Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوات حقوقية لإنقاذ "حفيدات بلقيس" من براثن الحوثي

122 منظمة تكشف عن فظائع تمارسها الميليشيات بحق المرأة اليمنية وتطالب العالم بالوقوف ضد الانتهاكات الممنهجة

الصراع المستمر في اليمن أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم (اندبندنت عربية)

ملخص

تزامنا مع #اليوم_العالمي_للمرأة يؤكد المركز الأميركي للعدالة اختطاف ميليشيات #الحوثي آلاف النساء اليمنيات وإخفائهن في سجون سرية يتعرضن فيها للتعذيب بما في ذلك الاعتداءات الجنسية.

تنزوي المرأة اليمنية كغصن كسير، تكابد طقوس المرارات في بلد كانت أعظم ملوكه "امرأة"، فتداري حفيدات بلقيس دمعاتهن الحارقة، بعدما صرن مشردات بفعل المعارك التي التهمت البلاد على مدى ثمانية أعوام، سواء في مخيمات النزوح أو في قرى تفتقد إلى أبسط معايير الحياة الكريمة ومدن تكتظ بالفقر والأوبئة القاتلة، وتفاقم معاناتهن في ظل الانتهاكات المريعة التي تمارسها بحقهن ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.

انتهاكات جسيمة

في ترجمة للمستوى غير المسبوق لحجم الانتهاكات الواقعة بحقهن، طالبت 122 منظمة مجتمعية ومدنية، ‏المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي وهيئات حقوق الإنسان بإدانة الممارسات الإجرامية التي تتعرض لها النساء في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وممارسة ضغط حقيقي على قيادات الميليشيات لإجبارها على وقف انتهاكاتها الجسيمة ضد المرأة واتخاذ إجراءات رادعة بحقها.

وقالت المنظمات في بيان مشترك صدر أمس الأربعاء تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة إنها تدين "بأشد العبارات الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد النساء اليمنيات ومنها العنف بجميع أشكاله والتضييق والتمييز وتقييد الحريات وحرمانهن من الحقوق التي كفلها الدستور".

وتطرق البيان إلى انتهاكات ممنهجة تمارس ضدهن "بما في ذلك تقييد سفر المرأة من دون ولي أمر ومنع الوصول إلى الرعاية الصحية والإنجابية والمنع من العمل والفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وتعزيز المواقف المعادية للمرأة".

 

 

مصيرهن السجن

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، دأبت الميليشيات على استجواب النساء المسافرات بمفردهن وتفتيشهن، على رغم أن القانون اليمني لا يشترط أن تسافر المرأة مع أحد من أفراد الأسرة أو مع وصي، كما أن الميليشيات تطالب مرافقي النساء بإثبات ارتباطهم بهن من خلال الوثائق الشخصية أو وثائق الأسرة أو عقود وشهادات الزواج، وتعرضت النساء للتهديد بلغة مسيئة والسجن في جهاز الأمن والاستخبارات إذا غادرن صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية من دون محرم، وفقاً لبيان المنظمات.

المنظمات الحقوقية اتهمت الجماعة الحوثية بأنها "تبنت مقاربة تمييزية تجاه مكانة المرأة بهدف خنق النساء والفتيات ومحوهن من المجال العام ووصفتهن بأنهن كيانات غير مكتملة أو بشرية وأنهن يجلبن العار والشر لدرجة أن الميليشيات صادرت العارضات البلاستيكية التي تعرض الملابس في المحال التجارية، ومارست غير ذلك من القيود على الحريات الشخصية مثل أدوات التجميل والغناء في حفلات الزفاف واقتناء الهواتف الذكية"، إضافة إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي إذ إن "ميليشيات الحوثي تقيد أو تثبط أو تؤخر أي تدخلات إنسانية في هذا المجال وتكرس الفصل بين الجنسين في المرافق التعليمية والمطاعم وغيرها من الأماكن العامة بما في ذلك المدارس والجامعات".

منع تنظيم الأسرة

وبلغ الأمر تعديات صحية منها أن "الميليشيات الحوثية حظرت وصول المرأة إلى الرعاية الصحية المطلوبة ومنها الصحة الإنجابية ومن ذلك حظر حقن منع الحمل، مما حرم السكان في بعض المناطق من الخدمات الصحية بما فيها تقديم المشورة في شأن أساليب تنظيم الأسرة وكثفت الميليشيات القيود على بيع وتداول وسائل منع الحمل مثل الحبوب والواقيات".

اختطاف آلاف النساء

وفي بيان مماثل، أكد المركز الأميركي للعدالة اختطاف ميليشيات الحوثي آلاف النساء اليمنيات وإخفائهن في سجون سرية يتعرضن فيها للتعذيب بما في ذلك الاعتداءات الجنسية.

وذكر المركز في بيان له بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة أن "عدداً من النساء النازحات مع أطفالهن يكافحن من أجل تلبية متطلباتهن الأساسية، بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة والغذاء الكافي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل البيان عن رئيسة المركز لطيفة جامل قولها إن "يوم المرأة العالمي هو يوم للاحتفال والاعتراف بإنجازات المرأة وتقدمها في مختلف المجالات، ومع ذلك، فهو أيضاً يوم الاعتراف بالصعوبات والتحديات التي تواجهها النساء في أجزاء مختلفة من العالم"، موضحة أن النساء اللواتي يعشن في مناطق النزاع مثل سوريا واليمن والعراق وإيران ومناطق أخرى، يواجهن "تحديات فريدة تتطلب اهتماماً ودعماً فوريين".

وأشارت إلى أن "الصراع المستمر في اليمن أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحيث تحمل النساء والأطفال وطأتها، وأدى الانقلاب الحوثي إلى فتح السجون والزج بآلاف النساء فيها وإخضاعهن للتعذيب والاغتصاب وتلفيق التهم التعسفية والكيدية".

ولطالما كشفت تقارير أممية ودولية عن ارتكاب ميليشيات الحوثي انتهاكات فظيعة وجسيمة بحق النساء في مناطق سيطرتها، بما في ذلك الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب الجنسي، مؤكدة أن بعض تلك الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.

أسوأ فترة

في ترجمة للمستوى غير المسبوق لحجم الانتهاكات الواقعة بحقهن، تقول رئيسة ائتلاف النساء المستقلات وسام باسندوة إن "يوم المرأة العالمي يأتي في حين تمر النساء في بلادنا بأسوأ حالاتها بسبب ما ترتكبه ميليشيات الحوثي الإرهابية التي تتبنى سلوكاً عدائياً إقصائياً ممنهجاً ضدهن".

وأضافت أن هذا الواقع لم يعد يقتصر على "إقصاء اليمنية من الحياة العامة بل بات أيديولوجيا تتعمد كسر النساء وإهانتهن إمعاناً في إذلال المجتمع اليمني بشكل عام، وهو نموذج مستنتسخ من نظيره الطالباني والداعشي ونظام الملالي بإيران".

وعلى رغم واقعهن الصعب، فإن اليمنيات، كما هي عادتهن، لا يزلن ينظرن إلى المستقبل بعيون متفائلة أملاً في غد أفضل يريح الخواطر المفزوعة والقلوب المنهكة، ولهذا جاء هذا البيان الائتلافي بمثابة المحاولة الحقوقية التي تهدف إلى "استنفار كل المنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية ليكون لها دور بإدانة هذه الفظائع بحق اليمنيات وممارسة ضغوط حقيقية على قيادات هذه الميليشيات لوقف الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها وبلغت مراحل مريعة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي