Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تمديد الهدنة في السودان 3 أيام وبرنامج الأغذية العالمي يلغي تعليق نشاطه

القتال مستمر واتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار والجيش ينشر قوة شرطية في الخرطوم

ملخص

الجيش السوداني يقول إنه دمر أرتالاً لقوات الدعم السريع والصليب الأحمر يسلم مساعدات طبية عاجلة والرياض تدعو إلى الهدوء خلال لقاء بين وزير سعودي ومبعوث للبرهان

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين إنه سيلغي فوراً تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.
وكتبت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، على تويتر إن "برنامج الأغذية العالمي استأنف برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي".
وقال برنامج الأغذية العالمي في 16 أبريل (نيسان) الماضي، إنه أوقف مؤقتاً جميع أنشطته في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه في اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في اليوم السابق.
من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الأحد، تمديد الهدنة التي تنتهي منتصف الليل لمدة ثلاثة أيام على رغم خرقها باستمرار منذ بدئها، فيما قرر الأمين العام للأمم المتحدة إيفاد مسؤول كبير إلى المنطقة في ظل الوضع "غير المسبوق" في السودان.

وقال الجيش في بيان إنه بناءً على المساعي السعودية والأميركية "وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة"، مؤكداً "جاهزيته التامة للتعامل مع أي خروقات".

كما أعلنت قوات الدعم السريع "تمديد أجل الهدنة الإنسانية لـ72 ساعة" استجابة "لنداءات دولية وإقليمية ومحلية". وقالت إنها ستلتزم وقف إطلاق النار "على رغم الخروقات المستمرة" من قبل الجيش.

من جانبه، قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، أن يوفد "فوراً" إلى المنطقة المسؤول عن الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث في ضوء وضع "غير مسبوق".

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين"، مبدياً "قلقه الكبير"، وداعياً "جميع الأطراف" إلى حماية المدنيين والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك.

هدوء نسبي

قال صحافي من "رويترز" إن الوضع في الخرطوم، التي يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في أحياء سكنية فيها، هدأ نسبياً صباح الأحد، وذلك بعد سماع أصوات اشتباكات عنيفة مساء أمس بالقرب من وسط المدينة.

وقال الجيش السوداني إنه دمر أرتالاً لقوات الدعم السريع أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم، وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطائرات الحربية مواقع لها في مناطق عدة بولاية الخرطوم.

وفي محاولة على ما يبدو لإعطاء دفعة لقواته، قال الجيش أمس السبت إنه بدأ نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تدريجاً في مناطق أخرى من العاصمة.

وقالت الشرطة السودانية إن شرطة الاحتياطي المركزي انتشرت لحماية الأسواق والممتلكات التي تعرضت للنهب، وحذرت قوات الدعم السريع شرطة الاحتياطي المركزي أمس السبت من أن تصبح طرفاً في القتال.

وشرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور غرب البلاد وجبال النوبة في الجنوب.

وفي مارس (آذار) 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي، متهمة إياها باستخدام القوة المفرطة ضد محتجين كانوا يتظاهرون في الخرطوم وأماكن أخرى رفضاً لانقلاب عسكري في عام 2021.

"تركت كل شيء"

نجم عن القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل.

وقال محمد علي، وهو مواطن باكستاني ينتظر إجلاءه من بورتسودان ضمن نزوح جماعي للأجانب، "تركت كل شيء، منزلي وسيارتي، كل شيء وكل مدخراتي لمدة 13 عاماً، سأرحل من هنا، فقط لإنقاذ حياتي".

وتبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة. وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، الذي قال بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وقالت الخارجية السعودية إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان التقى مبعوث البرهان السفير دفع الله الحاج علي في الرياض، وتلعب الحكومة دوراً في التوسط لوقف إطلاق النار، وأضافت أن الوزير "أكد على دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف جميع أشكال التصعيد العسكري".

وقال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان لـ"رويترز" أمس السبت، إنه استشعر تغيراً في مواقف الجانبين خلال الآونة الأخيرة، وإنهما منفتحان بدرجة أكبر على التفاوض وسيقبلان "شكلاً ما من المحادثات" من دون تحديد جدول زمني لذلك.

مساعدات

ومع إعلان الأمم المتحدة أن 16 في المئة فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف "العاملون في مجال الرعاية الصحية بالسودان يفعلون المستحيل إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية".

لكنه أضاف أنه في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم.

وقتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال، وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الصراع.

وأفسد الصراع خطة انتقال سياسي مدعومة دولياً بهدف إقامة نظام حكم ديمقراطي في السودان في أعقاب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 بعد أن أمضى ثلاثة عقود في السلطة.

وقال السياسي السوداني المدني البارز خالد عمر يوسف على "تويتر" إن الحرب لن تؤدي إلى جيش موحد أو انتقال ديمقراطي، وإن ليس هناك ما يضمن أن نظام البشير لن يعود إلى السلطة مرة أخرى.

وقالت وزارة الصحة إن 528 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون، وأعلنت الأمم المتحدة عدداً مماثلاً من القتلى، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تنتهي ليل الأحد هدنة الأيام الثلاثة المتفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال في السودان على وقع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في العاصمة.

وغرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف أبريل (نيسان) الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة، أمس السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.

انتهاك الهدنة

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي جرى تمديدها ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد في منتصف الليل (22:00 ت غ).

وأفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية عن وقوع اشتباكات بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي.

ومن جنوب الخرطوم قال شاهد عيان "يوجد قتال عنيف للغاية وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر".

ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية، ويقبع كثيرون منهم في المنازل.

ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.

ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد بين القائدين العسكريين، لكنهما رفضا المحادثات المباشرة، وتبادلا الاتهامات عبر وسائل الإعلام.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على دعم وساطة بقيادة أفريقية. وكتب على "تويتر"، "الأمم المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة".

نزوح مستمر

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيس في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.

وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص حال تواصل القتال.

وكثفت البلدان العربية والأجنبية الجهود لإجلاء موظفيها ورعاياها.

وكانت وزارة الصحة السودانية قد قالت إن القتال طاول 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وفي غرب دارفور، قتل 96 شخصاً في الأقل منذ الإثنين الماضي في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "خطر".

نهب وتدمير

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق، بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود" التي اضطرت إلى "وقف كل أعمالها تقريباً في غرب دارفور"، بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.

وحذر بيرون، في بيان، من أن منظمته "قلقة جداً من تأثير أعمال العنف على الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".

وأشارت وزارة الصحة إلى "تسبب الصراع القبلي المسلح في تدمير مستشفى الجنينة الرئيس ولوزارة الصحة وإتلاف ما بها من ممتلكات وعربات وأجهزة".

ووصف غوتيريش القتال في دارفور بـ"المروع". وقال "المجتمع ينهار، ونرى القبائل تحاول الآن تسليح نفسها".

وشهد إقليم دارفور حرباً دامية بدأت في عام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر البشير ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية، مما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

ولجأ البشير في هذه الحرب إلى تشكيل ميليشيات "الجنجويد" بقيادة دقلو التي تطورت لاحقاً إلى قوات الدعم السريع التي جرى إنشاؤها رسمياً في عام 2013.

وكان البرهان ودقلو قد أطاحا معاً عام 2021 شركاءهما المدنيين بعد أن تقاسما السلطة معهم منذ سقوط الرئيس عمر البشير عام 2019.

لكن سرعان ما ظهرت خلافات بينهما وتصاعدت حدتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

إليكم تغطيتنا للتطورات السودانية عندما حدثت

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات