Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحوت" يضع بريندان فريزر على بعد خطوات من الأوسكار

 دور عبقري قدمه الممثل العائد إلى النجومية في فيلم الأميركي دارين آرنوفسكي

بريندان فريزر إلى الواجهة مجدداً عبر دور تراجيدي متقن (موقع الفيلم)

ملخص

يقدم الممثل # بريندان_فريزر في فيلم #الحوت، شخصية #رجل يعاني #السمنة_المفرطة، يحاول ترميم علاقته مع ابنته التي هجرها منذ سنوات بسبب علاقة #مثلية.

في عمله الجديد "الحوت" (The Whale)، يعيد المخرج الأميركي دارين آرنوفسكي، الممثل بريندان فريزر إلى الواجهة، عبر دور تراجيدي متقن، دور قد يمنحه جائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل في 12 مارس (آذار) الجاري.

اقتبس الفيلم عن مسرحية للكاتب صموئيل دي هانتر (كاتب السيناريو أيضاً) عام 2012، تحمل العنوان ذاته، ويبدو أن آرنوفسكي فضل أن يبقى مخلصاً للنص الأساسي والفكرة الأساسية. فالعمل قائم على ست شخصيات بين دور رئيس وأدوار مساندة لكل منها حكاية، في شقة صغيرة أشبه بمسرح مغلق، مع القليل من المشاهد الخارجية.

القصة

تدور أحداث العمل حول مدرس لغة إنجليزية يجمع المال من دروس توجيهية عبر الإنترنت حول كتابة المقالات لطلاب جامعيين. يعيش تشارلي (بريندان فريزر) وحيداً في شقة ضيقة، بعد أن هجر زوجته وابنته للعيش مع حبيبه لما تبقى من عمره. يموت الحبيب بعد سنوات من العلاقة، ويبقى تشارلي وحيداً، كئيباً، يعاقب نفسه بالتهام كميات كبيرة من الطعام، إلى أن يصل إلى مرحلة السمنة المفرطة، ويصاب بأمراض مختلفة جراء ذلك، ووصوله إلى مرحلة انعدام الحركة.

 

 

تساعد تشارلي صديقته الممرضة التي تهتم بأموره الصحية، ويظهر في العمل أيضاً شاب مبشر يطرق باب تشارلي، معتقداً أن خلاصه سيكون عن طريق العودة إلى الدين والتوبة. وهنا تظهر شخصية مختلفة لتشارلي البعيد من الدين، والمقبل على الحياة من منظور مختلف.

يركز مخرج الفيلم آرنوفسكي على التفاصيل الصغيرة لهذه الحالة المرضية، السمنة المفرطة، ويساعده على ذلك التمثيل العبقري الذي قدمه فريزر، بكل ما للحالة من انفعالات وتقلبات وأصوات.

 

 

غطي جسد الممثل العائد إلى النجومية بـ270 كيلوغراماً من الدهون الاصطناعية، مع ست ساعات يومياً من التجهيز قبل التمثيل. اللافت في الشخصية أنها تقدم إحساساً مأسوياً بالتعثر، التعثر بكل شيء وأي شيء. صعوبة الحركة والاستعانة بآلة طويلة لإحضار الأشياء البعيدة وصعوبة مضغ الطعام والتعثر عند الحركة أو المشي والنوم على الكرسي وعدم عيش حياة طبيعية.

يحاول تشارلي خلق علاقات له في الحبس - الشقة التي لا يغادرها أبداً - مع عصفور خارج النافذة، أو عامل توصيل بيتزا، يتكلم معه من خلف الباب. عدم الرضا والشعور بالأمان يسيطر على الشخصية، كأن ما يقدمه تشارلي عقاب لما فعله سابقاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال دروس الأونلاين لا يستعمل تشارلي الكاميرا، تبقى شخصيته مجهولة بلا شكل، فقط صوت جميل خافت لكنه مسموع. يتكلم مع طلابه عن الحاجة إلى الكلام بصدق والتعبير عن المشاعر الحقيقية. وهنا تظهر قوة علاقته بابنته، إذ كل هذه الدروس وتجميع المال هو لها، كي يشعرها بأمان لم يشعر به سابقاً. إعادة ترميم علاقته مع ابنته في هذه الشقة الضيقة تمر بمراحل صعبة، فالفتاة لم تتقبل هجرة أبيها لها أو لأمها للعيش في علاقة مثلية.

ثمة عاطفة كبيرة في الفيلم، بخاصة في المشاهد التي تجمع تشارلي بابنته، كلامه معها وتقبله شخصيتها المتقلبة والتعبير عن حبه لها بالكتابة وإعجابه أيضاً بما تكتبه.

أبعاد نفسية

نجح المخرج في تقديم أبعاد نفسية للشخصيات التي قدمها، وبرز ذلك بشكل كبير في دور بريندان فريزر، وهذه تيمة يتميز بها دارين آرنوفسكي، وبرزت في أفلام كـ"البجعة السوداء" و"المصارع". يحب هذا الرجل رعب الجسد، إظهار ما فيه من طاقة خفية، واستعمال الشخصيات لنبش كل السواد فيها.

 

 

اللافت في العمل جديته في تناول الدراما، والمساحة اللازمة لكل شخصية وتقديم كل ما لديها. لا يبتعد آرنوفسكي كثيراً عن إثارة الهلع لدى المشاهدين، وهذا أحد العناصر التي طالما برع في التعامل معها جيداً. شخصياته تعاني اضطرابات نفسية، وغالباً ما تكون أفلامه مأسوية.

قدم المخرج شخصية تشارلي بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والحياتية واليومية أيضاً، شرح الشخصية بكل تفاصيلها، إلى أن أصبحت غير قادرة على السيطرة على نفسها، فراحت تأكل بنهمٍ حتى الانفجار.

تماماً كما حصل في فيلم "البجعة السوداء"، حين تفقد راقصة الباليه "نينا" عقلها وتصبح غير قادرة على السيطرة على نفسها، بعد أن تقمصت دورها تماماً. وينتهي دور البجعة السوداء بالتضحية بالنفس، إذ تتوحد "نينا" مع البجعة السوداء لتشاركها مصيرها.

بداية جديدة

حصل فيلم "الحوت" على تصفيق حار بعد عرضه الأول في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي نهاية السنة الماضية، جزء من تلك الحفاوة بسبب المنجز الفني للمخرج دارين آرنوفسكي، ولكن الجانب الآخر كان موجهاً لبطل الفيلم الممثل بريندان فريزر (54 سنة) الذي غاب عن الأنظار سنوات حتى نسيه الجمهور والنقاد، ليعود بفيلم كبير.

يقول الممثل الأميركي الكندي العائد إلى الأضواء،  لـ"بي بي سي نيوز"، إنه يأمل في أن يسهم فيلمه الجديد في "إنهاء التحيز ضد الأشخاص الذين يعانون السمنة".

 

 

وفي إشارة إلى شخصية تشارلي يوضح أنه شعر بالحاجة إلى "أن يكون صوت الذين يعيشون بالطريقة التي يعيشها تشارلي"، مضيفاً أنه أراد تقديم الشخصية "مع حفظ كرامته واحترامه، وبطريقة لم يسبق أن شاهدنا بها مثل هذه الشخصية تقدم على الشاشة".

بدأت مسيرة فريزر السينمائية عام 1991 بدور بحار متجه إلى فيتنام في فيلم "قتال جوي" Dogfight، كان دوراً صغيراً ولكنه أهله للبطولة بعد ذلك بعام واحد فقط في فيلم الكوميديا "إنسينو مان" Encino Man الذي لعب فيه دور رجل كهف من زمن "ما قبل التاريخ" وقد ذاب فجأة في الحاضر، وقد حقق العمل نجاحاً جيداً، وفي الوقت ذاته مثل دوراً رئيساً مع مات ديمون في "علاقات مدرسية" School Ties.

وفي عام 1994 توسع أكثر بالأدوار المتوسطة في أفلام لم تحقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، منها ستيف نبراسكا بفيلم "الكشاف" The Scout ومونتغمري كيسلر في "مع مرتبة الشرف" With Honors، وشارك آدم ساندلر وستيف بوسيمي بفيلم "إيرهيدز" Airheads ، لكن أول أفلامه التي حققت إيرادات عالية لدرجة لافتة كان عام 1997 مع الفيلم الكوميدي "جورج من الغابة" George of the Jungle المقتبس من مسلسل رسوم متحركة بالاسم ذاته.

 

 

أول أعماله التي حظيت بإعجاب النقاد كان فيلم "الآلهة والوحوش" Gods and Monsters المقتبس من قصة حقيقية، إذ يروي الأيام الأخيرة من حياة مخرج الأفلام جيمس ويل، وينقل تجربته خلال الحرب العالمية الأولى.

وربما لا يتذكر الجمهور فريزر في كثير من الأفلام السابقة، ولكن هناك علامة لا تنسى بمسيرته لأكثر من جيل وهو "المومياء" The Mummy عام 1999 والجزء الثاني "عودة المومياء"The Mummy Returns عام 2001، واللذان يعتبران أعلى أفلامه إيراداً على الإطلاق.

اعتداء واختفاء وقائمة سوداء

عام 2018 وبعد انتشار حركة "أنا أيضاً" #MeToo التي غيرت وجه هوليوود كما نعرفها، صرح فريزر بتعرضه لاعتداء جنسي، فخلال لقائه مع مجلة "جي كيو" GQ أشار إلى قيام الرئيس السابق لرابطة الصحافة الأجنبية بهوليوود "أتش أف بي أي" HFPA المسؤولة عن تقديم جائزة "غولدن غلوب" Golden Globe فيليب بيرك بملامسته في مأدبة غداء أقيمت بفندق بيفرلي هيلز عام 2003.

وعلى رغم أن فريزر قال إنه كان قادراً على إزالة يد بيرك فإن الحادثة أرعبته، وقال "شعرت بالمرض... شعرت كأنني طفل صغير... وكأن هناك كرة في حلقي... ظننت أنني سأبكي"، مضيفاً أنه أخبر زوجته آنذاك بالحادثة "شعرت وكأن أحدهم قد ألقى عليَّ طلاءً غير مرئي".

وقال فريزر لـ"جي كيو" إنه فكر في نشر قصته علناً بعد فترة وجيزة من حدوثها، لكنه تراجع في النهاية. وعام 2003 في وقت الحادثة ذاته طلب ممثلوه من "أتش أف بي أي" اعتذاراً مكتوباً، وبالفعل كتبه بيرك وقال فيه "لن أعترف بارتكاب أي مخالفة، ولكن إذا كنت فعلت أي شيء أزعج السيد فريزر فلم يكن ذلك مقصوداً وأنا أعتذر".

تعرض فريزر بعد هذا إلى حوادث أخرى سلبية منها طلاقه اللاحق ووفاة والدته، الأمر الذي أدى إلى إصابته بالاكتئاب إلى جانب مشكلاته الصحية، مما سبب في النهاية توقف مسيرته المهنية.

وقد فسرت عديد من الصحف والمواقع الإلكترونية ومستخدمي وسائل التواصل إدراج فريزر بالقائمة السوداء من هوليوود بسبب اتهامه ضد بيرك، وهو ما ينفيه الأخير.

المزيد من سينما