Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدمة "سيليكون فالي" تنتقل إلى أوروبا وبريطانيا فهل تتكرر أزمة 2008؟

هلع بالأسواق الدولية وتقلص الودائع في البنوك البريطانية والقارة العجوز بنحو 36 مليار دولار

تعد أزمة "بنك سيليكون فالي" (SVB) أكبر فشل مصرفي منذ 15 عاماً  منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 (أ ف ب)

ملخص

تسببت خسائر بنك #سيليكون_فالي الأميركي في إثارة الذعر بالأسواق المالية في جميع أنحاء العالم قبل أن تنضم الأسواق الأوروبية و#البريطانية إلى عمليات البيع

امتدت حالة الذعر إلى بريطانيا وأوروبا على أثر انهيار "بنك سيليكون فالي"، إذ سارع الأوروبيون إلى سحب ما يقرب من 30 مليار جنيه استرليني (36.1 مليار دولار) من حساباتهم بالبنوك، وسط توقعات تشير إلى تنامي عمليات السحب.

وعبرت موجات الصدمة المحيط الأطلسي، حيث تسببت أزمة "بنك سيليكون فالي" (SVB) الأميركي المتخصص في صناعة التكنولوجيا بولاية كاليفورنيا، في حالة من الذعر الشديد بالأسواق العالمية، خصوصاً في البنوك الأوروبية، وتراجعت أسهم القطاع المصرفي بشكل حاد في الأسواق العالمية، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الأزمة المالية التي ضربت العالم في عام 2008.

تراجع أسهم كبرى البنوك البريطانية

وتفاعل القطاع المصرفي البريطاني مع سقوط البنك الأميركي، إذ تراجعت أسهم كبرى البنوك البريطانية، وأبرزها سهم بنك "أتش أس بي سي" بمقدار 4.6 في المئة، في حين خسر سهم بنك "ستاندرد تشارترد" نحو 4.5 في المئة من قيمته، بينما تراجع سهم بنك "باركليز" بنسبة 3.7 في المئة، إلى جانب انخفاض سهم مجموعة "لويدز" المصرفية بنحو 3.3 في المئة، كما تراجع سهم بنك "نات ويست" بنسبة 2.5 في المئة.

شركات التأمين لم تنجُ من الانخفاض، إذ انخفض سهم "ليغال أند غنرال" بنسبة 4.3 في المئة، وانخفض سهم "أفيفا" بنسبة 2.8 في المئة.

وتعد أزمة "بنك سيليكون فالي" (SVB) أكبر فشل مصرفي منذ 15 عاماً، منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

في غضون ذلك، قالت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية إن "المودعين المؤمن عليهم سيكون لهم حق الوصول الكامل إلى ودائعهم المؤمن عليها في موعد لا يتجاوز صباح الإثنين المقبل.

إجراءات إفلاس "سيليكون فالي"

إلى ذلك، أعلنت ذراع "بنك سيليكون فالي" في المملكة المتحدة، حالة الإفلاس بداية من مساء الأحد المقبل.

من جانبه، قال "بنك إنجلترا" في بيان رسمي إنه "سيتقدم بطلب لوضع الشركة الفرعية في المملكة المتحدة ضمن إجراءات إفلاس البنك، إذ يسمح ذلك للمودعين بدفع ما يصل إلى 85 ألف جنيه استرليني (110.2 ألف دولار) من خطة تأمين الودائع"، مضيفاً أن "بنك سيليكون فالي" له وجود محدود داخل المملكة المتحدة"، مشيراً إلى عدم وجود وظائف مهمة للبنك لدعم النظام المالي للبلاد"، لافتاً إلى أن "الشركة ستتوقف عن سداد المدفوعات أو قبول الودائع".

في تلك الأثناء، قال بعض عملاء "بنك سيليكون فالي" بالمملكة المتحدة لـ"التايمز" إنهم "لم يتمكنوا من سحب أموالهم، بعد أن أصر البنك على أن فرعه وأعماله في بريطانيا تمثل كياناً قائماً بذاته".

وتشمل قائمة عملاء البنك في المملكة المتحدة شركة "سوفوس" لبرامج وأجهزة الأمان، إضافة إلى شركة وجبات الطعام "هيلو فرش"، وشركة "مونبيغ" في قطاع الإنترنت، وشركة "غو كاردليس" التي تجمع المدفوعات المصرفية المباشرة.

وبحسب موقع "بنك سيليكون فالي" على الإنترنت، أكدت شركة تحويل الأموال الدولية "وايز" أن "لديها حساباً في (بنك سيليكون فالي)". واستدركت "لكنه حساب صغير ولا يتضمن أي أموال للعملاء".

بداية الأزمة

أزمة البنك الأميركي بدأت الأربعاء الماضي، عندما كشفت المجموعة المالية الأم لـ"سيليكون فالي بنك" المدرجة في بورصة نيويورك عن أن "البنك كبدها خسائر بلغت 1.8 مليار دولاراً وبيع محفظتها من السندات"، مما أدى إلى انخفاض أسهم المجموعة بنحو 60 في المئة في اليوم التالي (الخميس)، مما تسبب في حدوث أزمة في أسهم البنوك الأميركية مع تصاعد مخاوف من أن مقرضين آخرين قد يتعرضون لخسائر كبيرة في ممتلكاتهم ذات الدخل الثابت، كما تعرضت السندات الحكومية أيضاً لضغوط منذ أن بدأت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، كما تميل السندات إلى دفع أسعار فائدة ثابتة، وهي أقل جاذبية مع ارتفاع أسعار السوق.

بيع "سيليكون فالي"

إلى ذلك، تسببت خسائر البنك الأميركي في إثارة الذعر بالأسواق المالية في جميع أنحاء العالم قبل أن تنضم الأسواق الأوروبية والمملكة المتحدة إلى عمليات البيع، أمس، إذ انخفض مؤشر البنوك (Stoxx Europe 600) الذي يتضمن المقرضين البريطانيين، بنحو 3.8 في المئة، مما قلص من قيمة المؤشر بنحو 33.5 مليار يورو (35.7 مليار دولار).

في غضون ذلك، أوقفت بورصة نيويورك التعاملات على أسهم "سيليكون فالي"، بعد أن سجلت هبوطاً بنحو 66 في المئة في تداول ما قبل السوق، في الوقت الذي شهد مزاعم أن البنك الأميركي المتعثر (يحتل المرتبة الـ16 بين بنوك الولايات المتحدة) يدرس عملية بيع محتملة.

ضغوط على صغار البنوك

وتعرض مقرضون أميركيون وبنوك أصغر حجماً من البنك المتعثر لضغوط، إذ انخفضت أسهم في شركة "فيرست ريبابليك" بنسبة 22 في المئة، كما هبط سهم "باكويست بانكورب" بنسبة 33 في المئة، في حين تراجع بنك "سيغنتشر" بنحو 23 في المئة، الجمعة 10 مارس (آذار) الجاري.

وسلطت أزمة "سيليكون فالي" الضوء على عمليات البنك في بريطانيا، إذ قالت إيرين بلاتس رئيس ذراع في المملكة المتحدة قبل أن تتولى الهيئة التنظيمية المسؤولية، إن "فرع البنك في المملكة المتحدة هو كيان قائم بذاته له ميزانيته العمومية وهيكله الإداري الخاص"، في الوقت الذي لم تعلق على حالة ميزانيتها العمومية أو عمليات السحب.

في الوقت نفسه قال بعض العملاء لـ"التايمز" إنهم "واجهوا صعوبات في حساباتهم"، بينما قال رئيس تنفيذي لإحدى الشركات الناشئة، إنه "كافح لسحب مبلغ 25 ألف جنيه استرليني (30 ألف دولار) من بنك "سيليكون فالي"، مضيفاً "أصدرنا تعليمات دفع تبدو ناجحة في وقت سابق، لكن الأموال لم تتحرك ولا يمكننا تسجيل الدخول، إذ أننا نتلقى رسائل خطأ".

هلع على مواقع التواصل الاجتماعي

انتقلت أزمة البنك المتعثر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشاركة لقطة شاشة لرسالة بريد إلكتروني من "بنك سيليكون فالي" بشكل واسع على مجموعات رواد الأعمال، إذ حاول أصحاب الأعمال فهم ما كان يجري". وقال رجل أعمال ومستثمر راسخ، إن "أحد الأسباب التي كثفت من القلق على مواقع التواصل هو أن البنك الأميركي يلبي نظاماً بيئياً محدداً متماسكاً للغاية"، مشيراً إلى أن ذلك قد يسهم في انتشار العدوى بشكل سريع.

بعد تأسيس البنك والحصول على التراخيص المصرفية بالمملكة المتحدة في عام 2012 سوق بنك "سيليكون فالي"، على أنه المنظمة الأولى لرواد الأعمال والشركات المبتدئة، كما أنه معروف جيداً في مجتمع التكنولوجيا في المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى ذلك، تستخدم نسبة كبيرة من صناديق رأس المال الاستثمارية في المملكة المتحدة "بنك سيليكون فالي" لتحويل الأموال إلى الشركات في محافظها التي تقوم بعد ذلك بسحبها، ونتيجة لذلك أصدر عديد من المستثمرين المعروفين إرشادات سريعة، الجمعة، إذ أوصى البعض بأن تسحب الشركات أموالها على الفور.

ويمتلك البنك إلى جانب حسابات الوصول الفوري مجموعة من حسابات ودائع الأجل، إذ لا يمكن للعملاء الوصول إلى أموالهم لمدة 30 أو 90 يوماً، كما يقدم حسابات خاصة للشركات التي تحتفظ بأموال العملاء.

وفي حالة فشل أحد البنوك المرخصة من المملكة المتحدة، تغطي أموال المودعين الأفراد ومعظم الشركات بما يصل إلى 85 ألف جنيه استرليني (102.2 ألف دولار)، وفقاً للنظام المصرفي في بريطانيا للحفاظ على أموال المودعين، وعلى رغم ذلك قد يكون لدى الشركات بشكل روتيني ودائع أكبر بكثير، وتلك الأموال الزائدة على الحد الرسمي لن تتم تغطيتها، كما أكد برنامج تعويض الخدمات المالية أن البنك تمت تغطيته بترتيبات ضمان الودائع الخاصة به.

البنك حالة استثنائية

في غضون ذلك، قال المحللون إن "البنك المتعثر يمثل حالة استثنائية بعد أن تعرض البنك لانخفاض أسعار السندات الحكومية، إذ يمتلك معظم البنوك البريطانية عدداً كبيراً جداً من حاملي السندات الحكومية، ولكن يتم التحوط (إجراءات لحماية السندات من تقلب الأسعار) ضد تغير أسعار الفائدة من خلال المشتقات المعروفة باسم المقايضات، كما أن الاختبارات التي أجراها "بنك إنجلترا" على أكبر المقرضين في المملكة المتحدة كشفت أيضاً عن انخفاضات كبيرة في أسعار السندات.

من جهته، قال المحلل لدى شركة "نيوميس" غوناثان بيرس إن "البنوك البريطانية تميل إلى الاحتفاظ بالحد الأدنى من السندات ذات السعر الثابت في محافظ السيولة الخاصة بها، مع وجود معظم السيولة في شكل نقدية للبنك المركزي، وكثير من السيولة المتبقية تكون تحوطاً ضد تحركات الأسعار"، مضيفاً أنه "بالتالي من المؤكد أنها ليست دائماً تتحوط بشكل كامل، ولكن صافي التعرض للأزمات والتقلب ليس كبيراً لدرجة تسبب في أي مشكلة مادية"، مشيراً إلى أن "نحو 80 إلى 90 في المئة من إجمالي السيولة في البنوك كانت محمية بشكل فعال من تأثير التحركات في الأسعار".

ومن جانبه، قال محلل "شور كابيتال" غاري غرينوود إن "الانخفاضات في أسعار أسهم البنوك تبدو مبالغاً فيها"، مضيفاً أن "المودعين الأفراد في المملكة المتحدة يميلون إلى أن يكونوا أكثر تحوطاً إلى حد ما"، مستدركاً "لكن المودعين من الشركات كانوا أكثر وأسرع ميلاً في تحويل بين البنوك طمعاً في أسعار الفائدة الأعلى"، مشيراً إلى أنه "في العام الماضي سحب أكثر من 14 مليار جنيه استرليني (16.8 مليار دولار) من بنك "نات ويست" من قبل عملاء الشركات، وهو ما قلل من قاعدة ودائع الأعمال إلى 203.3 مليار جنيه استرليني (244.6 مليار دولار).

يشار إلى أن بنك وادي السيليكون قد أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي فحسب، عن خطة لتوسيع أعماله في المملكة المتحدة، ولكن قبل مرور ستة أشهر دخل البنك الذي يركز علي صناعة التكنولوجيا في أزمة أحدثت صدمة في الأسواق المالية العالمية.

اقرأ المزيد