Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دفاع مارجوري غيرين تايلور عن مسرب وثائق البنتاغون خطر للغاية

إن عرق المشتبه فيه الأبيض وهويته الدينية المسيحية مجتمعة إضافة إلى ما يشتبه في أنه قد ارتكبه يجعل منه أفضل صورة رمزية لليمين الأميركي المحافظ الغاضب من العالمية

أصبحت مارجوري غرين تايلور صوتاً للظلم المقترف في حق المسيحيين البيض (رويترز)

ملخص

دفاع بعض #الجمهوريين عن #مسرب #وثائق_البنتاغون غريب.

في الماضي، لو تم نشر كمية كبيرة من الوثائق [السرية] كان ذلك ليؤدي إلى مطالبة الجمهوريين بإنزال أشد العقوبات بالمسؤول عن ذلك. ولو حدث الأمر في ظل إدارة ديمقراطية، كما كان الحال حين نشرت وثائق "ويكيليكس"، المتعلقة بالحرب في أفغانستان في 2010، خلال عهد باراك أوباما، لكان الجمهوريون قالوا إن التسريبات تعكس الضعف في إدارة الحزب الديمقراطي.

وبدلاً من ذلك، رأينا حالياً كيف أن التيار المحافظ والمسؤولين الجمهوريين المنتخبين قد حشدوا صفوفهم من أجل الدفاع عن جاك تيكسييرا، ابن الـ21 من عمره، الذي يقطن ماساتشوستس، والعسكري في القوات الجوية للحرس الوطني المتهم بأنه المسؤول عن التسريبات الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أصبحت مارجوري غرين تايلور العضو في مجلس النواب الأميركي اليمينية [المتطرفة] من ولاية جورجيا، أخيراً، صوتاً لمظالم المسيحيين البيض داخل الحزب الجمهوري، قالت إنه كان شهيداً، عندما عبرت عن أن واقع كونه "أبيض وذكراً ومسيحياً ومعارضاً للحرب" يجعل منه "عدواً لنظام الرئيس بايدن".

في تلك الأثناء، وصف (الإعلامي في قناة "فوكس" الإخبارية) تاكر كارلسون [جاك تيكسييرا] بأنه "مجرد طفل"، وقال "إنه نجح في الكشف عن الجرائم، ولذلك فهو يعد مجرماً". وأضاف أن "ما يجري لمسرب الوثائق هذا، هو تحديداً ما يجري لأي أحد ممن يحاولون معارضة دويلة الأمن الوطني، وخدامها المطيعين في وسائل الإعلام الأميركية. يمكن أن يتم زج الفرد في السجن، كي تواصل وسائل الإعلام نشر أكاذيبها"، وكارلسون تجاهل في كلامه أنه هو أكثر عضو في وسائل الإعلام متابعة على قنوات البث عبر شبكة الكابل في الولايات المتحدة.

إن مثل تلك العبارات والأفعال تذكر بشكل قوي بحقبة الرئيس ريتشارد نيكسون، عندما أصدر الأوامر "للسباكين" العاملين تحت أمره [تعبير يستخدم للعملاء أو الجواسيس المستخدمين للقيام بأمور سرية باستخدام طرق ملتوية أو غير قانونية]، كي يقوموا بتمثيلية سرقة (وتخريب) مكتب طبيب دانييل إيلسبيرغ النفسي، بعد أن سهل إيلسبيرغ عملية نشر أوراق البنتاغون التي تفصل المدى الذي وصل إليه التدخل الأميركي في الحرب الفيتنامية.

في عام 2007، دين مدير مكتب (نائب الرئيس السابق) ديك تشيني، أي لويس "سكوتر" ليبي، لعلاقته بعملية الكشف عن هوية عميلة الوكالة المركزية الأميركية للاستخبارات CIA، بعد أن قام زوجها بتكذيب ادعاءات إدارة بوش أن العراق كان يسعى إلى الحصول على مواد لأغراض تطوير سلاح نووي.

وبشكل مشابه، رغب معظم الجمهوريين في العمل من أجل سجن (عميل الاستخبارات) إدوارد سنودن، بسبب تسريبه مواد سرية للغاية تتعلق ببرامج الولايات المتحدة الوطنية للمراقبة. حتى إن الرئيس السباق دونالد ترمب كان قد قال في عام 2013 إن "سنودن هو جاسوس ولا بد من إعدامه [بسبب أفعاله]، ولكن إذا نجح في الكشف عن سجلات تتعلق بالرئيس باراك أوباما، فأنا ربما أصبحت من بين المعجبين الرئيسين به".

بالطبع، إن كثيراً قد تغير منذ تلك الفترة وفي ما يتعلق بالجمهوريين ومسألة التسريبات، فمثلاً، إنهم اليوم يرون أن عملية التسريب تلك، حتى ولو قامت بتقويض الأمن القومي الأميركي، عاملاً يسهم في تأمين انتصارهم [للفوز بالرئاسة].

على مدى عام 2016، وخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في حينه، قامت "ويكيليكس" بنشر المراسلات الداخلية بين أرفع المسؤولين في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وهو ما أسهم بزرع الانقسامات الداخلية، وبذور الخلافات التي ربما أسهمت في تمهيد الطريق أمام فوز ترمب في انتخابات تلك السنة. السيد ترمب، ويمكن للمرء أن يتذكر، كان يود في الواقع أن تذهب روسيا إلى أبعد حد في نشر الوثائق تلك، وكلمته الشهيرة لا يزال صداها يتردد اليوم حين قال "روسيا، لو كنتم تسمعونني، أتمنى لو كان بإمكانكم أن تعثروا على 30 ألف رسالة إلكترونية كانت قد فقدت".

إضافة إلى ذلك، وبعد عقود ساد خلالها الإيمان بأن الولايات المتحدة عليها أن تدافع بقوة عن المصالح الدولية، كثير من الجمهوريين قاموا باتخاذ مواقف واضحة تنحو إلى انتهاج العزلة [في تعاملات بلادهم العالمية].

السيد ترمب سهل بشكل جزئي هذا الأمر من خلال ترويجه لمبدأ "أميركا أولاً"، لكن الجيل الأصغر عمراً من الجمهوريين لطالما لم يروا أي حاجة للولايات المتحدة كي تتدخل [عسكرياً] من أجل حماية مصالح حلفائها.

لا تظهر العدوانية في صفوف الحزب الجمهوري تجاه مبدأ عالمية الولايات المتحدة أكثر من معارضة قوى اليمين المحافظ الجمهوري تقديم واشنطن أي مساعدة إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا. السيدة غرين عملت تحديداً على دفع الحاضرين في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" Conservative Political Action Conference، إلى إطلاق الأصوات المستهجنة للرئيس فلوديمير زيلينسكي خلال إلقائها كلمة لها في ذلك التجمع الشهر الماضي. وهنا يمكننا أن نزيد واقع أن إدارة بايدن قد عملت وبثبات كبير على دعم أوكرانيا ومساندتها في وجه الهجوم، وأن الجمهوريين سيعملون على معارضة مواصلة تقديم واشنطن ذلك الدعم إلى أوكرانيا بشكل طبيعي.

وفي النتيجة، إن قضية السيد [جاك تيكسييرا] هي بمثابة أفضل صورة رمزية كي تعمل السيدة غرين وغيرها من الجمهوريين من خلالها على إظهار تذمرهم من التدخل الأميركي ودفاع واشنطن عن الحلفاء. وبشكل مشابه، إن الواقع أن جاك تيكسييرا يشبه كثيراً من الجمهوريين اليمينيين المحافظين، هو أمر يجعله يبدو، كما لو كان شخصاً يدافع عن قيم "ضعوا أميركا أولاً".  

لكن من خلال إصدارهم مواقف علنية مؤيدة للتسريبات، فإن السيدة غرين وآخرين يغامرون بتشجيع مسربين مستقبليين على القيام بأعمال مماثلة في مجال تسريب الوثائق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير