Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باحث اقتصادي يحذر من انهيار الأسهم بعد توقعه أزمة 2008

السقوط قد يحدث خلال شهرين ومؤشراته تتصاعد إلى مستويات جائحة كورونا

صراف يراقب الشاشات في غرفة تبادل العملات داخل مقر بنك كيب هانا في سيول، الأربعاء 29 مارس الحالي (أ ب)

ملخص

خبير أميركي توقع #أزمة_ 2008 الاقتصادية العالمية قبل حدوثها بثلاث سنوات، يحذر من أن انفجار #فقاعة_ الأسهم بات أمراً مرجحاً بشكل متزايد على غرار ما حدث إبان #جائحة_ كورونا

ربما يحلو لبعض العقول النظر إلى الأزمات الاقتصادية الكبرى كتلك التي انفجرت في 2008، باعتبارها أمراً مفاجئاً وغير متوقع فكأنها صاعقة انقضت من سماء صافية، بحسب تعبير شائع. في المقابل، ثمة وقائع كثيرة تشير إلى العكس تماماً، تمتد من التحليلات الاقتصادية الواسعة عن أزمات متكررة في النظام الاقتصادي العالمي المعاصر، ووصولاً إلى تلك الصرخات الواضحة التي تدوي منذرة بالأسوأ قبيل حدوث الأزمات، ماذا قد يقول مفكر مثل نسيم طالب الذي يكرر أن تلك الأزمات هي مفاجأة تامة وكاملة، في واقعة مفادها أن الخبير الاقتصادي الأميركي لاري ماكدونالد قد توقع حدوث أزمة 2008 بفعل الأثر التراكمي للمشتقات المالية، قبل انفجار تلك الأزمة بثلاث سنوات؟

وأخيراً، استعادت مجلة "فورتشن" الاقتصادية المتخصصة ذلك الخبير الذي يوصف بأنه من العيون اليقظة المتابعة لمسارات السوق العالمي، في مقالة حملت تحذيراً قاسياً وقاتماً مفاده أن الأسواق موشكة على انفجار فقاعة الأسهم في زمن تتسارع خطواته باطراد، وتذكر بوصولها إلى أرباح صفرية في مستهل جائحة كورونا.

وفي سياق تقديمها ذلك التوقع المقلق، ذكَّرت "فورتشن" بأن لاري ماكدونالد سبق له أن شغل منصب نائب رئيس المؤسسة المالية الضخمة والشائنة السمعة، "بنك ليمان براذرز" الذي تبدد تحت تأثير أزمة 2008 بالتحديد. وفي 2005، انضم ماكدونالد إلى ثلة من الخبراء الاقتصاديين الذين توقعوا حدوث أزمة كبرى في قطاع العقارات. وتذكيراً، جاءت معظم المشتقات المأزومة التي فجرت أزمة 2008، من أسهم قطاع العقارات الأميركي، بل إن بنك "ليمان" انهار وتبدد بفعل امتلاكه جبالاً من تلك الأدوات التي سميت آنذاك بـ"المشتقات المسمومة" Toxic Derivatives.

 

ذاكرة لزلزال المشتقات المسمومة

وتوضيحاً، يطلق تعبير المشتقات على نوع من الأسهم التي لا تستند قيمتها إلى أصل اقتصادي مباشر، كحال أسهم الشركات أو العقارات أو المواد الأولية أو غيرها، بل تستند المشتقات إلى الأسهم المباشرة، ولذا تسمى بأنها أدوات مالية ثانوية في هذا المعنى، وأحياناً، تكون المشتقات مستندة إلى مشتقات ثانوية، بل قد يتكرر ذلك الاشتقاق فتظهر أدوات مالية ثانوية مستندة إلى مشتقات ثانوية وهكذا دواليك، وأدت تلك الدورات المشؤومة من الاشتقاقات إلى ظهور أنواع الأدوات المالية التي أثقلت النظام المالي العالمي ودفعته، بالتآزر مع معطيات أخرى بالطبع، إلى أضخم انهيار للأسهم في القرن 21 حتى الآن. نعم. أقله حتى الآن، مع الأمل أن تكون تلك الكلمات صحيحة، لأن الخبير ماكدونالد له رأي اخر مختلف ومتشائم تماماً. وعقب تلك الأزمة التي يفترض نظرياً أنها وضعت أوزارها في 2009، أقله في أميركا، أسس ماكدونالد منصة "بير ترابس ريبورت" The Bear Traps Report الأسبوعية، التي تحظى بقراءات عالية لدى المهتمين بالاقتصاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك ابتكر لاري ماكدونالد مقياساً مالياً يتخصص في رصد المؤشرات السلبية في الأسواق المالية، سماه "21 ليمان". وفق مجلة "فورتشن"، يؤكد ماكدونالد أن "كل الإنذارت تومض بقوة. لقد بات مقياسنا [21 ليمان] عند أعلى نقطة في ترجيح حدوث سقوط حاد للأسهم خلال 60 يوماً. لم تصل المؤشرات إلى تلك النقطة منذ جائحة كوفيد". ويشير ذلك إلى الوضع الانحداري الذي عانته الأسهم في مارس 2020 إبان مستهل جائحة كورونا.

وبصورة محددة، يشدد ماكدونالد على أن السوق تعمل حالياً ضمن آليات تتجاهل "الأزمة المتدحرجة للقروض" التي برزت مع إفلاس مصرفي "سيليكون فالي بنك" و"فيرست سيغنتشر" وكذلك الكارثة التي حاقت بمصرف "كريدي سويس" الذي يعد من كبار مقدمي القروض عالمياً، وفق مجلة "فورتشن". وكذلك يشير ماكدونالد إلى وجود حالة إفراط في التفاؤل بشأن صعود تقنيات مبتكرة على غرار الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

ووفق "فورتشن"، يذكر ماكدونالد بأن الوضع السائد في الأسواق المالية العالمية يعيد إلى الأذهان "ما رأيناه أثناء أزمة بنك ليمان، والاضطرابات التي تحدث قبيل كل أزمة. ويتمثل ذلك في أن القروض تشرع في تحسس المخاطر، فيما تستمر السندات المالية والأسهم في تجاهلها. إنهم يستمرون في التركيز على أشياء من نوع الذكاء الاصطناعي وثورة شركات الإنترنت الصاعدة". وتحمل الكلمات الأخيرة تذكيراً بانفجار "فقاعة شركات الدوت كوم" Dot com bubble burst التي هزت الأسواق وأدت إلى سقوط الأسهم في 2001.

هل تصدق تلك التوقعات المنذرة بشر مستطير، أم تتدارك السوق مساراتها وتستبق الانفجار بإجراءات النجاة؟ فلننتظر كي نرى.