن موجة الكليبات التي تكتسح الساحة الفنية وأظن أن هذا هو دوري خصوصاً وأنني كنت سباقاً منذ بداياتي وحتى اليوم في تقديم الأفكار والمواضيع الجديدة في عالم الفيديو كليب".

برامج الهواة

الحلاني الذي تخرج قبل 34 عاماً من برنامج الهواة "استديو الفن" ما لبث أن جلس على كرسي التحكيم في عدد من البرامج التي منحته نجومية إضافية إلى جانب نجومية الغناء، وهو يرى أنه "لا شك أن برامج الهواة الفنية تضيف إلى الفنان وهو أيضاً يضيف إليها بوجوده فيها، لأن وجود المشاهير في هذه البرامج يرفع من نسبة مشاهدتها بشكل ملحوظ مقارنة مع البرامج التي يكون أعضاء لجان التحكيم فيها من غير المشاهير أي أن الفائدة متبادلة، وعندما يكون النجم المشارك في لجان التحكيم من نجوم الصف الأول تصبح نسبة مشاهدة البرنامج والمحطة التي تعرضه عالية جداً أما النجم فيستفيد من وهج إطلالته التلفزيونية".

بين طرح الأغاني وعدد الحفلات التي يحييها الفنانون، اختير وائل كفوري كأفضل فنان لبناني لعام 2022، وهنا يردّ الحلاني "هناك مجموعة من الفنانين اللبنانيين يعتبرون من نجوم الصف الأول من بينهم راغب علامة وأسماء أخرى كثيرة وهم يفرضون أنفسهم بقوة على الساحة الفنية وأنا واحد منهم، وكلنا نحمل اسم لبنان ونظهر وجهه الجميل ونحاول أن ننشر الفرح والمحبة في أي بلد نغني ونتواجد فيه".

طفرة غنائية

إلى ذلك، يعارض الحلاني الرأي الذي يقول بأن مستوى الأغنية العربية تراجع بشكل ملحوظ وأن قلة قليلة من المغنين يحافظون على المستوى ويتمسكون به بل يرى أن الفنان الذي يبحث ويشتغل بشكل صحيح لا بد وأن يحظى بأغنية جيدة.

ويتابع "لا شك أن هناك طفرة غنائية وأن عدد المغنيين الجدد أصبح كبيراً جداً ولا شك أيضاً أن الفوضى العارمة تسود الساحة الفنية ولكن نجوم الصف الأول حريصون على أعمالهم ومستواها وهم كثر وموجودون وأنا سمعت في الفترة الأخيرة الكثير من الأغاني الجيدة".

ولا يعوّل الحلاني على الأغاني التي يقدمها مغنو "التيك توك" ولا يؤمن بها وبتأثيرها على مسار الأغنية العربية، ويعلق "لا أتابع تيك توك ولا أؤمن به ولا بالأعمال وبالفنانين الذين يطلون عبره بل اعتبر أن ما يحصل خطأ فادح في حق الفن... أحياناً أسمع بعض الأغاني التي تنتشر على هذا التطبيق من خلال بعض الأشخاص الذين يحيطون بي وكلها أغان دون المستوى بل بمستوى متدن جداً وبعيدة كل البعد عن المحتوى الراقي واللياقة والأخلاق وكلامها غير مقبول على الإطلاق بالنسبة إليّ".

في المقابل اعتبر أن التكنولوجيا أسهمت في انتشار الأغاني بشكل أسرع ولكنها تسيء في بعض الأحيان إلى التوزيع الموسيقي وأنه يفترض بالفنان أن يتماشى مع العصر وأن يواكب كل ما هو جديد تكنولوجياً شرط أن يعرف كيف يستخدمه سواء في تنفيذ الأغاني أو في التسويق لها.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة