Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طه القرني ينسج لوحاته بالمشاهد وخيوط اللون

في معرض "مَقام" يعمل على فن الخيامية والجبلان في التراث المصري

لوحة من معرض طه القرني (خدمة المعرض)

ملخص

معرض "#مَقام" يعمل على فن #الخيامية و#الجبلان في التراث المصري

طه القرني فنان دائم البحث عن صيغ فنية تتجاوز في كثير من الأحيان الأطرالمعتادة، فهو صاحب تجربة تتسم بالمغامرة والتجريب والنأي عن النمطية. في سعيه لتجاوز هذه الأطر يخوض الفنان  في معرضه "مَقام" الذي يستضيفه حالياً غاليري آزاد في القاهرة حتى آخر الجاري، مغامرة فنية جديدة لا تختلف تشويقاً عن سابقاتها. تتمثل هذه التجربة الجديدة في لوحات الجوبلان والخيامية، وهما وسيطان مختلفان يتعامل معهما الفنان لأول مرة. ولوحات الجوبلان هي وسيلة جمالية قديمة استخدمت في تزيين الجدران، وانتشرت قديماً في قصور النبلاء والأرستقراطيين نظراً لكلفتها العالية ودقة صناعتها. والجوبلان هو نوع من النسيج عرفته معظم الحضارات القديمة يصنع بخيوط من الصوف الملون لإنجاز أشكال ورسوم. تراوح هذه الأشكال والرسوم بين الزخارف التقليدية والمناظر الطبيعة الزاخرة بالحركة والتناغم، وتتوقف قيمة الجوبلان على براعة الصنعة ودقة النسيج. أما الخيامية فهي أحد الحرف التقليدية التي كانت منتشرة في مصر قديماً وارتبط ظهورها بكسوة الكعبة، وتعتمد على رسم الأشكال والزخارف، عن طريق قصاصات الأقمشة الملونة. هما وسيطان تراثيان تقليديان ومتداولان، اعتدنا أن يكونا إما حاملين لمحتوى بصري لا يتمتع غالباً بالأصالة، أو محتوى مُغرق في التبسيط وبأسلوب زخرفي أو فطري.

وسيطان من التراث

 

الفنان طه القرني انتبه إلى هذين الوسيطين وتعامل معهما بجدية تامة، مستكشفاً بدأب، الإمكانات التي يمكن أن يتيحها كل وسيط منهما لفنان مغامر ومنقب عن مسارات مختلفة للرسم. هي صيغ جديدة للعمل التصويري، لكنها تتوافق مع مسار تجربته الإبداعية المغامرة والمُنقبة عن جواهر الموروث الشعبي. في هذه الأعمال تتحول لوحات الجوبلان والخيامية من وسيط هامشي إلى مساحات إبداعية تتمتع بطبيعة خاصة. يقتنص الفنان هذين الوسيطين من إطار الحرفة والتوظيف النمطي إلى براح الابتكار فيحولهما إلى مساحات زاخرة بالتجريب والإبداع. هي مغامرة مختلفة بلا شك قد تفتح المجال لمسارات جديدة وملهمة تضاف إلى مسيرة الفنان وسعيه المستمر للبحث والتجريب.

 

على الرغم من هذا التنوع والرغبة في تجاوز الأطر التقليدية على مستوى البناء التصويري أو الموضوعات، تظل الطبيعة الشعبية في أعمال الفنان طه القرني سمة مشتركة ومستمرة؛ وهي سمة تُميز تجربته الفنية منذ البداية. لوحات طه القرني تنتمي دائماً إلى الناس والشارع؛ هي لوحات تتلمس هذه الروح الشعبية المميزة وتؤطرها في معالجات بديعة ودالة. في هذا المعرض يستمر الفنان في استلهام هذه الروح الشعبية بتقديمه كذلك لمجموعة متنوعة من أعمال التصوير المنفذة بالأساليب التقليدية، وهي أعمال تحمل بصمته المميزة في الرسم، وتؤكد أسلوبه الذي بدا أكثر ميلاً إلى الهدوء والاختزال خلال السنوات الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تزخر لوحات الفنان طه القرني عادة بالكثير من التفاصيل، ولا شك أن هذا الازدحام أوالتشابك بين العناصر على سطح اللوحة يولد توتراً ينعكس على رؤيتنا ومشاعرنا تجاه أعماله، وخاصة تلك الأعمال البانورامية التي تَمَيز بها. ورغم هذا الاشتباك بين العناصر في أعمال طه القرني، إلا أننا لا نشعر في حقيقة الأمر بوطأة هذا التشابك والازدحام، لكونه يُحيلنا إلى عديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام المرتبطة بموضوع اللوحة،  فيتحول هذا التوتر الناجم عن اشتباك العناصر إلى فعل إيجابي يدفعنا إلى مزيد من التأمل.

تتسم التجربة التصويرية لطه القرني بالمرونة في انتقالها بين أطوار أوأساليب بناء مختلف، من أسلوب بناء ملتزم بالتعاليم الأكاديمية في تجاربه الأولى إلى إفساحه مجالاً أرحب للتجريب. ان تجربة طه القرني التصويرية هي تجربة متفردة بلا شك، لقدرة صاحبها في توظيف مهاراته في الرسم والاستيعاب المتقن للقواعد المدرسية، في تصوير الجسم البشري والوجوه ضمن إطار جامع ودال، ناهيك عن هذه التحولات الأسلوبية في صوغ العناصر التي تخللت تجربته منذ حضوره اللافت على الساحة الفنية في مصر وحتى اليوم.

تخرج الفنان طه القرني في كلية الفنون التطبيقية قسم الديكور، وحصل على درجتي الماجستير ثم الدكتوراه. عمل مستشاراً فنياً للعديد من البرامج التلفزيونية والصحف المصرية. اشتهر القرني بجدارياته ذات المساحات الكبيرة. عرضت أعماله في العديد من العواصم العربية والأجنبية، وأقام أكثر من ثلاثين معرضاً فردياً لأعماله.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة