Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عابد فهد: مشكلة "النار بالنار" هي "الأنا" السورية واللبنانية

حضوره في رمضان بين النضال ضد العثمانيين والصراع السوري اللبناني في حي اللاجئين

عابد فهد في دور جمال باشا السفاح في مسلسل "سفر برلك" (ملف الإنتاج)

ملخص

حضوره في #رمضان بين النضال ضد #العثمانيين والصراع السوري اللبناني في حي #اللاجئين

عابد فهد من أبرز نجوم الدراما في العالم العربي، قدم خلال مسيرته الفنية عديداً من الأعمال المهمة التي جسد فيها شخصيات معاصرة وتاريخية، وحاز عديداً من الجوائز في لبنان وسوريا ومصر عن الأعمال التي شارك فيها. لكنه ركز تجربته في السنوات الأخيرة على الدراما المشتركة، ويعرض له في الموسم الرمضاني 2023 عملان، الأول هو "النار بالنار" الذي يلعب فيه شخصية عمران التي تمثل حالة خاصة وتشكل معالم شخصية فريدة، فهو يؤدي دورالمرابي الذي يستغل حاجة الناس في شارع يختلط فيه اللبنانيون والسوريون. والثاني "سفر برلك" الذي يروي حكاية الاحتلال العثماني لبلاد الشام والمقاومة التي قامت ضده، ويجسد فيه شخصية جمال باشا السفاح، المثيرة للجدل والتي تحتاج إلى ممثل قادر وواثق من نفسه وأدواته كما من قدرته على الإقناع.

الخروج من الجلد

بداية يبدي فهد رأيه بالمنافسة الدرامية القوية في الموسم الرمضاني الحالي التي يقول البعض إنها الأشرس، ويتحدث عن توقعاته حولها، قائلاً: "الخروج من الجلد وعدم الوقوع في مقتل يحتاجان إلى قرار يشبه العقرب قبل أن يلدغ نفسه. هكذا أفكر بالأدوار قبل الولوج فيها. أؤمن بأن جميع الأبطال موجودون في الساحة، وبأن المحتوى النصي للدراما جريء وشيق بسبب وجود أزمات في المنطقة، وبأن السيناريوهات تحاكي الواقع وتضيء على مواجع الألم وموقعه في جسد المواطن التائه في وطنه. وبما أن جميع الأبطال متواجدون في ساحة الملعب، فإن البطل هو من يتميز بجدارة ويخرج من جلده كي لا يقع في التكرار المكشوف والمفضوح، أما المشاهد فأصبح حكماً مربكاً".

وعن توقعاته بالنسبة إلى مسلسل "النار بالنار" في ظل هذا الازدحام الدرامي والمقومات التي تجعله يفرض نفسه، يوضح: "هذا المسلسل يتميز بحكم الجوار. القصة شائكة بين الأنا السورية والأنا اللبنانية، وبسبب طبيعة البلدين وقربهما، يوجد تشابك وترابط بين الحب والكراهية. العمل ناجح وهو سيحقق التميز وسوف يفرح المشاهد ويستمتع به، ففيه تتوفر كل شروط المشاهدة الممتعة. الممثلون في أماكنهم، عفوية وبساطة في الأداء، إخراج رائع لمحمد عبدالعزيز وسيناريو رائع لرامي كوسا، وتعاون بين فريق العمل ضمن أيام التصوير. وممثل شريك أيضاً في الحوار وفي التماهي في بناء روح الكاراكتر، وفي ارتجال وليد اللحظة الصادقة يصيب الهدف في قلب المشاهد. كل هذه الأمور اجتمعت في هذا المسلسل المشترك".

وعما إذا كانت الدراما المشتركة أصبحت ملعبه الأساسي كما هي حال معظم الممثلين، وهل يرى أن هذا النوع من الدراما هو مجرد موضة كما الأعمال المعربة، أم أن المنصات فتحت المجال أكثر لتقديم أنواع مختلفة من الدراما وأصبح هذان النوعان من أساسيات الدراما العربية كما أعمال البيئة مثلاً؟

 يرد قائلاً: "الفن متحرك، ولا يوجد ثوابت سوى في القيمة الأساسية التي تقوم على أساس من هو الكاتب، من هو المخرج ومن هي الجهة الإنتاجية. الفن عالم متلون بحسب حاجات السوق والمزاج العام، ولطالما سيطرت عليه أنواع مختلفة من الموضة، من بينها موضة أفلام الكاوبوي، والوسترن، والرعب، والأكشن... الكل يركب المسيرة ويلعب فيها، ووحده البطل هو الذي يتفرد ويخرج من السرب ويحلق ويغرد وحيداً في حرية مبتكرة ولا ينافسه أحد. وهنا يكمن سر التفرد والمتعة وعدم الوقوع في مصيدة التكرار والملل. الأعمال المشتركة محترمة في نصوص مثل "النار بالنار"، و"طريق"، و"لو"... لأن الحكاية مقنعة وتوزيع الأدوار مقنع حتى "لعبة الموت" ليس فيه أخطاء. فالابن يشبه أباه السوري، والأم لبنانية وابنتها لبنانية. هكذا يُحترم المشاهد من دون إقحام في الإعجاز".

سفر برلك ... وجمال باشا السفاح

وعن رأيه بالرؤية الإخراجية لمسلسل "سفر برلك" الذي انتقل إلى المخرج الليث حجو بعد رحيل حاتم علي، يوضح فهد: "إخراجياً، قام الليث حجو بإنجاز عظيم مع مجموعة من الممثلين. أما الديكور فهو رائع والإنتاج الذي رُصد للعمل محترم ويليق بالدراما. ومسلسل "عاصي الزند" يتميز هو أيضاً بإنتاجه الضخم الذي يليق بالدراما والاحترام. مشاركتي في مسلسل "سفر برلك" جيدة جداً من خلال شخصية جمال باشا السفاح الإشكالية، وما علينا سوى متابعة العمل والحكم النهائي للمشاهد". ولأن تقديم الشخصيات الإشكالية يحتاج إلى ممثل قدير يتمتع بثقة عالية بالنفس، فإنه يعلق :"التحدي هو المغامرة، وبلا مغامرة لا يوجد فن ولا شخصية جديدة".

وعما إذا كان يتوقف عند عرض أعماله داخل رمضان أو خارجه، وما إذا كانت هناك مواصفات معينة تتوفر في المسلسل الرمضاني، لا تتوفر بالضرورة في الأعمال التي تعرض خارجه؟ يجيب: "الأمر سيان عندي، سواء عرضت أعمالي داخل رمضان أو خارجه، والمهم بالنسبة لي هو العمل الذي فيه احترام للذات وللمشاهد".

بين الممثل السوري والـ"هوليوودي"

أما عن رأيه في مستوى الدراما السورية، وما إذا كانت قد أخذت تستعيد عزها وتألقها خصوصاً مع ازدياد عدد الإنتاجات المحلية، يشير فهد إلى أن الدراما السورية "لها تاريخ وفيها مبدعون ومن الصعب هدمها أو كسرها إذا بقيت تسبح في حريتها، بعيداً من الأيديولوجيا". ثم يضيف: "هي دراما ناجحة وستبقى كذلك، وفيها ممثلون يضاهون بموهبتهم نجوم العالم في المحيط والخليج وحتى ما وراء الأطلسي، وهم لا يقلون بمستواهم عن مستوى نجوم "هوليوود"، والفرق الوحيد بيننا وبينهم هو بالدولار فقط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الممثل السوري يتقاضى أجره بالدولار أيضاً لقاء مشاركته في الدراما المشتركة، يوضح فهد: "صحيح أننا نتقاضى أجورنا بالدولار، ولكن درامياً وإنسانياً واجتماعياً هناك فرق شاسع بين أجر جوني ديب أو براد بيت وبين أجر أي ممثل سوري. نحن نتقاضى بالدولار، ولكن ما هو حجم المبلغ الذي نتقاضاه؟ لا يمكن المقارنة في الأجور بين ممثل يتقاضى 10 دولارات وممثل آخر يتقاضى مليون دولار. ثمة فرق شاسع بين الأجور في لبنان وسوريا والمنطقة العربية وبين الأجور في "هوليوود" ودول القوى العظمى. نحن من دول العالم الثالث ولكن يوجد لدينا ممثلون يضاهون بموهبتهم ممثلين غربيين الكبار. وللأسف هم يعيشون باحترام وتقدير، بينما ممثلونا لا قيمة لهم، وبمجرد أن يتراجع الممثل في عمل واحد فإنهم يتخلون عنه على الفور".

في المقابل، لا يتردد فهد في الإعلان عن وجود ترد في مستوى النصوص وعن تراجع كبير في عدد المخرجين المبدعين في العالم العربي، ويقول: "شخصياً، أنا أشعر بالملل من السيناريوهات المحلية والمشتركة والعربية، والممثلون هم أبطال فقط. تلفزيونياً، يوجد خمسة مخرجين مبدعين فقط على مستوى العالم العربي. أما السينما فحكاية أخرى، ولا يوجد في القرن الحالي مخرج سينمائي جدير بالتوقف عنده. كل المخرجين الكبار رحلوا، ولم يعد يوجد مخرجون أصحاب مشروع، وما عدا الأربعة أو الخمسة مخرجين الجيدين الذين يتوزعون بين لبنان وسوريا ومصر، فإن كل المخرجين الباقين هم منفذون وليس أكثر، حقل تجارب، متعبة ومرهقة. ولقد مللنا المخرجين الذين يدعون أنهم مخرجون".

وهل هذا يعني أن من الممكن أن يبتعد عابد في حال لم يتوفر النص الذي يرضيه؟ يقول: "لا مشكلة عندي بالبقاء من دون عمل لسنة وسنين، إلى أن يتوفر العمل الكامل المكتمل الذي يستفزني بقوته، وبشركة إنتاجه، وتنفيذه".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة