Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أغاني المسلسلات... حين يكون الـ"تتر" عملا موازيا

عودة محمد الحلو وحنان ماضي وهشام عباس مجدداً ومنير ومدحت صالح لا يزالان على العرش

يظل الناس يتذكرون العمل الدرامي بعد انتهاء عرضه بسبب أغنيته التي يحفظونها عن ظهر قلب (مواقع التواصل)

ملخص

في الماراثون الرمضاني هذا العام استقطبت الدراما عشرات الأسماء من أكبر #نجوم_الغناء في #العالم_العربي

المنافسة بين المسلسلات الرمضانية تدخل ضمن إطارها تترات المقدمة، فكما يحرص صناع العمل على أن يكون بطله نجماً كبيراً يستقطب أكبر عدد من الجماهير والمشاهدات، يحرصون أيضاً على أن يكون مطرب تتر المسلسل نجماً كبيراً يجذب صوته الجميع ويتمتع بشعبية جارفة، بخاصة أن تتر المسلسل هو الأداة الأولى للجذب، فهو يعرض قبل عرض المسلسل ويتم تكراره بشكل منفصل عبر القنوات الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أنه يصبح في بعض الأحيان أقوى وأكثر جماهيرية من العمل نفسه.

وقد يكون التتر أحد عناصر النجاح المميزة، فيظل الناس يتذكرون العمل بسبب أغنيته التي يحفظونها عن ظهر قلب، وهكذا أصبحت تترات المسلسلات الرمضانية صناعة مستقلة بذاتها عن الدراما، على رغم حملها روح العمل وفكرته وقصة البطل الأساس.

صناعة مستقلة

في الماراثون الرمضاني هذا العام استقطبت الدراما عشرات الأسماء من أكبر نجوم الغناء بالوطن العربي، فمثلاً محمد منير غنى مقدمتي مسلسلين هما "سره الباتع" لأحمد فهمي وأحمد السعدني، و"عملة نادرة" لنيللي كريم وجمال سليمان، كما يغني الفنان مدحت صالح تتر مسلسل "حضرة العمدة"، وهو من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان أحمد سعد وتوزيع أحمد إبراهيم، والمسلسل من إخراج عادل أديب وتأليف الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى ويشارك في البطولة روبي وسميحة أيوب وبسمة ورياض الخولي ونهلة سلامة ومحمد الصاوي وإدوارد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعود نجمة طرب التسعينيات الفنانة حنان ماضي في تترات رمضان وتغني لمسلسلين، الأول هو "ليل أم البنات" من بطولة سهير رمزي وناصر سيف ومحمد مهران وفريال يوسف ومحمد عبدالجواد ومن إخراج عبدالعزيزحشاد، والتتر من كلمات عبدالعزيز حشاد وألحان أشرف أبو زيد.

كما وضعت حنان ماضي صوتها أيضاً مع المطرب الشهير محمد الحلو في تتر "ضرب نار" لياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي، والأغنية من تأليف أمير طعيمة وتلحين خالد عز، وسبق أن قدم الثنائي حنان والحلو تتر مسلسل "الوسية" عام 1990.

وعاد الفنان هشام عباس ليغني تتر مسلسل "الصفارة" لأحمد أمين وطه الدسوقي، كما وضع الفنان أحمد سعد صوته على تتر مسلسل "جعفر العمدة" الذي يقوم ببطولته محمد رمضان وزينة وإيمان العاصي من إخراج محمد سامي.

وتشارك المطربة أحلام للمرة الأولى في ماراثوان رمضان، إذ غنت تتر مسلسل "مجاريح" للفنانة سعاد عبدالله والذي تنافس به ضمن مسلسلات رمضان 2023، ويشارك في البطولة أسمهان توفيق وهنادي الكندري وهند البلوشي وعبدالإمام عبدالله، والمسلسل من تأليف جمال سالم وإخراج عيسى ذياب.

 

 

وتغني الفنانة أصالة تتر مسلسل "تلت التلاتة" للفنانة غادة عبدالرازق، وسيعرض العمل في النصف الثاني من رمضان، كما وضع الفنان حكيم صوته على تتر الجزء الثاني من مسلسل "رمضان كريم"، كما حدث في الجزء الأول الذي عرض منذ سنوات، أما الجزء الثاني فمن ﺇﺧﺮاﺝ سامح عبدالعزيز وتأﻟﻴﻒ أحمد عبدالله، ويشارك في البطولة سيد رجب ونجلاء بدر وبيومي فؤاد وسلوى عثمان وصبري فواز ومحمد لطفي وأحمد صيام.

وقدم المنشد الديني ياسين التهامي تتر مسلسل "ستهم" الذي تقوم ببطولته الفنانة روجينا ضمن مسلسلات رمضان 2023، بينما يقدم الفنان حمادة هلال للسنة الثالثة على التوالي تتر مسلسل "المداح أسطورة العشق"، وهو العمل الذي يلعب بطولته على ثلاثة أجزاء ويشارك في بطولة هذا الجزء سهر الصايغ ويسرا اللوزي ومحمد رياض وخالد سرحان.

وغنى الفنان إبراهيم الحكمي تتر مسلسل "جميلة" من ألحان عزيز الشافعي، والمسلسل من بطولة ريهام حجاج وهاني عادل وعبير صبري وإخراج سامح عبدالعزيز.

واختار صناع مسلسل "بابا المجال" المطرب الشعبي حودة بندق ليغني تتر العمل الذي يلعب بطولته مصطفى شعبان وباسم سمرة وجومانا مراد وسوسن بدر ورياض الخولي ومن إخراج أحمد خالد موسى.

وتغني دنيا سمير غانم تتر مسلسلها الرمضاني "جت سليمة"، وهو من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان عمرو مصطفى وتوزيع نابلسي، والمسلسل من بطولة محمد سلام وبيومي فؤاد وهالة فاخر وخالد الصاوي وعدد من ضيوف الشرف، منهم أحمد فهمي وأشرف عبدالباقي ومن إخراج إسلام خيري.

ويغني المطرب أمير عيد تتر مسلسل "تغيير جو" للفنانة منة شلبي، ويشارك في بطولة المسلسل ميرفت أمين وإياد نصار وصالح بكري وعدد من النجوم المصريين والعرب وهو من إخراج مريم أبو عوف.

التتر من الفكرة إلى الصوت

وعن رحلة صناعة تتر المسلسل منذ البداية وهل تتسبب الأغنية في نجاح عمل درامي، تحدث الشاعر أيمن بهجت قمر صاحب الرصيد الأكبر من تترات الأعمال الرمضانية المميزة مثل "يتربى في عزو" و"أهل كايرو" و"عباس الأبيض" و"جبل الحلال" و"العار" وغيرها من الأعمال.

يقول أيمن إنه في الماضي كان يقرأ المسلسل بحلقاته الـ 30 قبل أن يبدأ في كتابة تتر العمل، لكن مع الوقت أصبح يفهم القصة من المخرج أو المنتج أو المؤلف، أو يقرأ معالجة المسلسل ليفهم الفكرة من خلال الملخص، ثم يبدأ في كتابة الكلمات بعد التشاور مع فريق العمل أكثر من مرة، وبنسبة 80 في المئة يتم اختيار المطرب بعد كتابة الكلمات والأغنية.

 

 

ويشير أيمن إلى أنه لابد من أن يوافق على المطرب ويراه مناسباً، وفي أحيان كثيرة يرفضه إذا كان لا يليق بالعمل أو لا يرقى لمستوى الكلمات، وأحياناً يرد العمل ككل إذا لم تعجبه القصة أو الأبطال أو شركة الإنتاج.

ونوه أيمن أنه يفصل بين كونه شاعراً وكاتب أغان وبين احترافه كتابة السيناريو والحوار وتأليف الدراما والسينما، فهو يقبل أن يكتب تتر مسلسل حتى لو كان له عمل يعرض من تأليفه، وضرب مثالاً بأنه في مسلسل "فلانتينو" لعادل أمام كان هو المؤلف، ومع ذلك كتب أغنية إعلانية لحسين الجسمي بعنوان "ودي سنة الحياة" ونجحت نجاحاً كبيراً، وكذلك قدم مسرحية "سيدتي الجميلة" كإعادة سيناريو وحوار ومعالجة وكمنتج، وفي الوقت نفسه قدم أغنيات مسرحية دنيا سمير غانم "أنستونا".

وتابع أيمن، "أفصل دائماً بين احترافي أكثر من مجال فني ولا أحد يعرف أين يكمن النجاح، في التتر أم المسلسل المكتوب؟"، مشيراً إلى أن "الأغنية الخاصة بالتتر من أهم أسباب نجاح العمل، إذ يتعلق الناس بالكلمات ويتأثرون بالأغنية التي تساعد في شهرة المسلسل إذا كان جيداً، وهو ما حدث في معظم الأعمال المهمة على مر تاريخ الدراما وحتى الآن، فهناك تترات أنجح من الأعمال نفسها، وبالنسبة إلي فإن أغنية فيلم ’البلياتشو‘ مثلاً أنجح من الفيلم".

ونفى أن يتسبب تتر سيئ في سقوط عمل فني مهم وجيد، فالناس تتعلق بالأغنية إذا كانت جيدة، لكن بالتأكيد لن يضر التتر غير الجيد عملاً مهماً ومؤثراً فنياً.

وعن مشاركته في رمضان هذا العام قال "كتبت تتر وأغنيات مسلسل ’جت سليمة‘ لدنيا سمير غانم، وكذلك ’حضرة العمدة‘ وجاء بعنوان ’اللي يهري يهري‘ وغناه مدحت صالح، وقد أثار جدلاً كبيراً حتى الآن بسبب جرأة الكلمات، وكان من المفترض في البداية أن تغنيه مطربة لكننا وجدنا أن الكلمات مناسبة جداً لصوت مطرب قوي، ولم يكن هناك أفضل من صوت المخضرم مدحت صالح الذي أعتبره شريك نجاح على مدى سنوات طويلة، وأنا من معجبيه بوصفه أفضل صوت مرتبط بأجمل الأعمال والاختيارات".

وأوضح أيمن أن صناعة تترات المسلسلات ازدهرت في عصور سابقة على يد نجوم كبار من الكتاب والمطربين والملحنين مثل علي الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وحنان ماضي كمطربين، وعمار الشريعي وعمر خيرت وحلمي بكر وياسر عبدالرحمن كملحنين، ومن المؤلفين تألق سيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم، وربما ظهرنا أنا ومحمود طلعت بعد هذا الجيل وتولينا المهمة بعض الشيء في كثير من الأعمال التي يعرفها الناس.

دراسة الوضع الراهن

وحول أهمية تترات المسلسلات الرمضانية والأخرى التي تعرض خارج الموسم وكونها صناعة شبه منفصلة ولديها سوق كبير يعتمد على درس الوضع الراهن و"الترند" وأعمال النجوم وحاجات المشاهدين، تحدث الناقد أحمد سعد قائلاً إن "تتر المسلسل عامل جذب والناس تتغنى بكلماته في الشوارع لدرجة أن العمل يعرف بصوت مطرب معين، وهذا يحدث منذ سنوات طويلة ولا يزال في ذاكرتنا تتر مسلسل ’ليالي الحلمية‘ بصوت محمد الحلو، وأيضاً مسلسلات ’المال والبنون‘ و’ذئاب الجبل‘ و’الشهد والدموع‘ و’أبو العلا البشري‘ و’مسألة مبدأ‘ لعلي الحجار، وهناك أمثلة كثيرة جداً تمثل أيقونات خالدة في تاريخ الدراما والغناء أيضاً مثل مسلسلات ’أرابيسك‘ و’غوايش‘ و’زيزينيا‘ وغيرها من الأعمال، لهذا فأهمية التتر وفكرته ليست أمراً حديثاً أو مفاجئاً، لكن التحديث المستمر في وسائل النشر ساعد في أن يكون التتر أكثر شهرة وتأثيراً في الجمهور، وأصبحت المسلسلات تستفيد بشكل أكثر من شعبيته، وكم رأينا أعمالاً ضعيفة فنياً لكن أغنيات تتراتها كانت الأكثر جماهيرية، وقد تساعد الأغنية القوية في تدعيم العمل لكن ليس معنى ذلك أن يفشل عمل ما بسبب أغنية تتر سيئة إذا كان العمل قوياً في البناء الدرامي والأبطال والتفاصيل الفنية".

 

 

وشدد سعد على أن هناك صراعاً محموماً على المطربين قبل شهر رمضان، فكل مسلسل يحاول القائمون عليه استقطاب النجم الأشهر ليغني التتر، وقد توضع موازنات كبيرة لذلك ضمن أولويات منتج العمل، وفي رمضان هذا العام نجد أن الصراع على أشده بين المنتجين، فمنهم من فكر في تقديم مطرب ذائع الصيت في الأغاني الرمضانية للمسلسلات مثل أحمد سعد في ’جعفر العمدة‘ من بطولة محمد رمضان، على رغم أن رمضان يغني وكان من الممكن أن يقدم التتر، لكن شعبية أحمد سعد في التترات تحديداً تمثل عامل جذب لا يمكن مقاومته لدى صناع الأعمال الدرامية، ووجود مدحت صالح مطرباً لتتر ’حضرة العمدة‘ على رغم  أن بطلته مطربة، وهي روبي، تأكيد على فكرة أن صالح نجم تترات مميز ومستمر على مدى سنوات طويلة، ونجاحه في هذا المجال منفصل تماماً عن نجاحه كمطرب مميز له أغنيات وألبومات وحفلات، وكذلك لا علاقة لنجومية صالح في التترات بكونه أيضاً ممثلاً مهماً منذ بداية عهده بالتمثيل وحتى الآن".

وتابع سعد أن هناك دراسات للسوق الدرامية والغنائية تحاول فهم رغبات المشاهدين واللعب بالمضمون أحياناً، أو اللعب بما هو غير موجود مثل النوستالجيا والاستعانة بمطربين غائبين عن الساحة منذ فترة، وهذا حدث في رمضان هذا العام بمسلسل "ضرب نار"، إذ تمت الاستعانة بحنان ماضي مطربة التسعينيات الشهيرة في غناء التتر، وكذلك عاد محمد الحلو في المسلسل نفسه مع حنان ليكونا ثنائياً غنائياً شهيراً ارتبط به الجمهور في عصر الدراما الذهبي، وكذلك عاد هشام عباس في تتر مسلسل "الصفارة"، وبالتأكيد هذه عودة وحنين إلى الماضي وأصواته، وفي الوقت نفسه لعب بأدوات غير مستهلكة.

مشروع خاص

الناقد أحمد عاشور أكد أن تتر العمل في غاية الأهمية، ويكون ناجحاً عندما يتواكب ويتناسب مع الأحداث وطبيعة الدراما، وهو صناعة مهمة تعتمد على قاعدة ملخصها أنه لا بد من وجود صانع موسيقى ومؤلف وليس مجرد ملحن وشاعر عادي، إذ يجب فهم البيئة الخاصة بالأحداث والبطل والموضوع، لكن خروج التتر والكلمات عن هذه الشروط يجعله وكأنه عمل منفصل لا يخدم الدراما، وللأسف هناك صناع دراما يهمهم فقط صنع تتر يكون "ترنداً" حتى لو لم يخدم العمل، بل المهم أن يتم استخدامه لتحقيق مشاهدات فقط.

وقال عاشور إن ظاهرة عودة النجوم الكبار التي حدثت هذا العام خلقت حالاً من التوازن، فالناس اشتاقت لأصوات ارتبطت بأعمال درامية عظيمة مثل محمد الحلو وحنان ماضي وهشام عباس، بينما وجود محمد منير المستمر وكذلك مدحت صالح في تترات رمضان تحديداً شيء جيد جداً ومكسب للجمهور، بخاصة أن الاستمرار يخضع لعوامل الجودة التي يحرص عليها كليهما بحكم خبرتهما الكبيرة وجمهورهما العريض.

وختم عاشور بأن التتر مهم لأنه وثيقة تحمل أسماء جميع المشاركين في العمل، وإهماله بعدم عرضه بسبب ضغط الإعلانات يعد أمراً ظالماً، لكن مع الوقت بدأ تدارك هذا الشيء وعرض التتر بشكل منفصل حتى قبل عرض العمل، وفصله أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي ليعرض كأغنية مستقلة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة