Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اكتشاف سبب انفلات بعض سرطانات الجلد من العلاج واستشرائه

ستسهم نتائج خلصت إليها دراسة حديثة في إيجاد علاجات جديدة تطيل عمر مرضى السرطان وتمنحهم مزيداً من الوقت مع ذويهم

التغيرات على الحمض النووي تفسر أيضاً كيف أنه في مقدور سرطان الجلد أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (ويكيبيديا)

ملخص

بعد اكتشاف السبب وراء إفلات بعض #سرطانات الجلد من العلاج خلال المرحلة الأخيرة واستشرائها، قد يبتكر العلماء #علاجات جديدة تطيل عمر المتعالجين من السرطان 

اكتشف عدد من العلماء كيف يتوقف بعض أنواع سرطان الجلد عن الاستجابة للعلاج خلال المرحلة الأخيرة من المرض، وتسمح هذه النتائج للباحثين بمعرفة الكيفية التي يتطور بها الورم الميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيةmelanoma  لينتشر إلى الدماغ والكبد.

كذلك تكشف الدراسة كيف يمكن لهذا السرطان أن يتغلب على العلاج الأكثر شيوعاً والمعتمد راهناً للمصابين بشكل متقدم من المرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كثير من المرضى في مرحلة متقدمة من السرطان كانوا خضعوا لعلاج سابق لم يجد نفعاً لأن الورم وجد طرقاً للتغلب عليه، ويأمل العلماء في أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للعلاجات المعتمدة حالياً في إيجاد علاجات جديدة تطيل عمر مرضى السرطان المتقدم وتمنحهم مزيداً من الوقت مع ذويهم.

وبعد تحليل مستفيض شمل 14 متعالجاً فارقوا الحياة نتيجة سرطان الجلد المستعصي، تبين أن تغيرات تطرأ على ترتيب وتركيبة وعدد نسخ الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين الـ "دي أن أي"DNA  الخاص بالورم تؤدي إلى اكتساب بعض سرطانات الجلد مقاومة ضد العلاج.

ويشير الباحثون إلى أن هذه التغيرات تفسر أيضاً كيف أنه في مقدور سرطان الجلد أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الأستاذة المساعدة في "كلية لندن الجامعية" والباحثة الرئيسة في "دراسة بيس" Peace study الدكتورة مريم جمال حنجاني قالت إن "هذه النتائج تقدم الصورة الأكثر تفصيلاً حتى الآن لشكل سرطان الجلد خلال المراحل الأخيرة من الحياة.

"يسعنا الآن أن نرى كيف يتطور السرطان لينتشر إلى الدماغ والكبد، وكيف يتغلب على العلاج الأكثر شيوعاً المتاح حالياً للمصابين بشكل متقدم من المرض"، أضافت الدكتورة مريم.

"في العقد الماضي، دخلت تحسينات كبيرة على الخيارات العلاجية الخاصة بالمرضى الذين ظهر الورم الميلاني لديهم بعد العلاج أو انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم"، على ما قالت استشارية الأورام الطبية في وحدة سرطان الجلد في مستشفى "رويال مارسدن" ورئيسة مجموعة البحوث في "معهد فرانسيس كريك" البروفيسورة سمرا تورايليتش.

ولكن للأسف، نحو نصف مرضى سرطان الجلد لا يزالون يفقدون حياتهم بسبب هذا الداء"، أضافت البروفيسورة سمرا.

"كي نتوصل إلى فهم للأسباب وراء عدم نجاعة العلاجات الحالية في بعض الأحيان فلا بد من أن نعرف ما الذي تشهده المراحل الأخيرة من السرطان"، في رأي البروفيسورة سمرا.

"إنه هدف صعب ولكن الطريقة العملية الوحيدة للقيام بذلك تكمن في تحليل عينات من الورم بعد وفاة المرضى بسبب السرطان"، قالت البروفيسورة سمرا.

تبين للباحثين وفق البروفيسورة سمرا "أن سرطان الجلد يمكنه أن يحدث تغيرات شديدة في الجينوم الخاص به كي يختبئ من جهاز المناعة وينتشر في مختلف أنحاء الجسم، وتتسم هذه التغيرات العميقة بأنها شديدة التعقيد، ولكن يحدونا أمل في أن نتمكن الآن من إيجاد طرائق لاستهدافها في مجال الطب السريري"، أضافت البروفيسورة سمرا.

في الحقيقة "لم نكن لنحقق أياً من هذا لولا مرضانا وعائلاتهم الذين كانوا على استعداد للمشاركة في هذه الدراسة في أصعب مرحلة في رحلة السرطان"، تابعت البروفيسورة سمرا.

"إن التزامهم المتفاني بمساعدة الآخرين من طريق العلم مصدر إلهام كبير لفرقنا الطبية والبحثية".

ورحب بالنتائج أقارب المرضى الذين وافقوا على المشاركة في "دراسة بيس" لمد يد العون إلى الآخرين الذين يواجهون الألم النفسي والجسدي الذي يسفر عنه التشخيص المتقدم للسرطان.

ديف سيمز (35 سنة) أحد هؤلاء ويتحدر من مدينة بريستول الإنجليزية، فقد فقد شقيقه التوأم مارك بسبب سرطان الجلد عندما كان في الـ 28 من عمره فقط.

شخّص الأطباء إصابة مارك وقد كان طبيباً يعيش في لندن، بسرطان الجلد للمرة الأولى في سن لـ 15 عاماً، وعلى رغم استئصال الورم إلا أنه عاد له بعد 12 عاماً، واكتشف الأطباء أنه انتشر إلى أجزاء أخرى من جسده.

عندما عاد السرطان لجسده تلقى مارك الرعاية الطبية في وحدة سرطان الجلد في مستشفى "رويال مارسدن".

وقبل وفاته في يناير (كانون الثاني) 2017 أعطى مارك موافقته على المشاركة في "دراسة بيس" التي تلقي الضوء على المراحل النهائية من الإصابة بالسرطان من طريق تحليل عينات من الورم مأخوذة من فحص ما بعد الوفاة بموافقة مسبقة، وإذ يتذكر ديف سيمز شقيقه يقول "لا يمر يوم لا يهيج فيه شجني تجاه قراره المشاركة في ’دراسة بيس‘".

"وعلى رغم أنه قد فارق الحياة ولن يستفيد من الدراسة فإن قراره (مارك) التبرع بأنسجة لهذا البحث سيساعد في إنقاذ حياة كثير من المرضى الذين يكابدون حالاً صحية مماثلة"، أضاف ديف.

"يستغرق البحث وقتًا طويلًا، ولكن الانتظار كان يستحق كل هذا العناء"، في رأي ديف.

"أشعر أن في متناولي الآن بعض الإجابات عن سرطان مارك، ويسعدني أن هذه المعرفة تجعلنا أقرب إلى اليوم الذي لا تواجه فيه أي أسرة الألم والحزن اللذين اعتصرا قلوبنا."

وفي الدراسة استعان العلماء بـ 573 عينة مأخوذة من 387 ورماً لدى 14 متعالجاً مصاباً بسرطان الجلد المتقدم، وكشف التحليل أن 11 من أصل 14 متعالجاً في الدراسة فقدوا جينات وظيفية تحمل بعض الأدوية على مساعدة جهاز المناعة في التعرف إلى السرطان ومهاجمته.

وتعزى خسارة الجينات إلى أن السرطان يصنع أعداداً من نسخ الجينات المشوبة بعيوب، أو يستخدم حلقات دائرية من الـ "دي أن أي" من خارج الكروموسوم (ما يسمى الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين غير الصبغي) كي يتجاوز النسخ الطبيعية للجينات.

ونشرت الدراسة التي قادها علماء وأطباء في "معهد فرانسيس كريك" و"جامعة كاليفورنيا" في لوس أنجليس ومستشفى "رويال مارسدن" في مجلة "كانسر ديسكفري" Cancer Discovery.

المزيد من صحة