Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تنهي تحضيرات "الهجوم المضاد" وتنتظر تحسن الطقس

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت ويتعهد إعادة بنائها

ملخص

تقود فاغنر الهجوم الروسي على باخموت منذ الصيف الماضي في أطول معارك الحرب، لكن القوات الأوكرانية تصدت حتى الآن لمحاولات السيطرة على كامل المدينة

قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، اليوم الجمعة، إن كييف تنهي التحضيرات استعداداً لهجوم مضاد على القوات الروسية، وإنها مستعدة بدرجة كبيرة للمضي قدماً في الهجوم. وأضاف ريزنيكوف في إفادة صحافية عبر الإنترنت أنه بمجرد أن يتحسن الطقس ويتخذ القادة قرارهم "سنشن الهجوم". ولم يذكر موعداً لبدء الهجوم المضاد، لكنه قال "بشكل عام، نحن مستعدون بنسبة كبيرة". وتأمل كييف أن يغير هجومها المزمع ديناميكيات الحرب التي اندلعت منذ اجتياح روسيا أوكرانيا قبل 14 شهراً. وتسيطر روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي. وقال الجيش الأوكراني في أحدث تقاريره اليومية عن الحرب إن باخموت، وهي مدينة صغيرة في الشرق، لا تزال المحور الرئيس للقتال. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، هذا الأسبوع، إن حلفاء وشركاء كييف الغربيين سلموا جميع المركبات القتالية التي تعهدوها إلى أوكرانيا. وقال ريزنيكوف إن أوكرانيا تلقت كثيراً من المعدات الحديثة، وإن التدريب على بعض المعدات الغربية مستمر. ويتدرب الآلاف من القوات الأوكرانية في الغرب على استخدام معدات عسكرية مختلفة في ساحة المعركة. مسؤول روسي يزور باخموت أعلن مارات خوسنولين، وهو أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، الجمعة، أنه زار مدينة باخموت المدمرة في شرق أوكرانيا، وتعهد أن تعيد موسكو بناءها. وقال خوسنولين على "تيليغرام"، "لقد زرت أرتيموفسك"، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً "المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها، لدينا الخبرة اللازمة، بمجرد أن يسمح الوضع بذلك سنبدأ العمل خطوة بخطوة".

قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، صباح اليوم الجمعة، إن الضربات الليلية التي شنتها روسيا على أوكرانيا تجعل موسكو "أقرب من الفشل والعقاب" داعيا العالم إلى "الرد"، وأوضح زيلينسكي على "تيليغرام" أن "كل هجوم وكل عمل شرّ ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب" مضيفا "يجب الرد على الإرهاب الروسي بشكل مناسب من جانب أوكرانيا والعالم".

قتلى بضربات ليلي

ميدانياً، قتل 12 شخصاً على الأقل، الجمعة، في الضربات الليلية التي شنّتها روسيا على أوكرانيا، وفقا لحصيلة جديدة أعلنتها السلطات.

وفي مدينة أومان (وسط) "ارتفع عدد القتلى" إلى 10 أشخاص بعدما أخرج عناصر الإنقاذ "ثلاث جثث أخرى" من تحت أنقاض مبنى سكني، وفق ما أفاد وزير الداخلية إيغور كليمنكو، وكان بوريس فيلاتوف رئيس بلدية دنيبرو (وسط شرق) أعلن في وقت سابق مقتل شخصين هما امرأة وطفل.

21 صاروخاً

وقالت أوكرانيا إنها أسقطت 21 صاروخاً روسياً وطائرتين مسيّرتين خلال الليل، في أحدث موجة من الضربات الروسية القاتلة استهدفت العاصمة كييف وكثيراً من المدن الأخرى، وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية، في بيان، بأن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخاً من أصل 23 وطائرتين مسيّرتين"، قائلة إن روسيا "الدولة الإرهابية" أطلقت الذخائر من قاذفات "تو-95" الاستراتيجية.

غارات جوية

وانطلقت إنذارات من الغارات الجوية في أنحاء أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ونقلت وكالة "إنترفاكس" أوكرانيا للأنباء عن مصادر محلية قولها، إن انفجارات وقعت في مدن بمناطق متفرقة من البلاد.

وأفادت الوكالة بأن الأنباء عن الانفجارات وردت بعد منتصف الليل في دنيبرو وكريمنتشوك وبولتافا في وسط أوكرانيا وفي ميكولايف في الجنوب، في حين أفاد مصدر آخر على الإنترنت بوقوع انفجار في منطقة كييف.

وفي وقت سابق، أعرب الكرملين، الخميس، عن ترحيبه بأي محاولة لوضع حد للنزاع في أوكرانيا بشكل يضمن "أهداف" روسيا، غداة أول اتصال هاتفي بين الرئيسين الصيني والأوكراني منذ بدء الهجوم.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين "نحن نرحب بكل ما من شأنه إنهاء النزاع في أوكرانيا وتحقيق أهداف روسيا".

واعتبر بيسكوف أن الاتصال بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "هو مسألة سيادية تختص بهذين البلدين"، مؤكداً عدم وجود خطط لتواصل بين شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المدى القريب.

وكان شي جينبينغ أكد لزيلينسكي، الأربعاء الماضي، في اتصال استمر زهاء ساعة وكان الأول بينهما منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، وقوف بكين الدائم في صف "السلام" وحضه على اعتماد "التفاوض" سبيلاً لحل النزاع.

والتزمت الصين بشكل عام موقفاً محايداً في الحرب منذ اندلاعها، إلا أن علاقتها بروسيا شهدت تقارباً في الأشهر الماضية، ما أثار خشية الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا من أن تقدم بكين دعماً عسكرياً لموسكو.

وخلال زيارة إلى روسيا في مارس (آذار) لقيت انتقادات غربية واسعة النطاق، شدد شي على أن الصين تدعم "تسوية سلمية" للنزاع في أوكرانيا، على رغم أن بلاده ما زالت تمتنع عن إدانة هجوم روسيا على أراضي جارتها الغربية.

واعتبر شي جينبينغ أن "الحوار والتفاوض" هما "المخرج الوحيد" للنزاع الذي دخل عامه الثاني، مشدداً على أن بلاده لا تبحث عن تحقيق "مكاسب" في هذه "الأزمة" التي تعد من الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

من جهته، دعا زيلينسكي إلى "دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية". واتهمت موسكو كييف بعد الاتصال بـ"تقويض مبادرات السلام" ورفض الحوار.

"مزحة فاغنر"

من جهته، قال رئيس مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، أمس الخميس، إنه كان يمزح حينما قال، إن رجاله سيعلقون قصف المدفعية في باخموت للسماح للقوات الأوكرانية على الجانب الآخر من خط المواجهة باصطحاب صحافيين أميركيين زائرين لرؤية المدينة.

وتقود فاغنر الهجوم الروسي على باخموت منذ الصيف الماضي في أطول معارك الحرب وأكثرها دموية، لكن القوات الأوكرانية حتى الآن تصدت للمحاولات الروسية للسيطرة على كامل المدينة.

وقال بريغوجين، مؤسس فاغنر، في رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحافية، الخميس، "اتُخذ قرار تعليق قصف المدفعية ليتسنى للصحافيين الأميركيين التصوير بشكل آمن في باخموت والعودة إلى منازلهم". لكنه قال في رسالة صوتية لاحقة "يا رفاق، هذه دعابة عسكرية. دعابة، ليس إلا... كانت مزحة".

وبريغوجين الذي انتقد علناً مؤسسة الجيش الروسي بسبب إدارتها للحرب في أوكرانيا، معروف بأسلوبه القتالي الواقعي وأيضاً بروح الدعابة الساخرة.

وقال الشهر الماضي بعد شكاوى طويلة الأمد من نقص الإمدادات اللازمة للمقاتلين، إنه ورجاله "منبهرون" بحقيقة أنهم بدأوا، أخيراً، في تلقي شحنات الذخيرة.

 

موسكو تجهز أسلحتها لهجوم مضاد أوكراني

وتستعد روسيا لهجوم أوكراني مضاد ستكون نتيجته حاسمة لبقية فصول الحرب مع دفاع يزيد على مسافة 800 كيلومتر، وفي بعض الأحيان على ثلاثة خطوط في العمق وكثير من الرجال.

فيما يقترب الشتاء من الانتهاء، وبعد هجوم روسي جاء بنتائج محدودة، يتوقع أن يدخل النزاع قريباً في مرحلة تستعيد فيها كييف زمام المبادرة. لكن موسكو استخلصت العبر من فشل الماضي وتراهن مرة أخرى على حرب طويلة الأمد تؤكد أنها ستنتصر فيها.

وتمتد المنشآت الروسية من خيرسون في الجنوب إلى شمال شرقي أوكرانيا أي بين 800 و900 كلم. يشير برادي أفريك من معهد الأبحاث الأميركي "إنتربرايز أنستيتيوت" لوكالة الصحافة الفرنسية إلى تراكم "طبقات التحصينات والخنادق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح "هذا يشمل الخنادق المضادة للدبابات والحواجز وخطوط الدفاع المصنعة مسبقاً مثل أسنان التنين وخنادق للرجال".

وتصطدم الهجمات الأوكرانية بالتالي بعدة جدران متتالية. يقول بيار رازو المدير الأكاديمي لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية (FMES)، إن "هدف الروس هو تحقيق النجاح". وأضاف "في الجدار الثاني، يميل المهاجم إلى التعثر وحتى إذا مر، فالثالث معقد".

ويقدم خط الجبهة عدة خيارات. يقول أندرو غالر المحلل في المعهد البريطاني "جينز" إنه "في أي استراتيجية دفاعية، تقوم بمحاولة استدراج المهاجم إلى المنطقة التي تختارها".

لكن مكان الهجوم المضاد قد لا يكون تقرر بعد. ويمكن أن يسبقه "شرك مع هجوم على نطاق محدود" لكي يدافع الروس عن أنفسهم مما "هو ليس الهجوم الأساسي".

في موسكو يشير فاسيلي كاشين من الجامعة الوطنية HSE من ضمن الخيارات إلى منطقة باخموت التي شهدت معارك عنيفة منذ أشهر، والجنوب. يقول "المعطيات التي بحوزتنا محدودة جداً".

والإثنين، توقع رئيس مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين هجوماً مضاداً في اليوم الذي سيطر فيه مقاتلوه على باخموت، مشيراً إلى التاسع من مايو (أيار)، ذكرى النصر الروسي على ألمانيا النازية.

من جانب آخر، يذكر بيار رازو أيضاً بإمكانية الخداع من دون أن يستبعد "عملية خداع كبرى من جانب كييف لإشاعة الاعتقاد بأنهم ليسوا جاهزين".

يعتمد الكرملين كما فعل منذ بدء الحرب، على خزان من الجنود يواصل التزايد عبر حملة تجنيد.

ويؤكد فيليب غرو وفنسان توريه في دراسة لمؤسسة الأبحاث الإستراتيجية (FRS) أن "الاستعدادات الروسية حتى لو استنفدت جهودها لا تزال تملك ما يكفي من الاحتياطي من الرجال للمساهمة في امتصاص الصدمة".

وأضاف "لقد وضعوا ما يكفي من الإجراءات المضادة لتعقيد أي تقدم أوكراني بشكل كبير". حتى جنود الاحتياط غير المدربين بشكل جيد يمكنهم على الأرجح الاحتفاظ بخطوط. ويقول فاسيلي كاشين إن "أي هجوم أوكراني، حتى الأكثر فاعلية، لن يضع حداً لهذه الحرب".

على الورق ومع كل المعدات الغربية، أصبحت كييف أفضل تسليحاً مما كانت عليه قبل عام. لكن قسماً من الأسلحة لم يتم إرساله بعد إلى الجبهة وبعضها استبدل بعض التجهيزات الأوكرانية المدمرة.

وتستخدم أوكرانيا في الوقت نفسه أسلحتها التي تعود إلى الحقبة السوفياتية والمعدات الحديثة. هو تعقيد يبرز أهمية القرارات اللوجيستية.

يعلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الغربيين بدأوا يواجهون صعوبات مالية وأن المساعدات تتم مناقشتها أكثر فاكثر، لا سيما في الولايات المتحدة. ويقول بيار رازو "ليس لديه مجال للخطأ. لا يمكنه التحرك إلا حين يكون أكيداً من ضربته".

لكن أوكرانيا ومع التحضير لعمليتها عليها أن تواصل الدفاع عن لائحة أولويات: كييف وخاركيف والمحور اللوجيستي بين المدينتين وحدودها مع بيلاروس والمحاور مع الحدود البولندية والرومانية وأوديسا والمحطات النووية المدنية.

العثور على بقايا "جسم عسكري جوي" في بولندا

من جانب آخر، عُثر على بقايا "جسم عسكري جوي" في شمال بولندا، ويقوم محققون من الشرطة والجيش بتفحصه حالياً، بحسب ما أعلن وزير العدل البولندي زبيغنيو زيوبرو، الخميس، في حين قالت وسائل إعلام محلية، إنه صاروخ جو-أرض.

وقال وزير العدل على موقع "تويتر"، إن السلطات "أرسلت محققين من النيابة والشرطة والدرك، فضلاً عن خبراء عسكريين وممثلين عن جهاز مكافحة التجسس".

وأضاف أن الجسم "اكتشف في غابة على بعد حوالى 10 كيلومترات من مدينة بيدغوشتش"، على مسافة بعيدة جداً من الحدود الروسية أو البولندية. 

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع أن "الوضع لا يشكل خطراً على سكان" القرية المجاورة. وقال مكتب المدعي العام الإقليمي في بيان، إنه لا توجد "إشارات على وقوع انفجار أو وجود متفجرات في المكان"، مضيفاً أنه يجري بحث فرضيات مختلفة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأنه عثر على الجسم مطلع هذا الأسبوع ويعتقد أنه صاروخ جو-أرض. وقالت إذاعة "آر أم أف- أف أم"، إن الجسم "يبلغ طوله أمتاراً عدة وكان مغروساً في الأرض".

وكتبت الإذاعة على موقعها في "تويتر" "الأنبوب فارغ وليس هناك رأس مسلحة وليس واضحاً ما إذا كان انفجاراً أم لا". وأوضحت أن الجسم يحمل نقوشاً باللغة السيريلية.

لكن الخبير العسكري رومان بولوكو، القائد السابق للقوات الخاصة البولندية، ذكّر في مقابلة مع الإذاعة بأن الجيش البولندي ما زال يملك كثيراً من المعدات الروسية.

وقال، إن الجسم وفي حال كان صاروخاً، "ليس بالضرورة أن يكون قادماً من روسيا أو من الجبهة في أوكرانيا"، معتبراً أنه قد يكون استُخدم خلال "تدريبات لطيارين بولنديين أو أوكرانيين".

بوتين يأمر بإنشاء متاحف

على صعيد آخر، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالعمل على إنشاء سلسلة متاحف مخصصة للهجوم العسكري الروسي المستمر في أوكرانيا، وفقاً لوثيقة نُشرت، الخميس، على موقع الكرملين الإلكتروني.

وأوردت الوثيقة أن المتاحف الإقليمية والبلدية الجديدة يجب أن تكون "مخصصة لأحداث العملية العسكرية الخاصة ومآثر المشاركين فيها"، وأضاف بوتين أنه يجب على السلطات المعنية كجزء من مبادرة المتاحف أن تنظر في كيفية "نقل القطع والمشغولات المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة" من أجل عرضها، ولفت إلى أنه على الحكومة النظر أيضاً في إدخال دروس خاصة بتاريخ العملية العسكرية إلى "المناهج التعليمية".

المزيد من دوليات