Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تهدد روسيا: سيصيبكم الذعر حالما نبدأ هجومنا المضاد

حصري: لم يصدق أحد أن كييف ستصمد شهراً واحداً. والآن، ها هي تستعد لتحقيق انتصار ميداني في الحرب قبل نهاية العام بحسب نائب وزير دفاعها

أوتامان كوست خورديينكو جندي مشاة أوكراني من كتيبة المشاة المؤللة المستقلة الـ57، ويستخدم منظاراً لمراقبة مواقع العدو من خندق في موقع غير معلن بالقرب من مدينة باخموت (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

توقع مسؤول أوكراني رفيع أن يؤدي انتصار أوكرانيا في هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد روسيا إلى "انهيار" كامل لجيش فلاديمير بوتين، أو حتى لاقتصاد روسيا.

توقع مسؤول أوكراني رفيع أن يؤدي انتصار أوكرانيا في هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد روسيا إلى "انهيار" كامل لجيش فلاديمير بوتين، أو حتى لاقتصاد روسيا.

ففي مقابلة أجرتها "اندبندنت" مع نائب وزير الدفاع فولوديمير هافريلوف، تعمد المسؤول الأوكراني عدم الإفصاح عن توقيت الهجوم الذي بات وشيكاً، والذي من المتوقع أن يبدأ عند زوال الوحول وتوقف الأمطار الربيعية وتحسن الطقس ليصبح مناسباً أكثر للقتال.

لكن عندما يبدأ الهجوم، الذي بات "قريباً جداً" بحسب تصريحات صحافية للرئيس فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، فإنه سيقوم بفضح البروباغندا الحربية التي تسوق لها روسيا، فيوضع المواطنون الروس أمام الأمر الواقع، بحسب ما أكد هافريلوف.

وأضاف "سنطلق هجومنا المضاد، أما عن متى أو أين فهذا غير مهم حالياً... [عند بدء الهجوم]، سيصيب الذعر روسيا، سترون ذعراً كبيراً. فالروس لم يفهموا حتى الآن أن البروباغندا [في بلادهم] تعطي صورة مغلوطة عن الواقع الحقيقي للميدان. النصر في هذه الحرب يحقق في الميدان، لا على شاشات التلفزيون أو شبكة الإنترنت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يزعم هافريلوف أن خسائر روسيا البشرية قد بلغت 200 ألف منذ أن اجتاح بوتين أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) من العام الماضي، وهو عدد لا يمكن تأكيده بصورة فورية. ومن جهتها، نفت موسكو الأسبوع الماضي تقييماً أميركياً مفاده أن روسيا خسرت 20 ألفاً من جنودها وإصابة 80 ألفاً آخرين بجروح في الأشهر الخمسة الأخيرة فقط، برغم رفضها تقديم أرقامها الخاصة.

وأكد هافريلوف أن الكرملين يخفي عن شعبه عدد الخسائر الفعلية، لكنه لن يعود قادراً على ذلك عندما تبدأ أوكرانيا باستعادة أراضيها، وسط مواصلة ارتفاع عدد الخسائر البشرية. فيقول، "لا يمكن أن تستمر في خداع شعبك لسنوات، لا سيما إن بدأت ترى فرقاً ميدانياً، فالشعب [الروسي] بدأ يرى القتلى والجرحى. ويرى عائلات خسرت الرجال في بيوتها. ويستحيل إخفاء موت ابن أو زوج أو شقيق. وهم [في موسكو] سيتحملون تداعيات هذا كله".

وقال نائب رئيس الدفاع "إنني لن أشعر بالمفاجأة إن رأينا يوماً، ربما خلال هذا الشهر أو الشهر المقبل، حدثاً يسهم بشكل مباشر في انهيار استراتيجية روسيا، أو جيشها، أو اقتصادها".

لا شك في أن تمسك أوكرانيا بباخموت، المدينة التي يستخرج منها الملح في مقاطعة دونيتسك، يلعب دوراً حيوياً في استعداداتها للهجوم المضاد، وقد سمح لقوات الدفاع بفرض شروطها على خط القتال، وأدى إلى تقليص تدرجي للموارد الحربية الروسية، حيث أكد نائب رئيس الدفاع أن الوضع الراهن تسبب في هبوط معنويات الضباط الروس "إلى أدنى مستوياتها".

مع إبقائها على موطئ قدم في "قلعة" باخموت، فضحت أوكرانيا ماكينة الحرب الروسية، وكشفت عن أن هذه الأخيرة، بحسب هافريلوف، "ليست بالنوعية التي رأيناها قبل عام، عندما شنت اجتياحاً شاملاً لأوكرانيا ودخلت البلاد على متن دبابات خلال الجولة الأولى".

وبحسب هافريلوف "يعني ذلك أن النهاية ستأتي على شكل كارثة حتمية ستحصل عاجلاً أم آجلاً"، مضيفاً أن "باخموت أثبتت لنا في أوكرانيا، ولكن أيضاً للعدو، أنه ما من حل عسكري لروسيا في هذه الحرب، بل أسوأ من ذلك، تنتظر روسيا كارثة عسكرية في نهاية الحرب، وسنشهد عليها عما قريب".

ولفت نائب الوزير إلى أن الدول الحليفة لأوكرانيا في الغرب وشركات الأسلحة ترددت حيال بيع البلاد إمدادات عسكرية في أولى مراحل الحرب إن لم تسدد أوكرانيا كامل ثمنها مسبقاً، باعتبار أن أوكرانيا لن تصمد لوقت كافٍ لتسدد أي أقساط. وقال إن "قلة فقط من بلاد العالم آمنت بأن أوكرانيا قادرة على الصمود في هذه الحرب".

 

أما اليوم، فقد تدربت القوات الأوكرانية على استعمال دبابات "تشالنجر" التي أرسلتها المملكة المتحدة، ودبابات "أبرامز" من طراز "أم1 أي2" M1A2 ودبابات "برادليز" التي أرسلتها واشنطن، ومجموعة من دبابات "ليوبارد" الألمانية الجديدة والمعاد تأهيلها التي أرسلها حلفاء أوروبيون، كما وتجهزت بأعداد متزايدة من القذائف والمسيرات.

وتابع قائلاً: "لقد أثبتنا شجاعتنا للآخرين، وأكدنا بأننا أهل للثقة وجادون ومستعدون للد فاع عن بلادنا بكل ما أوتي لنا من قوة". إلى ذلك، كرر دعوة أوكرانيا حلفاءها إلى اتخاذ الخطوة التالية وتزويدها بطائرات حربية متقدمة، مؤكداً أن ذلك هو الطريقة الوحيدة لمنع الطائرات الروسية المتقدمة من شن غارات من عمق الأراضي الروسية.

وأضاف نائب الوزير: "تلزمنا معدات أكثر تقدماً [من الدفاعات الأرضية المضادة للطائرات]، تكون قادرة على شن ضربات طويلة المدى، وعلى إنزال الطائرات الروسية عن مسافة أكثر من 100 كيلومتر - بهدف ضمان أمن شعبنا. ولهذا نحن نطالب شركاءنا بتزويدنا بطائرات حربية حديثة على غرار "أف 16" وما شابه. ونصر على أن ترسل إلينا في أقرب وقت، لأن المسألة على صلة بـ[إنقاذ] حياة المدنيين".

وأكد أن "أوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب بفضل ميزة التقدم التكنولوجي والتفوق". وقال: "ثقوا بنا - تطلعوا إلى أوكرانيا بإيجابية أكبر وساعدونا على تحقيق النتيجة".

لم يتضح ما ستبدو عليه هذه النتيجة في نهاية المطاف، إذ تواصل أوكرانيا رفضها مبدأ المشاركة في أي محادثات سلام تبقي أراضيها في أيادي الروس - بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو بصورة غير شرعية عام 2014.

وعن هذا قال هافريلوف: "ما من شيء سيمنعنا من استعادة هذا الجزء من أراضينا [شبه جزيرة القرم]، ونحن واضحون في ذلك"، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل في شأن المسار العسكري للمبادرة التي قد تسمح بتحويل هذا الكلام إلى واقع. وتابع قائلاً: "نحن مستعدون لذلك. ولا بد لروسيا أن تتعامل مع هذا الأمر كجزء محتم من هذه الحرب".

مع انتهاء الاستعدادات للهجوم الأوكراني المضاد، يقول هافريلوف إن الأحداث الميدانية قد تبدأ بالتبلور سريعاً، بعد أشهر طويلة من حرب الاستنزاف. وقال ختاماً: "يمكنني فقط أن أقول إننا نبذل قصارى جهدنا لإنهاء الحرب بأسرع وقت. وجل ما أتمناه هو أن تكون 2023 سنة الانتصار".  

© The Independent

المزيد من دوليات