Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جانغو: مسلسل متشابك يفتقر إلى قصة جذابة

يتصدر ماتياس شونارتس الطاقم التمثيلي في هذه النسخة المعقدة التي تعيد إحياء سلسلة أفلام المخرج سيرجيو كوربوتشي

نيكولاس بينوك وليزا فيكاري وروماريو سيمبسون في "دجانغو" (إنتاجات كاتليا)

ملخص

بالنسبة إلى عشاق #الويسترن يعد " #جانغو " بمثابة رجعة مرحب بها لكن للمشاهد العادي رأي آخر

لماذا تحولت أفلام الويسترن إلى أهم نوع سينمائي في أعقاب الحرب؟ من أعمال جون فورد إلى سام بيكينباه، احتلت المناظر الشاسعة والآخاذة والسياسات اللاأخلاقية الشاشة الكبيرة، مانحة أميركا أسطورة إبداعية جديدة.

الآن، عادت أعمال الويسترن في قالب أكثر إحكاماً، وبصبغة من الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. بعد مسلسل "الإنجليزي" The English الذي أخرجه هوغو بليكس لصالح "سكاي أنتلانتك"، تعيد المنصة إحياء سلسلة أفلام "جانغو" Django للمخرج الإيطالي سيرجيو كوربوتشي على هيئة مسلسل كئيب مكون من 10 حلقات تدور أحداثها في فجر تشكل الولايات المتحدة.

تبدأ السلسلة في عام 1872 في الغرب القديم، حيث نتعرف على جون إليس (يؤديه نيكولاس بينوك)، وهو شخص شبه تبشيري خرج للتو من حطام الحرب الأهلية الأميركية، يبني مدينة فاضلة على هيئة بابل جديدة. ستكون مدينته موطناً للجميع، بغض النظر عن لونهم أو عقيدتهم أو هويتهم الجندرية أو ميلوهم الجنسية. هناك استثناء واحد متمثل في رجل يبدو أنه غير مرحب به في هذا البلد الوهمي الذي يحمل اسم زانادو Xanadu.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه جانغو (ماتياس شونارتس) الذي يصل إليها كمتشرد يعلن عن استعداده لخوض نزال حتى الموت أمام الملأ. يسأل إليس ذلك الرجل الغريب النحيل: "هل أنت جاهز لمصيرك؟". لكن عندما أظهر جانغو رأفة بخصمه المهزوم، نقض عهد إليس وكشف عن أن مصيره أعظم بكثير من مجرد مشاجرة في حانة.

قاده هذا المسار إلى فتاة شابة مخطوبة لإليس هي سارة (ليزا فيكاري)، التي تبين أنها ابنته وآخر فرد على عيد الحياة من عشيرة جانغو. سيقوده ذلك أيضاً ليصبح في مرمى إليزابيث (نومي رابيس)، مالكة الأراضي المحلية الوحشية والغامضة. يتعرف عليها المشاهدون من خلال مشهد مرتب بعناية يجري في بيت دعارة يظهر شناعتها ويحدد طبيعة العنف الذي لا يرحم الذي ستمارسه ووجهة نظر المسلسل في الحياة والموت. هذا هو عصر الرواد، حيث يستطيع الرجل تحقيق الشهرة والثروة من دون الحاجة إلى أية مقومات باستثناء امتلاكه يداً ثابتة واستعداده لإطلاق الرصاص.

الهدف من هذه السلسلة الجديدة، التي ألفها الإيطاليان ليوناردو فاسولي ومادالينا رافالي، هو إعادة صياغة أفلام الويسترن بلمسة المبدعين الإيطاليين أو ما يعرف بأفلام "ويسترن سباغيتي". في ستينيات القرن الماضي، أعاد سيرجيو ليوني كتابة قواعد هذا النوع السينمائي من خلال جلب الرقة الفنية الأوروبية إلى القصص الأميركية الخالصة. ففي نهاية المطاف، ليست أعمال الويسترن قصصاً بدائية عفا عليها الزمن عن الصراع بين الحضارة والبربرية تبدو سطحية. على العكس من ذلك، إنها تكشف كيف بنيت الحضارة انطلاقاً من البربرية، وكيف تسير الاثنتان في تناغم.

أضاف ليونيه مزيجاً من الازدواجية الأخلاقية وتكاسل حياة الترحال - ويعزز "جانغو" تلك الأفكار الأوروبية. إلى جانب الفريق الإبداعي الأساسي، يعد الممثلون الرئيسون تشكيلة ممتازة من نجوم السينما الإبداعية الأوروبية (شونارتس بلجيكي، فياكري ألمانية، رابيس سويدية وبينوك إنجليزي). يعرض العمل أمركا على أنها بلد نابض بالمهاجرين، ولوحة خام يرسم فوقها مخاوف الاستعمار الأوروبي.

يسأل إليس الوافد الجديد الذي يصيب الأهداف بدقة "على كل، أي نوع من الأسماء هو جانغو؟". فيجيب جانغو "إنه مجرد اسم". وعندما يسأل إن كان هذا اسمه الحقيق، يتردد قبل أن يقول: "إنه اسمي في هذه الحياة" (نحن نعلم من مشاهد فلاشباك يتحدث فيها بلكنة أوروبية أكثر وضوحاً أن اسمه جوليان). منذ أن لعب الممثل الإيطالي فرانكو نيرو دور جانغو في أول فيلم يحمل هذا العنوان صادر عام 1966، كان جانغو يمر دائماً كاسم مستعار يشترك به متصيدو الهاربين من العدالة الساعون إلى المكافآت والعبيد السابقون الذين يحاولون الانتقام. رؤية فاسولي ورافالي أكثر تقليدية، فعلى رغم الباروكة الفظيعة التي يرتديها البطل فإنه يشبه إلى حد كبير نمط الشخصيات التي كان يلعبها نيرو أو كلينت إيستوود - لكنها رؤية تنطوي على ذلك الشعور بتعظيم الذات. فبمجرد أن تهدأ العواصف، يصبح الغرب مكاناً لإعادة الابتكار.

لسوء الحظ، كانت النتيجة النهائية في بعض الأحيان تشبه تداخل قطع السباغيتي واختلاطها ببعضها في الصحن أكثر من فيلم ويسترن سباغيتي. غالباً ما يتم استبدال الدراما العائلية بمشاهد إطلاق نار لا داعي لها، وتأتي الشخصيات وتختفي بطلقة رصاصة. من دون العلاقة بين جانغو وسارة التي تعد الدعامة المركزية للعمل، سيكون من الصعب متابعة إدارة الأراضي ومظالم السمسرة (أو حتى الاكتراث بها) التي تؤدي إلى إراقة كثير من الدماء. كما أن قصة ماضي جانغو متزعزعة بالقدر نفسه (على كل حال، فإن تسريحة شعره أفضل في هذه المشاهد لحسن الحظ). يمكن الجدال بأن أفلام الويسترن لا تشاهد من أجل الحبكة، لكن عندما يتم مط هذه الحكاية على مدار حلقات تمتد لعشر ساعات، فإنها بحاجة إلى حل يبقي المشاهدين منجذبين.

بالنسبة إلى عشاق هذا النوع الفني، يعد "جانغو" بمثابة رجعة مرحب بها وإضافة أوروبية غير مأسوف عليها إلى القاعدة المتبعة. لكن بالنسبة إلى المشاهد العادي، من غير المرجح أن يكون هذا الإجراء دافعاً كافياً. هذه هي مشكلة السباغيتي: فعلى رغم جاذبيتها الأساسية كطبق لذيذ، فإنها قد تتحول بسهولة إلى كتلة لزجة من العجين.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة