Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يطرد الأميركيون "الفيل" و"الحمار" معا من "البيت الأبيض"؟

ناخبون يرفضون سياسات الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء ويتخوفون من تكرار سيناريو 2020

قد يظهر الناخبون الأميركيون تحولاً لم يحدث من قبل خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة (غيتي)

ملخص

حصر الاختيار بين بايدن وترمب قد يظهر مرشح حزب ثالث للانتخابات الأميركية بعيداً من الديمقراطيين والجمهوريين، فما الذي سيحدث؟

مع رفض غالبية الأميركيين ترشح جو بايدن ودونالد ترمب للرئاسة في سيناريو متطابق مع انتخابات 2020، بدأت تظهر مقالات وآراء ترصد حالاً من التمرد في المجتمع الأميركي للخيارات الحالية وتشجع على وجود بديل ممكن.

لكن البديل المنتظر سيصطدم بطبيعة الحال بتجارب تاريخية فاشلة للمستقلين أو الذين يمثلون حزباً ثالثاً، فهل سيكون 2024 هو عام المفاجآت الذي يكسر احتكار الديمقراطيين والجمهوريين لحكم البيت الأبيض، وما الأسماء التي يمكن أن تبرز كبديل وما قدرتها على النجاح؟

في فبراير (شباط) الماضي، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب"، أنه بينما حدد 28 في المئة من الأميركيين أنفسهم على أنهم ديمقراطيون (الحمار)، و27 في المئة أنهم جمهوريون (الفيل)، قال 44 في المئة، إنهم مستقلون.

كما وجد استطلاع آخر أجري في مارس (آذار) الماضي، أن 53 في المئة من ناخبي الولايات المتحدة سيفكرون في التصويت لمرشح رئاسي معتدل مستقل أو من حزب ثالث وليس التصويت لبايدن أو ترمب.

حتمية حزينة

لا يريد سوى ربع الديمقراطيين و44 في المئة من الأميركيين أن ينافس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2024، ومع ذلك فهو يرشح نفسه وسط معارضة رمزية فقط من القادة داخل حزبه الملتزمين بسياسة الانضباط الحزبي حتى لو كانت خطأ.

كما لا يريد 60 في المئة من الأميركيين ولا أحد تقريباً من خارج اليمين السياسي لحركة ماغا (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، من دونالد ترمب أن ينافس مرة أخرى على المنصب الرئاسي، ومع ذلك فهو يتقدم بفارق كبير في الوقت الحالي، على أقرب خصم محتمل له وهو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الأمر الذي يراه كثير من المراقبين والكتاب خياراً سيئاً وحتمية حزينة للولايات المتحدة.

والسبب وراء ذلك أن بايدن سيبلغ من العمر 86 عاماً في نهاية ولايته الثانية، وإذا كان بعضهم يعتقد أنه ليس مؤهلاً عقلياً للوظيفة الآن، فلا يمكن تصديق أنه سيصبح أكثر انتباهاً ويقظة مع تقدمه في السن.

أما بالنسبة إلى المنافس الآخر ترمب، فقد كان أول رئيس أميركي حاول البقاء في منصبه حتى بعد خسارته الانتخابات العامة، وهو متهم بأنه حرض على أعمال الشغب في مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، من خلال تأكيداته المتكررة بأن الديمقراطيين سرقوا نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 من تحت أقدامه.

لغز هاريس

وعلاوة على ذلك، فسوف يتعين على الناخبين هذه المرة أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون حقاً التصويت لبايدن حينما يمكن أن تتولى نائبته كامالا هاريس السلطة في البيت الأبيض في حال عدم تمكن الرئيس من إكمال الطريق خلال فترة ولايته الثانية، إذ لا تحظى بشعبية معقولة بين الأميركيين، حيث يدعمها 41 في المئة فقط من الناخبين المسجلين بينما يرفضها 49 في المئة، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" ومجلة "إيكونوميست" في الثاني من مايو (أيار) الجاري.

ويبدو أن الأميركيين غير منشغلين بهاريس، بحسب ما تقول الكاتبة في صحيفة "وول ستريت جورنال" بيغي نونان، التي اعتبرت أنها لغز سياسي، كونها لم تقل أي شيء متماسك من الناحية السياسية وتطلق منذ أن تولت منصبها كلمات متكررة براقة بلا جدوى، وأن أكثر ما اشتهرت به هو تلك الضحكة التي تظهر من دون مناسبة وفي جميع الأوقات الغريبة، على حد قولها.

وإذا كانت هاريس على بطاقة الاقتراع يوم الانتخابات، فسيفكر الناخبون مرتين قبل التصويت لبايدن، بخاصة إذا كان هناك جمهوري آخر غير دونالد ترمب يخوض المنافسة من الجمهوريين، الذي سيكون غالباً أصغر سناً وأكثر لياقة من بايدن، الذي سيبلغ 82 عاماً في يوم الانتخابات.

معركة شاقة لبايدن

لكن، حتى لو حالف بايدن الحظ وتنافس ضد الرجل الذي هزمه في عام 2020، فسوف يظل يواجه معركة شاقة إذا اختار ترمب السيناتور الجمهوري الوحيد من أصل أفريقي في مجلس الشيوخ تيم سكوت ليكون نائباً له، أو منح الفرصة للسفيرة السابقة من أصل هندي نيكي هايلي، حيث من المحتمل أن يجذب كلاهما الناخبين المعتدلين الذين لا يحبون أداء وصراخ ترمب، لكنهم قد يصوتون له على أية حال، وفقاً لما يقوله الكاتب في موقع "ذا هيل" بيرنارد غولدبيرغ.

وعلى رغم أن روبرت كينيدي جونيور (الابن) وهو نجل شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي، الذي يحظى بتأييد 19 في المئة من الناخبين الديمقراطيين، بحسب أحدث استطلاعات الرأي، ليس منافساً قوياً أمام بايدن في الانتخابات التمهيدية، بخاصة لرجل يصفه بعض المراقبين بأنه نصف مجنون بعد أن تزعم فكرة أن لقاحات الأطفال ترتبط بمرض التوحد، لكنه قد يسبب بعض المتاعب للرئيس إذا رفض المشاركة معه في مناظرة رئاسية، فمن المحتمل أن يسأل كينيدي "ما الذي يخافه بايدن؟"، وهذا قد يدفع الناخبين إلى طرح السؤال نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإضافة إلى ذلك، فإن روبرت كينيدي الذي يحمل اسم إحدى أشهر العائلات السياسية الأميركية، والمدافع عن البيئة، يشكك في لقاحات كورونا (كوفيد-19)، وقد تجذب رسالته العامة أقصى اليسار واليمين فيندمج مع المزاج الشعبوي عبر ازدرائه الدائم للمؤسسات وزعمه بأن الحكومة والشركات تكذب على الشعب الأميركي.

على الجانب الجمهوري، كان الخيار الآخر الذي يحتل المرتبة الثانية دائماً في استطلاعات الرأي، يتراجع في الأسابيع الأخيرة، مما زاد من تشكك البعض في قدرته على هزيمة ترمب في الانتخابات التمهيدية، رغم أنه من السابق لأوانه القول إن ترشيح رون ديسانتيس لن ينجح.

ومع ذلك فإن صراعاته القانونية والإعلامية وإدارة المصالح مع مؤسسات قوية ومتنافسة مثل "والت ديزني" وشركة أخرى في فلوريدا يبقي الأمور ساخنة بما قد يضره سياسياً في وقت يستعد فيه لإعلان ترشحه الرسمي لانتخابات 2024 ويحتاج إلى أن يكون محبوباً.

مرشح لحزب ثالث

في ظل تكرار السيناريو الأرجح لانتخابات 2020 بين بايدن وترمب، بدا الناخبون الأميركيون محبطين، كما أن معدلات التأييد لكل من الحزبين الديمقراطي (الحمار) والجمهوري (الفيل) منخفضة، وتظهر نوعاً من السخط والاهتمام بالبدائل، ما دفع بعضهم إلى التفكير في طرح مرشح من حزب ثالث لمنصب الرئيس عام 2024، كبديل لنظام الحزبين المتقادم.

وعبر 56 في المئة الأميركيين في استطلاعات الرأي عن اعتقادهم بأن الأحزاب السياسية الحالية تقوم بعمل ضعيف لدرجة أن هناك حاجة إلى حزب رئيس ثالث أكثر نموذجية، ولا يرى سوى أربعة من كل 10 أميركيين أن هناك حاجة إلى هذا الحزب، على اعتبار أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يقومان بعمل مناسب في تمثيل الشعب.

وبالنظر إلى حصر الاختيار بين ترمب وبايدن، قد يظهر مرشح حزب ثالث، خلال الأشهر المقبلة، بخاصة أن عدد المستقلين الآن يفوق عدد أعضاء الحزبين الكبيرين المسيطرين.

البديل مانشين

دفع هذا بعض المراقبين إلى طرح فكرة إمكانية أن يرشح السيناتور الديمقراطي عن ولاية "وست فرجينيا" جو مانشين نفسه كمرشح حزب ثالث.

ووفقاً لكاتب صحيفة "واشنطن بوست" هنري أولسن، فقد أظهر استطلاع حديث أن مانشين الذي يحاول الحفاظ على مقعده في مجلس الشيوخ، يتخلف بفارق 10 نقاط عن منافسه حاكم الولاية الجمهوري جيم جاستيس، ما يجعل آمال مانشين في إعادة انتخابه ضئيلة إن لم تكن معدومة في ولاية تصوت للجمهوريين غالباً ونجح فيها قبل خمس سنوات بشق الأنفس، وهذا أحد الأسباب التي قد تجعل مانشين يترشح للرئاسة كمستقل أو على بطاقة حزب ثالث، لأنه ليس لديه مكان يذهب إليه في ولايته.

كما أن مانشين (75 عاماً) ظل ينتقد الرئيس بايدن بشدة، وتمكن من خلال دوره في مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي خلال العامين الأولين من رئاسة بايدن، أن يجعل من نفسه لاعباً مركزياً مؤثراً في واشنطن، لدرجة أن وسائل الإعلام أطلقت عليه لقب "رئيس الظل" حين كانت كل كلمة ينطق بها قادرة على إثارة كثير من التخمينات والتحولات حول مشاريع القوانين الضخمة التي سعت إدارة بايدن إلى تمريرها، بما في ذلك قانون خفض التضخم، فقد كتب مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" يزعم فيه أن تفسير بايدن لبنود قانون خفض التضخم يشكل "خيانة"، ولهذا فإن مانشين كسياسي محترف محاصر وغاضب قد لا يرحل بهدوء.

كلمة التاريخ

لكن التاريخ أثبت أن أداء المرشحين على بطاقة حزب ثالث من غير الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا يكون جيداً في الانتخابات الأميركية بشكل عام وفي الانتخابات الرئاسية بشكل خاص، حيث لم ينجح أي مرشح رئاسي من حزب ثالث أو مستقل بالمنصب الرئاسي على رغم أن بعضهم تمكن من جمع بعض الأصوات المعتبرة مثل الرئيس الأسبق تيودور روزفلت الذي حصد 88 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي (الهيئة الانتخابية) عام 1912 حينما حاول العودة للبيت الأبيض، كما حصل جورج والاس على 46 صوتاً انتخابياً عام 1968.

غير أن المحللة السياسية في موقع "الطريق الثالث" أليزا أسترو، تقول إن التقدم بمرشح من حزب ثالث جيد التمويل سيفيد على الأرجح المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترمب إلا إذا كان المرشح ينتمي للمحافظين المتشددين.

واعتبرت أن مرشح الحزب الثالث لن يحقق أي شيء لأن نظام الحزبين تطور بطريقة تجعل من شبه المستحيل لمرشح حزب ثالث أن يفوز في الانتخابات، وبدلاً من ذلك، فإنهم سيعملون كمفسدين أو أدوات ضارة للأحزاب التي يميلون لها، لكن في 2024 فإن الأكثر احتمالاً هو سحب الدعم من الحزب الحاكم في البيت الأبيض، بالنظر إلى أن مرشحي الحزب الثالث، إما معتدلون أو من أقصى اليسار.

وبينما تظهر القوة اللحظية لهؤلاء المرشحين أنهم قادرون موقتاً على تسخير عدم الرضا عن الحال السياسية ووضع الحزبين، إلا أنه عندما يحين وقت التصويت للأميركيين، فإن أداء مرشحي الطرف الثالث يكون باستمرار دون المستوى.

وخلال الانتخابات التي أجريت من عام 1912 إلى عام 2020، لم يفز مرشحو الأحزاب الثالثة بعدد كاف من الأصوات الانتخابية في المجموع للفوز في انتخابات واحدة.

مع ذلك، قد يظهر الناخبون الأميركيون تحولاً لم يحدث من قبل بسبب استيائهم من تكرار سيناريو 2020 في ظل حال استياء عامة، ليست نابعة فقط من تقدم عمر بايدن وترمب، وإنما أيضاً من سياسات كل منهما التي لا تحظى بدعم شعبي واسع.

المزيد من تقارير