Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرضى السرطان في موريتانيا تخذلهم صحتهم وأجهزة مركز علاجهم الوحيد

أسعار العلاج مرتفعة وتتحمل العائلات كلفة شراء الحقن والأشعة والفحوص

إحدى نزيلات مركز علاج الأورام الوحيد في موريتانيا الذي يمثل أملاً كبيراً للمرضى، لكن تكرر تعطل أجهزته فاقم معاناة رواده (اندبندنت عربية)

ملخص

تحولت مشكلة تعطل أجهزة مركز #علاج_الأورام إلى قضية رأي عام في #موريتانيا بعد أن ارتفعت أصوات #المرضى الذين توقف علاجهم

تخطو الخمسينية أم المؤمنين محمد خطواتها الواهنة نحو بوابة مركز الإيكولوجيا، المكان الوحيد المخصص لعلاج الأورام الخبيثة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، يخبرها عامل الاستقبال أن موعد حصتها اليوم ألغي إلى أجل غير مسمى. ويوضح العامل أن "مسرع العلاج الخاص بالأورام معطل، ونحتاج إلى الوقت كي يصل الفني الذي سيتولى إصلاحه".
عاشت أم المؤمنين هذا المشهد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتقول لـ"اندبندنت عربية" إنها تتوقع تكراره في أي وقت، "فقد عودتنا الظروف هنا أن نعيش فصولاً من معاناة تتكرر كل فترة، ففي يونيو (حزيران) الماضي تعطل الجهاز نفسه، وتوقف علاج كثير من محاربي السرطان. يبدو أن الجهاز أصبح قديماً، والثابت أن أعطاله تكررت كثيراً في الفترة الأخيرة".

دوامة الأجهزة

وكان مركز الإيكولوجيا قد أعلن في يونيو الماضي، عن عودة أحد أجهزة العلاج بالمركز إلى العمل، وأن بإمكان المرضى استئناف جلسات العلاج، وذلك بعد إصلاح العطل الذي تسبب في تعليق العلاج، ولكن لم تمر سوى أشهر قليلة حتى عاد الجهاز إلى عطله القديم في نهاية أكتوبر، ليتوقف من جديد علاج مئات المرضى الذين تمت برمجة جلسات أشعة لهم وتأجلت إلى حين الانتهاء من أعمال الصيانة.
وبحسب توضيح سابق لوزارة الصحة الموريتانية نشرته بعيد عودة جهاز العلاج الموضعي للأورام السرطانية إلى العمل، فإن "الجهاز القديم في المركز، تختص الشركة المصنعة له بعقد للصيانة ويرتبط الجهاز الثاني بعقد ضمانة من طرف جهة الاقتناء".
وأدى تعطل الجهازين إلى توقف علاج 16 مريضاً تتنوع سرطاناتهم ما بين البروستات والجهاز الهضمي والمثانة، ليستأنفوه بعد إصلاح الجهاز الذي استمر لأيام. ويسبب تعطل الأجهزة في اضطراب مواعيد علاج المرضى. ويقول فني أشعة يعمل في المركز وفضل عدم الكشف عن اسمه إن "غالبية المرضى لا تتأثر حالتهم الصحية بتوقف جدول إعطائهم حصص الأشعة، وعلى رغم ذلك لا يتفهم المريض ولا الشخص المرافق له ولا حتى الجمعيات الخيرية لهذا الأمر، ويحصل كثير من الهرج الذي يؤثر في نفسية المرضى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تضافر الجهود

وتنشط جمعيات موريتانية عدة في مجال مساعدة مرضى السرطان، المرض الذي يطلق عليه الأهالي لقب "الخبيث"، ويتحاشون ذكر اسمه تطيراً منه، وعلى رغم ذلك تتطوع فاطمة عبدالله للمساعدة، وهي إحدى أقدم الفتيات الموريتانيات العاملات في مجال الدعم المادي والنفسي لمرضى السرطان الفقراء الذين تتقطع بهم السبل عند بوابة مركز الإيكولوجيا. وتقول فاطمة عن مجال خدمة منظمة "اسعد تسعد" التي هي عضو مؤسس فيها، "نقوم منذ تأسيسنا في منتصف عام 2015 بعدة خدمات للمرضى فنوفر النقل لهم من وإلى المركز. كذلك نزود المرضى من ذوي الدخل المحدود بالمواد الغذائية، ونعمل على توفير الأدوية غير المتوفرة في الصيدليات محلياً، كما نوفر مداومة يومية في المركز لمرافقة المرضى".
ويقول أحمد أبو المعالي مسؤول الإعلام في جمعية "إيثار" الخيرية للتكفل بمرضى السرطان، "تقدم الجمعية جميع أنوع الفحوص للمرضى وتصرف الأدوية للمرضى بحسب جدول معين، حيث لدينا مكتب ثابت في مركز الإيكولوجيا، ونقدم كل يوم حزمة من الخدمات للمرضى، فمثلاً لدينا يوم لشراء الأدوية ويوم للفحوص وطبعاً نوفر النقل للمرضى". ويضيف "غالبية المرضى هنا من الفقراء، جلهم لا يملك القدرات المالية للعلاج، ودورنا أن نتكفل بعلاج مثل هذه الحالات".
وساعد تغير النظرة المجتمعية لمرضى السرطان في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، في رفع معنويات المرضى الذين ظلوا حتى وقت قريب يتسترون على خبر مرضهم مخافة وصمة المجتمع القاتلة، ونجحت تجارب تقاسم قصص المرضى الذين نجحوا في قهر المرض في إعطاء صورة ملهمة لمريض السرطان، بكونه محارباً لا يعرف الاستسلام وبإمكانه تحقيق الشفاء.
وأطلقت إحدى الجمعيات الخيرية الموريتانية العاملة في مجال محاربة السرطان حملة بعنوان "كوني بخير"، تهدف إلى توعية الموريتانيين بأهمية إجراء الفحص المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم.

كلفة باهظة

ويشكو مرضى السرطان في موريتانيا من ارتفاع كلفة علاج المرض، وتتكلف أسر المرضى في شراء الحقن والأشعة والفحوص، وتبلغ الكلفة الإجمالية لبعض الحقن أكثر من 3000 دولار أميركي.
وتقول فاطمة عبدالله في جزئية أسعار العلاج، إن "الفحص الأول الذي يخضع له المريض لمعرفة مدى انتشار المرض، تتولى الجمعيات الخيرية نصف كلفته ويتولى المريض النصف الآخر، وفيه عينة ترسل للخارج ومكلفة جداً، وتصل عدد الحقنات التي قد توصف للمريض إلى أكثر من 18 حقنة". وتضيف "يعاني قسم الحالات المستعجلة في المركز من إهمال كبير ويفاقم من حالة المرضى السيئة أصلاً". وتتابع "نساعد في تأمين الأدوية والفحوص، كما أن الحكومة الموريتانية تتولى 50 في المئة من كلفة العلاج، كما أنها تعطي لأصحاب الحالات المتقدمة بطاقة تكفل تخفيف معاناتهم، ومما يزيد من تفاقم حالات المرضى هو الأحكام المسبقة لديهم عن المرض والتصورات الخاطئة عن العلاج الكيماوي".
وتختم فاطمة بقولها "عملنا في الجمعية يقوم على دعم المرضى النفسي ومحاولة دمجهم في المجتمع، ونأمل في أن ننجح في رسم بسمة على وجوه أبطال تحدي السرطان".

المزيد من صحة