Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنع يحاصر مسلسل "الفلوجة" في تونس

الأجهزة الرسمية والأمنية تتهمه بافتعال الفساد التربوي وتهريب المخدرات والانحراف

مخرجة المسلسل التونسية سوسن الجمني (سوشيل ميديا)

أثار مسلسل "الفلوجة " بعد بث حلقته الأولى، في قناة "الحوار" التونسية، جدلاً واسعاً في الصحافة التونسية، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لـ"خروجه على القيم الاجتماعية والأخلاقية" و"سعيه إلى ضرب المؤسسة التعليمية في تونس" و"محاولته ترويج الانحراف والعنف بين صفوف المراهقين".

وانتقد وزير التربية التونسي المسلسل واعتبره مسيئاً إلى النظام التعليمي في تونس وإلى التلاميذ. وقال، "ستتخذ كل الإجراءات لإيقاف المهزلة التي أساءت للعائلات"، فيما رفع محاميان دعوى قضائية أمام المحكمة الابتدائية في تونس لحظر المسلسل "نظراً إلى ما تضمنه من تصرفات خطرة على المتابعين من أطفال ومراهقين ومربين وأمنيين، وتعمده ضرب الأخلاق والتربية من خلال تعمد نشر البذاءة والتفسخ الأخلاقي الممنهج لإفساد عقلية شباب الغد، والقضاء على القيم التربوية والثقافية والأخلاق الحميدة".

ودعت نقابة قوات الأمن الداخلي النيابة العمومية إلى التدخل السريع وفتح تحقيق حول تصوير رجل الأمن وحياته على أنها غير مستقرة، ومبنية على خيانة القسم والرشوة وتصوير أبنائهم كمشاريع مجرمين"، واصفة المسلسل بكونه "عملاً تخريبياً وليس عملاً فنياً"، يستهدف القضاء على شباب تونس.

الحلقة الأولى

أما الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي، فقد أشار إلى أن وزارة التربية التونسية وقعت عقداً مع قناة "الحوار" التونسية وسمحت بتصوير مسلسل "الفلوجة" في معهد رادس بعد أن حول اسمه إلى معهد بورقيبة، مؤكداً أنه حذر وزير التربية الذي اتضح أنه لم يكن على علم بذلك، وأن مصالحه قامت بتوقيع العقد من دون إعلامه. أما الوزير السابق فقال إنه سيتوجه إلى "الهايكا" لطلب منع المسلسل لمخالفته العقد. و"الهايكا" هي الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري تأسست في الثالث من مايو (أيار) 2013 ومن مهامها تعديل المشهد الإعلامي وتنظيمه.

 

أنجزت هذا المسلسل سوسن الجمني، وهي كاتبة ومخرجة تونسية أسهمت في كثير من الأعمال الدرامية التونسية والجزائرية، أهمها مسلسل "الفوندو" الذي قامت بتأليفه وإخراجه. وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، الأمر الذي أهلها إلى إنجاز "الفوندو2"، وهو المسلسل الذي رسخ اسم سوسن الجمني في ذاكرة الدراما التونسية ووجدانها.

مسلسل "الفلوجة" شارك فيه عدد من نجوم الدراما التونسية: محمد على بن جمعة ومحمد مراد وشاكرة رماح وسارة التونسي وفارس عبدالدايم . ويتناول بعض الظواهر السلوكية لدى المراهقين مثل ترويج المخدرات والعلاقات العاطفية، وتأزم وشائج القربى بين الآباء وأبنائهم. واحتوت الحلقة الأولى على مشاهد صادمة دفعت عدداً من المتفرجين إلى الدعوة إلى منع بث المسلسل. من هذه المشاهد مشهد توزيع الأقراص المخدرة وبيعها للتلاميذ. وفي مشهد تطاول الطلاب على أستاذتهم بعد أن كتبوا على سيارتها بالإنجليزية "مرحباً بالفلوجة".

على رغم تعدد الأصوات الداعية إلى منع المسلسل فإن هناك أخرى، على ندرتها، تدعو إلى التأني وتأمل ظاهرة العنف في المدرسة، بينها المؤرخ عبدالجليل بوقرة، الذي يتوقع حظر المسلسل. ويرى في هذا تشجيع لآلة المنع والقمع على الانطلاق. يقول "لا يعلم الرأي العام أنه  إذا سلم أمره إلى آلة المنع التي، إذا اشتغل محركها فإنه لن يتوقف لأن شهيتها مفتوحة ولا حد لها. فهي تلتهم الحجر والخبز، الجيد والرديء، وسيكون إيقاف محركها عملاً صعباً ومكلفاً".

لكن كيف يقبل المجتمع أو جزء منه تهديد قيمه بحسب زعم أنصار المنع؟ يقترح بوقرة "حلولاً" أخرى لتفادي منع هذا المسلسل فبرأيه لا فائدة الآن من القول بوجود قنوات أخرى يمكن مشاهدتها وبأن على التوانسة مقاطعة ما يرونه هابطاً من البرامج التلفزيونية. فهي كلها اقتراحات غير مسموعة عندما  "يتهستر" الرأي العام . ويقترح حلاً وسطاً مثل إجبار قناة "الحوار" على تأخير توقيت البث إلى ما بعد الـ10 ليلاً، ووضع تنبيه بأنه عمل ممنوع على الصغار مشاهدته. الحلول موجودة إذا توفرت الإرادة في التصدي إلى آلة المنع الجهنمية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة