Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تحقق "ثورة الترتيكال" الأمن الغذائي للجزائر؟

متخصصون: من البدائل الأساسية لصناعة الخبز الأبيض ويقلص فاتورة استيراد القمح المرهقة للخزانة

"الترتيكال" من الحبوب التي تزرع في الخريف ويمكنها النمو تحت الظروف المناخية السائدة بالجزائر (الغرفة الفلاحية)

ملخص

يبدو أن تمسك #الرئيس_الجزائري بضرورة تحقيق #الاكتفاء_الذاتي من الحبوب دفع المعنيين إلى البحث عن سبل غير تقليدية للوصول إلى بدائل

مع تشديد الجزائر على ضرورة التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في زراعات عدة، لا سيما الحبوب، باتت المختبرات والمشاتل الفلاحية تعمل بشكل متواصل من أجل الخروج بنتائج من شأنها المساهمة في بلوغ الهدف، الأمر الذي سمح بالتوصل إلى فصيلة من الحبوب تعرف بـ"الترتيكال" قد تحدث ثورة في الإنتاج.

من أجل الاكتفاء

ويبدو أن تمسك الرئيس تبون وحكومته بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في ما تعلق بالحبوب التي تعد ذات أهمية قصوى لما تملكه من تأثير مباشر في الأمن الغذائي، سواء في تغذية الإنسان مباشرة أو عبر تغذية الحيوانات المنتجة للحليب أو اللحوم، دفع المعنيين إلى البحث عن سبل غير تقليدية للوصول إلى بدائل تسمح بالاستجابة إلى حاجات الشعب الغذائية، وبتقليص فاتورة الاستيراد التي أرهقت الخزانة العمومية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وتوالت التجارب عبر المعهد التقني للزراعات الواسعة، إلى أن استقر الأمر على فصيلة "الترتيكال" التي تزايد الاهتمام بها بعد التجريب، وهو من الحبوب التي تزرع في الخريف ويمكنها النمو تحت الظروف المناخية السائدة بالجزائر.

سبق ذلك الاكتشاف استقدام أنماط وراثية عدة في إطار التعاون الدولي، والعمل على انتقاء أصناف تحمل الصفات المطلوبة، إذ تم في السنتين الأخيرتين اعتماد أصناف عدة من طرف المركز الجزائري للمراقبة، والتصديق على البذور والشتائل.

في السياق، يقول المكلف الاتصال بالمعهد التقني للزراعات الواسعة حسان قيرواني، إن هذا المحصول ذو فائدة كبيرة فهو غني بالبروتينات، ويعتبر من بين البدائل الأساسية لتعويض الخبز الأبيض الذي يكون مصدره القمح اللين المستورد، الأمر الذي دفع الجهات المعنية إلى توسيع إنتاج هذا النوع تدريجاً في مختلف المناطق، بخاصة أنه تم استحداث وحدات بحث ببعض معاهد القطاع الفلاحي تهتم بتنمية محصول "الترتيكال".

ما "الترتيكال"؟

يعتبر "الترتيكال" من الحبوب الناتجة من عملية تهجين القمح مع الشيلم سريع النضج، ويصل طوله إلى 1.5 متر، ومن ميزاته أنه مقاوم للجفاف وللملوحة ولا ينكسر مع الرياح بسبب ساقه السميكة مقارنة بالشعير، كما أنه لا يستهلك كميات كبيرة من الماء، وقابل للتخزين سواء كان جافاً أو أخضر، ويحتوي على قيمة غذائية أفضل بكثير من القمح اللين.

يؤكد الباحث في العلوم الزراعية أحمد علالي أن "الترتيكال" من أنجع الزراعات الكفيلة بإعادة الاعتبار للأراضي الفلاحية المتدهورة نتيجة التسربات الملحية للتربة والأعشاب الضارة، على اعتبار أنها نبتة منظفة بيولوجية للتربة لتصبح ضمن الأراضي الزراعية الخصبة، موضحاً أن التجارب أظهرت فوائد "الترتيكال" وأولها مردوده الذي يتراوح بين 80 و100 قنطار في الهكتار بالأراضي المسقية، و50 إلى 60 قنطاراً في الأراضي غير المسقية بمناطق الشمال، إضافة إلى أن قيمته العلفية تتفوق بنسبة 1.7 مقارنة بالشعير، وهو بذلك ذو قيمة علفية في تغذية الأغنام والأبقار.

ممكن ولكن

يشير الإعلامي المهتم بالشؤون الاقتصادية وليد مدكور لـ"اندبندنت عربية" إلى أن "الترتيكال" من المحاصيل ذات القيمة الغذائية العلفية، فمن خصائصه قوة النمو من حيث ارتفاع النبات ومساحة سطح الأوراق وزيادة عدد الأفرع الجانبية، لذلك يمكن استخدامه كعلف أخضر متعدد لتغذية الحيوان.

ويضيف أنه تم تجريبه في الجزائر، بخاصة في محافظتي سطيف وبرج بوعريريج في الشمال، وقد أعطى نتائج محفزة لا سيما بالنسبة إلى مربي المواشي، مؤكداً أن التجارب العلمية تبشر بنجاح التجربة في انتظار تعميمها، لكن هذا لا يمنعنا من حماية الشتلات الأخرى المشهورة في الجزائر، مثل القمح البليوني وبلبشير والهضبة وواد الزناتي وبوسالم.

بلغ إنتاج القمح الصلب في الجزائر 41 مليون قنطار خلال الموسم الماضي (2021-2022)، مما يسمح بتغطية حاجات البلاد بنسبة من 90 إلى 95 في المئة. وتشير وزارة الفلاحة إلى أن 65 في المئة من القمح الصلب المنتج كاف لإنتاج العجائن، مشددة على أن الاستهلاك الكبير مطروح بالنسبة إلى القمح اللين الذي يوجه إلى صناعة الخبز. وموضحة "نستهدف تغطية 50 في المئة من الاستهلاك انطلاقاً من الإنتاج المحلي".

من جانبه، يرى المحلل الاقتصادي بوحوص بوشيخي، أن الجزائر تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح إذا جندت فقط ثلاثة ملايين هكتار من أصل 238 مليوناً من مساحتها لذلك، مضيفاً أن المساحة الفعلية للأراضي الفلاحية تبلغ نحو 8.4 مليون هكتار لكل محاصيل الخضر والفواكه والبقوليات، وأغلب هذه المساحات أراض ملكيات خاصة، وبعضها في حال تنازع وآخر مهمل، أما بالنسبة إلى بقية المساحة فهي عبارة عن غابات وجبال وصحارى. ويمكن الذهاب إلى الاستصلاح في المناطق الجنوبية، إذ يكفي تخصيص 1.5 مليون هكتار لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

خامس أكبر مستورد عالمياً

تعتبر الجزائر إحدى أكبر الدول استيراداً للقمح في العالم، خصوصاً القمح اللين الذي يوجه لإنتاج الطحين لصناعة الخبز، حيث تستهلك من تسعة إلى 12 مليون طن سنوياً من القمح بنوعيه اللين والصلب، وغالبية القمح اللين مستورد من الخارج، وخصوصاً من فرنسا وكميات محدودة من كندا.

ويبلغ متوسط الاستيراد السنوي من القمح، بحسب بيانات رسمية، قرابة 7.8 مليون طن سنوياً بنوعيه، إذ يشكل الاستيراد في المتوسط 75 في المئة من الاستهلاك.

في المقابل تقدر وزارة الزراعة الأميركية أن استهلاك الجزائر من القمح في موسم 2022-2023 سيكون 11.15 مليون طن، مصنفة الجزائر في المرتبة الخامسة عالمياً والمرتبة الثانية في أفريقيا.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي