Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاستثمارات العالمية تتجه إلى الشرق الأوسط مع الطرح العام للشركات

تشبع الأسواق الأوروبية والأميركية يدفع المستثمرين والصناديق نحو منطقة نشاط اقتصادي جديدة

قلق من أزمة مالية بعد أزمة البنوك الأميركية (رويترز)

ملخص

توقعات أن تشهد المنطقة موجة ثالثة من #طروحات_الأسهم الأولية للاكتتاب العام تأتي هذه المرة من شركات #التكنولوجيا المالية الصاعدة

مع مخاوف الأسواق من احتمال دخول الاقتصاد العالمي في أزمة مالية عالمية نتيجة انهيار مصارف في الولايات المتحدة ومشاكل البنوك في أوروبا، يتزايد تحول المستثمرين والصناديق إلى منطقة الشرق الأوسط، كما يخلص تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز". وتذكر الصحيفة أنه في عام 2008 حين كانت الاقتصادات الغربية في أزمة كانت منطقة الشرق الأوسط تحقق نمواً.

ومنذ الطرح الأولي لأسهم حصة من عملاق الطاقة العالمي "أرامكو" السعودية بقيمة 29 مليار دولار في عام 2019، انتعشت سوق إصدارات الطرح الأولي للشركات في المنطقة. وبحسب بيانات شركة "إي واي" الاستشارية، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي 51 طرحاً أولياً للأسهم، وهو أعلى معدل سنوي على الإطلاق. وزاد عدد الطروحات الأولية للأسهم العام الماضي بنسبة 179 في المئة عن 2021. وجمعت الشركات ما يصل إلى 22 مليار دولار من طرح الأسهم الأولي في البورصة خلال 2022.

في العام الماضي استثمر مديرو صناديق رأس المال 19.8 مليار دولار في 191 صفقة طرح أولي. وكانت المنطقة هي الوحيدة بالعالم التي تشهد زيادة باستثمارات الصناديق في طروحات أولية للأسهم في 2022 بحسب الرابطة العالمية لرأس المال الخاص. في المقابل لم تستثمر الصناديق أكثر من 600 مليون دولار في طروحات الأسهم الأولية بالمنطقة عام 2018.

إصلاحات مشجعة للاستثمار

وبحسب بيانات الرابطة فإن عام 2022 سجل مستوى غير مسبوق من رأس المال السوقي نتيجة الزيادة الكبيرة في عمليات الطرح الأولي للأسهم. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية ارتفع رأس المال السوقي في المنطقة بنسبة 475 في المئة. إذ أصبح هناك الآن 269 شركة مسجلة في البورصات ويجري الاستعداد لطرح 80 شركة جديدة أخرى، ذلك مقارنة بنحو 188 شركة بنهاية عام 2017. 

وتنقل الصحيفة عن عدد من المصرفيين الإشارة إلى أن "إصلاحات القوانين والقواعد المنظمة للقطاع المالي والدفع باتجاه الخصخصة وسط مناخ من الاستقرار السياسي وارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل واضح عن مستوياتها المنخفضة خلال أزمة وباء كورونا تسهم في زيادة عمليات الطرح الأولي للأسهم والصفقات الخاصة".

ويذكر التقرير أن المناخ العام في المنطقة يشجع المستثمرين العالميين على الانتقال من أسواق أوروبا وأميركا المتباطئة إلى سوق صاعدة واعدة. فالسعودية على سبيل المثال تعيد هيكلة اقتصادها لتنويعه بعيداً عن الاعتماد على النفط. والإمارات تعزز المركز المالي والتجاري في دبي وتزيد من طرح الشركات في بورصة العاصمة أبوظبي. كما أن قطر التي استفادت من نجاح تنظيم كأس العالم، تعمل على مضاعفة إنتاجها من الغاز.

كل ذلك يغري كثيراً من المستثمرين ومديري الصناديق للتحول إلى المنطقة بحثاً عن فرص أفضل بعيداً عن الضعف وتوقع مزيد من المشاكل في الأسواق الغربية التقليدية. ويذكر التقرير كيف أن الطرح الأولي لأسهم شركة "بريسايت" للذكاء الصناعي في بورصة أبوظبي هذا الأسبوع جعلها تجمع ما يقرب من نصف مليار دولار (496 مليون دولار) مع مضاعفة الاكتتاب على أسهمها بمعدل 136 مرة. وجاء ذلك بعد أسبوعين من طرح شركة "أدنوك غاز" طرحاً أولياً للأسهم وفر لها 2.5 مليار دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مزيد من طروح الشركات

يتوقع المستثمرون حول العالم أن تستمر المنطقة في طرح الشركات في البورصة، ضمن برامج الخصخصة وتنويع الاقتصاد في سياق طموحات دولها لتطوير اقتصاداتها. وفي ظل اضطراب الأسواق الرئيسة والضبابية التي تخيم عليها وتراجع فرص الاستثمار في الغرب، ينتقل المستثمرون إلى المنطقة. ويقول رئيس الصيرفة الاستثمارية في "سيتي غروب" لمنطقة الشرق الأوسط ميغيل أزيفيدو، إن المنطقة "أصبحت في نطاق الرادار" للمستثمرين العالميين. 

ويضيف "انتقل كثير (من المستثمرين ومديري الصناديق) إلى هنا بعد أزمة وباء كورونا، وكان هناك عدد كبير من صفقات الطرح الأولي للأسهم، وهذا ما أجبر العالم على التطلع إلى المنطقة التي أثارت اهتمام الجميع في وقت لا يحدث فيه الكثير في بقية العالم".

لا يقتصر الطرح الأولي للأسهم على الشركات الحكومية أو الشركات الكبرى فحسب، بل إن الشركات الخاصة أيضاً تدخل في السباق للاستفادة من فرص جمع رأس المال من البورصة. هذا فضلاً عن الصفقات الخاصة لتوسعة المساهمات وزيادة رأس المال من دون الاكتتاب العام.

على سبيل المثال، طرحت شركة "أميركانا" للأغذية المملوكة لصندوق الاستثمار السعودي ورجل الأعمال الإماراتي محمد العبار أسهمها في بورصتي الرياض وأبوظبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. حتى الشركات العائلية، التي تمثل ما قد يصل إلى 90 في المئة من الشركات الخاصة بالمنطقة، بدأت تطرح أسهمها للاكتتاب العام. مثال على ذلك شركة "الأنصاري" أكبر شركات الصرافة في الإمارات. وجمعت الشركة 210 ملايين دولار من طرحها في بورصة دبي الإثنين الماضي.

ويتوقع المحللون وخبراء الاستثمار والصناديق أن تشهد المنطقة موجة ثالثة من طروحات الأسهم الأولية للاكتتاب العام، تأتي هذه المرة من شركات التكنولوجيا المالية الصاعدة في المنطقة.