Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستجيب أوروبا لضغوط واشنطن في حصار بكين اقتصاديا؟

الصين تطالب بروكسل بعدم ربط العلاقات بينهما بأزمة أوكرانيا وتتوعد بالرد

الصين تطالب دول أوروبا بتنحية أزمة أوكرانيا جانباً بعيداً من علاقاتها (أ ف ب) 

ملخص

توعدت #الصين دول #أوروبا بالرد حال استجابتها لضغوط #واشنطن 

تزور الصين الأسبوع المقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بصحبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة رسمية له إلى بكين، وهو ما يشير إلى أن الزيارة لا تقتصر على العلاقات الفرنسية – الصينية فحسب، بل تتعلق بعلاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين بشكل عام.

وتأتي الزيارة في وقت يحتدم فيه الصراع بين الولايات المتحدة والصين، سواء في شأن ما تراه واشنطن مساندة صينية لروسيا في حرب أوكرانيا أو الخلاف في شأن تايوان. وتصعد واشنطن إجراءاتها الاقتصادية والتجارية تجاه بكين، وتضغط الأولى على حلفائها الأوروبيين للحد من علاقاتهم التجارية والاقتصادية مع الأخيرة.

واستبقت فون دير لاين رحلتها إلى بكين بخطاب حول العلاقات الأوروبية - الصينية وصفه كثيرون بأنه متشدد، قال فيه إن على أوروبا اللجوء إلى "أدوات دفاعية جديدة" في علاقتها مع الصين. وعلى رغم تأكيد رئيسة المفوضية الأوروبية أن الهدف ليس "فك ارتباط" مع الصين، بل "ابتعاداً عن المخاطر"، فإن لهجة خطابها بدت قوية وأقرب إلى الموقف الأميركي من الصين.

وانتقدت أورسولا فون دير لاين ما سمته دعم بكين لموسكو، كما انتقدت الرئيس الصيني شي جينبينغ بشكل شخصي. وقالت في خطابها، "بدلا من التردد بسبب الحرب الدموية غير الشرعية في أوكرانيا يحتفظ الرئيس الصيني شي بصداقته اللامحدودة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى "إعادة تقييم" الاتفاقية الشاملة للاستثمار مع الصين التي لم تتم المصادقة عليها بعد. وتم تجميد المفاوضات بشأنها منذ 2021.

تحذير صيني

في سياق تصاعد لهجة الخطابات العلنية كمقدمة لمحادثات الأوروبيين مع الصينيين في بكين الأسبوع المقبل، حذر سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي دول الاتحاد من أن وقف علاقاتها التجارية والاقتصادية مع بكين "لن يكون في صالحها". وطالب دول أوروبا برفض ضغوط واشنطن المطالبة بوقف التجارة مع بكين.

وفي مقابلة له مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" قال سفير الصين لدى بروكسل فو كونغ إن الولايات المتحدة "لن تدخر جهداً" في تخريب العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن تلك "التوجهات الحمائية" تشهد صعوداً في أوروبا الآن. وتساءل متعجباً، "من يملك عقلاً سليماً يمكنه أن يضحي بوقف العلاقات مع سوق صاعدة بحجم السوق الصينية؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطالب السفير الصيني السياسيين الأوروبيين بألا تكون مواقفهم معارضة لتوجهات الأعمال والشركات الأوروبية الراغبة في الاستثمار بالصين. وأضاف، "نأمل أن ترى الحكومات الأوروبية والسياسيون الأوروبيون أين توجد مصالحهم، وأن يرفضوا الضغوط غير المنطقية من قبل الولايات المتحدة".

وأشار السفير الصيني فو كونغ إلى أن بكين لن تقف متكوفة الأيدي أمام الإضرار بمصالحها، وأن الدول الأوروبية التي تستجيب للضغوط الأميركية وتوقف علاقاتها مع بكين أو تفرض عليها قيوداً يجب أن تتوقع رداً. واعتبر ذلك إشارة إلى أول الدول الأوروبية التي استجابت للضغوط الأميركية، وهي هولندا، التي أعلنت فرض قيود على تصدير تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات المتقدمة لديها إلى الصين، والذي اعتبره فو كونغ "خضوعاً للضغوط من الولايات المتحدة".

وعلق السفير الصيني على الإجراء الهولندي قائلاً في مقابلته الصحافية، "عليهم (الهولنديين) أن يدركوا حقيقة أن الصين لن تقف ساكنة بينما مصالحها يتم التلاعب بها بهذا الشكل دون أن أن تتخذ إجراءات مضادة".

خلاف أوروبي

حاولت أورسولا فون دير لاين في خطابها أن تحافظ على لهجة متوازنة كي لا يبدو الموقف الأوروبي خاضعاً تماماً للضغوط الأميركية لحصار الصين اقتصادياً بسبب مواقفها من حرب أوكراينا ومن تايوان، وإضافة إلى محاولة إظهار سياسة أوروبية "مستقلة" عن أميركا تجاه الصين، استهدفت رئيسة المفوضية الأوروبية عدم تعميق الخلافات بين الدول الأوروبية حول الموقف من بكين.

فعلى رغم الموقف الهولندي الأخير على سبيل المثال، تظل العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دول مثل فرنسا وألمانيا مع الصين جيدة وقوية. وبحسب أرقام معهد الأعمال الألماني، استثمرت الشركات الألمانية في الصين العام الماضي ما يصل إلى 11.5 مليار يورو (12.5 مليار دولار).

وتعني "أدوات دفاعية جديدة" في العلاقات الأوروبية مع بكين التي تحدثت عنها فود دير لاين وقف تصدير التكنولوجيا الحساسة إلى الصين وتقليل الاعتماد على الاستيراد منها، وهو ما اعتبره السفير الصيني لدى بروكسل انتهاكاً لقواعد التجارة الدولية. ولمح فو كونغ في حديثه لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى أن بكين ستتقدم رسمياً بشكوى لمنظمة التجارة العالمية في جنيف، مضيفاً أن "كثيراً من تلك الإجراءات يعد انتهاكاً لقواعد منظمة التجارة العالمية".

واعتبر السفير الصيني لدى بروكسل أن من الخطأ أن تسمح دول الاتحاد الأوروبي للأزمة في أوكرانيا أن "تملي عليهم طريقة علاقتهم مع الصين". وأضاف، "لا أظن أن هذا توجه منطقي في ربط العلاقات مع الصين بالأزمة الأوكرانية فقط". واعتبر فو كونغ أن "المصالح الأمنية المشروعة" لروسيا يجب احترامها، مضيفاً أن الوضع "ليس أبيض وأسود كما يعتقد بعض الناس".

اقرأ المزيد