Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجار الخردة في الأردن بين ثقافة العيب والربح القليل 

يترك السريحة المدارس ويتوجهون إلى العمل في سن مبكرة

البحث في القمامة عن أي شيئ يُباع (أ ف ب)

ملخص

يتجول #السريحة سيراً على الأقدام أو في سيارات قديمة في #العاصمة_الأردنية لجمع #الخردوات وشراء المعادن مثل #الحديد و#النحاس و#الأجهزة_الإلكترونية.

تجار الخردة أو جامعو النفايات مع وجود فروق بين الطرفين، منهم من يجر عربة بدائية ويتجول في الشوارع والأرصفة ويتفقد حتى الحاويات، وآخرون يتجولون بسيارات قديمة أو نصف نقل حديثة، ومنهم من يتعامل مع المصانع والفنادق ويتقدم لمزادات بمبالغ تصل إلى مئات آلاف الدولارات. 

لكنهم جميعاً لا يعترفون بثقافة العيب ويؤكدون أن مهنتهم هذه مرتبطة بالفقر والحاجة وليس بأي شيء آخر. أبو كرم وأبو جواد وأبو فراس وغيرهم عشرات ألوف "السريحة" يجوبون أحياء العاصمة الأردنية عمّان بكل أزقتها ليشتروا بثمن بخس معادن مثل الحديد والنحاس والألمنيوم، أو حتى أشياء أكبر حجماً مثل الثلاجات التالفة والغسالات وخزانات المياه، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية التي باتت جزءاً مهماً من عملهم بعد تطور ثقافة الاستهلاك حديثاً ودخول ثقافة إعادة التدوير إلى مجال عملهم. 
 
ما بعد الشراء
 
بعد شراء تلك المواد يتوجه بعضهم إلى محال تجارة الخردة لفرز بضائعهم ووزن ما لديهم على القبان، أو يذهب آخرون مباشرة إلى ساحات الخردة التي يمتلكها أقاربهم. 
يقصد أبو كرم منطقة الخردوات في الحي الذي يسكن فيه في منطقة مخيم الوحدات بعد أن تصل حمولته إلى الوزن المطلوب، فعربته البدائية التي يدفعها بيديه وتسير على عجلات ثلاث مطاطية، تستطيع أن تحمل ما يزيد على 50 كيلوغراماً وتؤمن له ربحاً يومياً يقدر بـ15 إلى 40 دولاراً، إذ إنه يعمل أحياناً من الصباح وحتى الرابعة عصراً، أو ربما يمتد عمله أكثر من ذلك وحتى ساعات المساء. 
 
 
أما أبو جواد الذي ترك المدرسة حين كان في المرحلة الإعدادية وتكفل والده وإخوته بتعليمه المهنة، فيواظب على عمله بحرص شديد، إذ يتجول بسيارته الكبيرة بشكل يومي منذ ما يقرب من 10 أعوام. يرافقه ولداه المسؤولان عن حمل الأغراض الثقيلة والأثاث المستعمل من المنازل وأحياناً من الطوابق المرتفعة أو حتى من أسطح البنايات. لا يصرح أبو جواد بمقدار ربحه، لكنه يؤكد أن كلف صيانة السيارة وأجرة الشغيلة واستهلاك المحروقات، لا يتركان له أكثر من ثمن علبة السجائر في بعض الأيام.
 
تاجر الخردة أبو فراس
 
في المقابل يمتلك أبو فراس مؤسسة لشراء وبيع الخردة ولديه ساحة يخزن بها البضائع عبارة عن هنغار متوسط الحجم ودونمات عدة من الأرض الفارغة وغير الممهدة، ولذلك يسميها هو وأولاده وشغيلته "الأرض"، كما يخزن قليلاً من البضائع في منطقة سكنه من خلال بعض الغرف المهجورة في منزل قديم تحول إلى معرض صغير للقطع المستعملة والخردوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ذلك يؤكد هو أيضاً أن مبيعات "الأرض" لا تتجاوز في بعض الأيام 15 دولاراً، فالكساد منتشر والأشغال تتراجع بسبب الضائقة المالية التي يعانيها بعض المواطنين الأردنيين. 

لكن أبو فراس تحول منذ فترة إلى متعهد يتعامل مع عدد من الفنادق والشركات ليعوض شيئاً من خسائره، مؤكداً أن تجار الخردة الكبار من أصحاب الشركات الكبيرة هم من يستحوذون على الربح كله، فهذه التجارة تدر ذهباً، بخاصة حين تتعامل مع مشاريع إعمار كبيرة. 
 
جامعو النفايات 
 
لا يعد هؤلاء من تجار الخردة ولا حتى من السريحة، إذ يتجول أكثرهم على قدميه، حاملين أكياساً متفاوتة الحجم وبما يمكن لهم حمله منها، وتملأ هذه الأكياس بعلب المشروبات الغازية الفارغة وعبوات البلاستيك وما تيسر من معادن ومخلفات يمكن الوصول بها إلى أماكن البيع. 
معظم هؤلاء من كبار السن وبعض النساء اللواتي لا يمكنهن حمل أوزان كبيرة، ويؤكد أبو فراس أن ثمن الكيلو من هذه المواد نحو  دولار واحد، ونظراً إلى خفة وزنها فإن المردود منها قليل ولا يذكر. 
 
 
مع ذلك تزايد عدد جامعي النفايات وبدأت السلطات الأردنية بتقييد حركتهم حفاظاً على المنظر العام وعلى سلامتهم، إذ يتعرض كثير منهم لأمراض وأوبئة بسبب تلامس أجسامهم مع حاويات القمامة. وتعد الأخطار الصحية أكبر مشكلة تواجه القمامين وجامعي النفايات، إضافة إلى بعض الأخطار الأمنية، إذ إن هناك جهات رقابية حكومية تتابع نشاطهم عن قرب مثل شرطة البيئة والتنمية الاجتماعية.
 
أخطار المهنة وصعوباتها
 
في سياق متصل يتحدث بعض تجار الخردة الصغار عن وجود مصاعب كثيرة ومعوقات في عملهم، فأبو جواد يتعرض أحياناً لمضايقات بسبب مكبرات الصوت التي يشغلها أثناء التجوال بسيارته، ومع أنه لم يحصل على أي مخالفة من قبل، إلا انه تلقى تنبيهات بإقفال المكبرات أكثر من مرة والتهديد بالحبس أحياناً.
ويؤكد أنه تعرض كثيراً للإهانة من قبل الناس جراء ذلك، لكنه يعد ذلك جزءاً من العمل، إضافة إلى أن بعض المواطنين يتجنبون إدخال "السريحة" إلى منازلهم لأن قسماً منهم يدخلون البيوت بحجة شراء الخردة غير أن عملهم الحقيقي السرقة، إذ يرصدون المكان حال دخوله ويعودون لاحقاً لسرقته.

المزيد من منوعات