حذر المستثمرين يهبط بالأسهم الأوروبية

تراجعت الأسهم الأوروبية مع توخي المستثمرين الحذر بعد أن أشارت بيانات إلى تعافي أبطأ من المتوقع لاقتصاد منطقة اليورو.

وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة مع انخفاض مؤشر قطاع السلع والخدمات الصناعية 1.6 في المئة، فيما صعد مؤشر قطاع المرافق 1.4 في المئة.

تراجع الأسهم إلى أدنى مستوى

وعلى رغم بداية تبعث على التفاؤل لعام 2023، تراجعت الأسهم الأوروبية الشهر الماضي إلى أدنى مستوى تسجله في شهر مارس (آذار) منذ عام 2020، إذ ألقت البيانات الاقتصادية المتباينة ومخاوف الركود بظلالها على توقعات أسعار الفائدة في المنطقة.

وتسارع تعافي منطقة اليورو الشهر الماضي لكن الانتعاش كان متفاوتاً على مستوى القطاعات والبلدان، وفقاً لمسح أظهر أن ضغوط الأسعار ظلت مرتفعة في المنطقة.

عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو ترتفع

وارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو بعد أن قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي غابرييل مخلوف أمس الثلاثاء إن "منطقة اليورو ستحتاج إلى تحرك أقوى للسياسة النقدية إذا وصل بها الأمر إلى دوامة ارتفاع الأجور وأسعارها".

وسيترقب المستثمرون تعليقات لكبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين في وقت لاحق للحصول على مزيد من الدلالات حول مسار التشديد النقدي الذي يتبعه البنك.

وفي غضون ذلك انخفض مؤشر "نيكاي" الياباني في أول خسارة له خلال أربعة أيام، إذ تلقت أسهم السيارات والطاقة ضربة من صعود الين والمخاوف من ركود اقتصادي أميركي.

وامتدت خسائر "مؤشر نيكاي" لجلسة بعد الظهر ليغلق على تراجع 1.68 في المئة عند 27813.26 نقطة، منخفضاً دون مستوى 28 ألف نقطة للمرة الأولى هذا الشهر.

تراجع "توبكس" 1.92 في المئة

وكان المؤشر صعد 1.82 في المئة خلال الجلسات الثلاث السابقة ليلامس أعلى مستوى منذ الـ 10 مارس الماضي، كما تراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.92 في المئة إلى 1983.84 نقطة بعد مكاسب استمرت ثلاثة أيام بنسبة 1.99 في المئة.

وباع المستثمرون الأسهم التي ارتفعت خلال الأيام الماضية لجني الأرباح، وكانت أسهم شركات الطاقة من بين الأكثر تضرراً.

وواصل الين صعوده ليبلغ 131.315 في مقابل الدولار مما أثر في المعنويات على نطاق واسع، ووجه ضربة لشركات صناعة السيارات على وجه الخصوص مع انخفاض قيمة المبيعات الخارجية.

وهبطت أسهم كل من "تويوتا موتور" 2.45 في المئة، و"هوندا موتور" 2.23 في المئة، و"مازدا موتور" 3.33 في المئة.

وكان سهم شركة "فاست ريتيلينغ" للبيع بالتجزئة أكبر الخاسرين على "مؤشر نيكاي" مع انخفاضه 1.92 في المئة ليخسر المؤشر 58 نقطة.

الدولار يحوم قرب أدنى مستوياته خلال شهرين

وفي تلك الأثناء حوم الدولار قرب أدنى مستوياته في شهرين بعد أن دعمت بيانات ضعيفة توقعات بأن مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي الأميركي) لن يكون بحاجة إلى مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة، بينما وصل الدولار النيوزيلندي لأعلى مستوى في شهرين بعد رفع أسعار الفائدة بمعدل أكبر من المتوقع.

وكانت أنشطة التعاملات والتداولات في السوق أكثر هدوءاً مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية في وقت يترقب المستثمرون تقرير الوظائف الشهري للولايات المتحدة الذي من المقرر أن يصدر بعد يومين.

ورفع البنك المركزي في نيوزيلندا على غير المتوقع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى أعلى مستوى في أكثر من 14 عاماً إلى 5.25 في المئة.

وارتفع الدولار النيوزيلندي 1.1 في المئة لأعلى مستوى في شهرين مسجلاً 0.6383 دولار بعد القرار لكنه تراجع بعد ذلك وبلغت نسبة ارتفاعه في أحدث التداولات 0.1 في المئة مسجلاً 0.6361.

ووصل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل سلة من ست عملات منافسة لأدنى مستوى في شهرين عند 101.43، وارتفع في أحدث التعاملات 0.1 في المئة مسجلاً 101.59 بعد أن هبط 0.5 في المئة في اليوم السابق.

وأظهرت بيانات صدرت أمس أن الوظائف الجديدة بالولايات المتحدة تراجعت لأدنى مستوى فيما يقرب من عامين في فبراير (شباط) مما يشير إلى أن أسعار الفائدة الأعلى بدأت تؤثر في سوق العمل.

وتتوقع الأسواق بنسبة 59 في المئة أن يبقي المركزي الأميركي على أسعار الفائدة كما هي في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية في مايو (أيار) ارتفاعاً من 43 في المئة قبل يوم.

واستقر اليورو عند 1.0948 دولار بما يقل قليلاً عن أعلى مستوى في شهرين سجله أمس، بينما تراجع الإسترليني 0.2 في المئة عند 1.2479 دولار بعد أن بلغ أعلى مستوى في 10 أشهر قبل يوم.

أسعار الذهب عند أعلى مستوياتها منذ مارس

أما على صعيد أسواق المعادن النفيسة فقد سجلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ مارس 2022، إذ واصلت الصعود بعد أن عززت بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة الرهان على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.

وارتفع الذهب خلال التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 2021.97 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما استقرت العقود الآجلة الأميركية للذهب عند 2038.70 دولار.

وتعليقاً على ذلك قال محللون إن "الذهب في وضع يسمح له بمواصلة المكاسب والبقاء فوق مستوى 2000 دولار، إذ تقلل توقعات تراجع أسعار الفائدة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً"، إذ إن المعدن النفيس أداة للتحوط في مواجهة التضخم والضبابية الاقتصادية.

وكانت أسعار الذهب قفزت اثنين في المئة أمس الثلاثاء بعد أن أظهرت البيانات انخفاض أعداد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة خلال فبراير إلى أدنى مستوى منذ ما يقارب عامين.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.9 في المئة إلى 24.78 دولار للأوقية، فيما ارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 1019.44 دولار والبلاديوم 0.5 في المئة إلى 1463.81 دولار.