Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غانتس يتفوق على نتنياهو بعد أن فرض وجوده منذ بداية المعركة

الأمل في تشكيل حكومة من دون أقطاب اليمين المتطرف والكنيست أمام تحديات من مختلف الجهات

شهد الكنيست الإسرائيلي خلافات وأجواءً من التوتر في ظل المباحثات التي يشملها جدول أعماله (أ ف ب)

ملخص

افتتح الكنيست الإسرائيلي دورته الصيفية في حضور رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي يرافقه 16 نائباً جمهورياً وديمقراطياً

في أول يوم من دورته الصيفية، شهد الكنيست الإسرائيلي خلافات وأجواء من التوتر في ظل المباحثات التي يشملها جدول أعماله، وسط مطالب متزايدة من اليمين واليمين المتطرف لضمان قوانين تتوافق واتفاقيات الائتلاف بينها وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومن جهة أخرى، ضمان أكثرية لتمرير الميزانية التي تشكل أكبر تحديات الكنيست والمعارضة في هذه الدورة.

وما بين هذا وذاك، تضاعف المعارضة نشاطها لتفكيك الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس المعسكر الوطني وزير الأمن السابق بيني غانتس، في وقت زعيم المعارضة يائير لبيد يبتعد عن حلبة المعركة السياسية الداخلية. وفي أعقاب النشاط الذي يقوم به غانتس وسياسته التي أطلق عليها البعض "الحفاظ على الدولة"، أي عدم تفكيك الدولة والذهاب إلى انتخابات جديدة إنما إخراج اليمين المتطرف برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير من الحكومة، نجح غانتس بزيادة شعبيته والتفوق على نتنياهو، وبحسب آخر استطلاع رأي، فإنه قادر على ضمان 70 في المئة من نواب المركز واليسار.

مكارثي أمام رسائل نتنياهو ولبيد

وافتتح الكنيست الإسرائيلي دورته الصيفية بحضور رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي يرافقه 16 نائباً جمهورياً وديمقراطياً، ولدى إلقاء كلمته أمام الضيوف، كانت واضحة دوافع حديث نتنياهو المتفائل نحو إيجاد حل وسط للخلافات حول خطة "الإصلاح القضائي" بعد الضغوط الأميركية الكبيرة على الحكومة للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة.

وكرس مكارثي مساحة غير قليلة من كلمته للثناء على الولايات المتحدة والجهود التي تقوم بها لدعم إسرائيل، مشدداً على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتطرق نتنياهو إلى الملف الإيراني مهدداً بالقول "لن نسمح لإيران بتطويقنا بحلقة من الإرهاب. ليس في سوريا، ولا في لبنان، ولا في الضفة. لن نسمح لإيران بترسيخ نفسها على حدودنا، وسنفعل كل شيء لمنعها من الحصول على أسلحة نووية".

أما زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي تحدث بعد نتنياهو، فاختار أن يبعث رسالة من نوع خاص للضيف الأميركي وفي الوقت نفسه لنتنياهو والإسرائيليين، إذ بدت ملامح الغضب على وجه نتنياهو بعد قول لبيد موجهاً حديثه لمكارثي إنه سيفعل أي شيء "حتى تتمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في وصف إسرائيل بحليف يفتخر به".

وفي كلمته شدد مكارثي على استمرار الدعم الأمني لإسرائيل والوقوف إلى جانبها، مشدداً على أنه طالما هو في منصبه فستواصل الولايات المتحدة دعمها الكامل لإسرائيل. وقال "قصة إسرائيل هي قصة بقاء. قصة حرب على الإرهاب، بوحدتنا وتعاوننا معاً يمكن أن نستمر".

ما خلف الأجواء الاحتفالية

حديث نتنياهو ولبيد جاء بعد أيام عدة من صراع مستمر بين الحكومة والمعارضة حول خطة "الإصلاح القضائي" في موازاة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل وسط يضمن عدم إدخال إسرائيل إلى معركة انتخابية جديدة، لكن هذه المرة نتنياهو، ومع طروحات بن غفير وسموتريتش واتفاقيات الائتلاف التي تسهم في تعميق الشرخ والصراع، لم ينجح في الحفاظ على شعبية متزايدة وأكثرية داعمة بعد أن سيطر غانتس على النقاش الإسرائيلي حول سبل إخراج البلاد من أزمتها الحالية وعدم تعميقها مع انعقاد الكنيست الذي يواجه تحديات كبيرة، خصوصاً ما يتعلق بالميزانية وقانون التجنيد الذي يعفي المتزمتين دينياً من الخدمة الإلزامية، وتحظى أأحزاب الائتلاف بمكاسب كبيرة من القوانين ومجمل الاقتراحات المتوقع تقديمها ومن ثم المصادقة عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أبدت جهات عدة أملاً في أن تنجح جهود بيني غانتس في التوصل إلى حكومة طوارئ وإخراج بن غفير وسموتريتش من الحكومة، أعد حزب الليكود الحاكم خطة خاصة لضمان الميزانية تشمل، ضمن أمور أخرى، مشروع قانون خاص يهدف إلى منع حل الكنيست حتى لو لم تتم المصادقة على مشروع قانون الميزانية بحسب الجدول الزمني المحدد له.

خطر الأمن القومي واشتعال معركة متعددة الجبهات

وبات الحديث عن تشكيل حكومة طوارئ وطنية في إسرائيل أفضل الاقتراحات التي يطرحها سياسيون وخبراء في سبيل منع المزيد من الشرخ في المجتمع الإسرائيلي وعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده تل أبيب. ورأى المتخصص في الشؤون السياسية آري شبيط أن حكومة وحدة برئاسة غانتس وحدها قادرة على حل الأزمات التي تعيشها إسرائيل، وأن "تل أبيب في هذه الأيام، هشة أكثر من أي وقت مضى، فسيطرة المتزمتين على الحكومة تؤدي إلى عمل غير عقلاني ومنطقي من قبل الحكومة ذاتها، وهو عمل يمس بمصالح قومية ويضعضع أمن إسرائيل القومي". وحذر شبيط من استمرار الوضع الحالي في ظل "محاولة إحداث انقلاب نظامي، وتمزيق الشعب إرباً وخلق صدع إسرائيلي غير مسبوق، وفي الوقت نفسه تقف إيران على شفا التحول النووي، و(حزب الله) يكتسب قدرات فتاكة و"حماس" تتعاظم، وأمام هذا الوضع يتعاظم الاحتمال باشتعال معركة متعددة الجبهات تضع إسرائيل أمام خطر مرعب".

ورأى شبيط أن هناك أملاً من خلال حملة الاحتجاج التي لم تتوقف في إسرائيل إلى جانب غانتس لوضع أفضل "الاحتجاج مشجع كونه يشهد على استيقاظ إسرائيل الديمقراطية وعلى استعداده للتجند والعمل على إنقاذ الوطن، أما غانتس فهو مشجع كونه يعرض زعامة رسمية وغير فئوية، موحدة وغير مقسمة، إذ إن قوة الاحتجاج من جهة وصعود غانتس من جهة أخرى هما الآن شعلتا الأمل الإسرائيلي، لكن ينبغي اليوم العمل أن تكون النتيجة السياسية الفورية للاحتجاج هي حكومة وحدة برئاسة غانتس".

وبرأي شبيط، فإن تبني فكرة حكومة الطوارئ برئاسة غانتس بمثابة انتصار للجميع مضيفاً "إذا رفض نتنياهو والليكود الفكرة تماماً، فإن الاحتجاج سيصبح على عموم إسرائيلي، وسيؤدي إلى انهيار سريع لحكومتهما، لكن إذا ما استمعا إلى مطلب الغالبية الإسرائيلية وأخذا بها، فإن كابوس حكومة المتزمتين سينتهي من العالم".

المزيد من الشرق الأوسط