Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تداعيات الزلزال في صدور أطفال سوريا أفدح الخسائر

12 عاماً من النزاع تمنع العائلات من الخدمات الأساسية و"يونيسف": الأخطار تحدق بـ3.7 مليون طفل

يرى متخصصون أن الحاجة ماسة بعد عمليات الإغاثة وتقييم الأضرار إلى تدخل فرق إسعافية لتخفيف ثقل الكارثة (اندبندنت عربية)

ملخص

يواجه الأطفال في المدن السورية و#المناطق_المنكوبة أخطاراً كارثية كالأمراض المعدية وعدم وصول العائلات الأكثر هشاشة إلى #الخدمات_الأساسية بسبب 12 عاماً من النزاع

من الصعب التعامل مع كل هذا الرعب والهول ومشاهد الدمار الناجم عن الزلزال المخيف الذي ضرب سوريا، ولعل الصدمات النفسية في شمال البلاد وغربها تخطت قدرة الكبار على الاحتمال، بينما كان أصحاب القلوب الصغيرة من الأطفال الأكثر تضرراً بالتأكيد بعدما شهدوا رعب الزلزالين الأول والثاني، بل إن الكارثة تخطت حدود الفزع مع تداعياتها الفادحة من مقتل وتشريد للأطفال أو فقدانهم.

تحت الركام

أحصت الأمم المتحدة وجود 4500 حالة وفاة جراء الزلزال بينما تخطت الإصابات 8700 إصابة في شمال غربي سوريا حتى نهاية شهر فبراير (شباط)، ووفق بيان وزارة الصحة في مناطق تخضع للحكومة بلغت حصيلة الوفيات جراء الزلزال 1414 وفاة والإصابات 2357 إصابة، كما أعلنت لجنة الإغاثة أول من أمس أن حصيلة الأسر المتضررة في مدن حلب واللاذقية وطرطوس وحماة بلغت 91 ألفاً وتجاوز عدد المتضررين 400 ألف شخص، في حين أنقذ من تحت الأنقاض 1553 شخصاً وبات ستة أشخاص في عداد المفقودين.

أطفال في خطر

في غضون ذلك تدق المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية ناقوس الخطر حول انعكاسات هذه الكارثة على الأطفال، فحذرت المديرة التنفيذية للمنظمة الأممية للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل أول من أمس في ختام زيارة دامت يومين إلى سوريا، من أخطار متزايدة تحدق بـ3.7 مليون طفل في المناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر.

ويواجه الأطفال في المدن والمناطق المنكوبة أخطاراً كارثية كالأمراض المعدية التي تنتقل بالتلامس وعبر المياه، فضلاً عن عدم وصول العائلات الأكثر هشاشة إلى الخدمات الأساسية بسبب 12 عاماً من النزاع، مما يشكل إنذاراً بكوارث مستمرة ومتفاقمة بالنسبة إلى الأطفال المتضررين.

 

يصف عبد السلام ضويحي، هو طبيب سوري آت من ألمانيا برفقة فريق طبي في مهمة إنسانية إلى أجزاء من محافظة إدلب بالتنسيق مع الهلال الأحمر القطري، الواقع الصحي في شمال غربي سوريا بالـ"كارثي"، مضيفاً لـ"اندبندنت عربية" أن الفريق الطبي يضم سبعة أطباء سوريين من ألمانيا في تخصصات مختلفة وأسهموا في عمليات على درجة عالية من الأهمية وسط نقص حاد بالغذاء والدواء وعدم توافر حليب الأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت ضويحي إلى أن الواقع الصحي دون المستوى المأمول منذ ما قبل الزلزال بسبب النزاع المسلح ونزوح ملايين السوريين، "فحاجات المستشفيات من الأجهزة الطبية والأدوية والمستهلكات الطبية والخيوط الجراحية والشاش الطبي والتعقيم غير كافية، وبعد الزلزال أصبحت المستودعات الطبية شبه خاوية، لا سيما مع وجود 12 ألف إصابة، والقطاع الصحي مرهق والموازنة والمستودعات أنهكتا ولعل المساعدات التي تصل تفي بالغرض إلى حين".

إزاء هذا المشهد السوداوي ومع توقف أعمال الإغاثة واستقرار نسبي في صحة المصابين الناجين من الزلزال تتجه الأنظار إلى الأطفال الماكثين في الخيام أو مراكز الإيواء مع عدم توافر ما يكفيهم من المؤن والعلاج، فضلاً عن الحال النفسية السيئة التي يعانونها.

تعتقد المتخصصة في علم نفس الأطفال ندى عرابي بأن الحاجة ماسة بعد عمليات الإغاثة وتقييم الأضرار إلى تدخل فرق إسعافية بشكل منظم للتخفيف من ثقل هذه الكارثة.

 

وأردفت "عانى الأطفال أعباء الحروب والكوارث الطبيعية، بالتالي لا بد من التوجه إلى دور الإيواء ببرامج تعليمية وترفيهية ونفسية من دون أن ننسى وجود أطفال أصبحوا يتامى الأب والأم جراء الزلزال ويقطنون في مراكز خاصة بهم ويتحتم دعمهم معنوياً".

بحسب مصادر في مديرية الشؤون الاجتماعية، فإن هناك 13 طفلاً وطفلة فقدوا آباءهم وأمهاتهم بمدينة حلب وحدها ووضعوا في مراكز إقامة خاصة.

مساعدات عاجلة

إلى ذلك تسابق الوكالات الإغاثية الزمن لضخ أكبر قدر ممكن من المساعدات للمتضررين، إذ عبرت إلى الآن ما يقارب 535 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا مقدمة من قبل سبع وكالات تتبع الأمم المتحدة منذ حدوث الزلزال، بحسب منظمة "أوتشا" الدولية.

وأعلنت منظمة "يونيسف" عن حاجتها الملحة إلى 172.7 مليون دولار لتقديم الدعم الفوري المنقذ للحياة إلى 5.4 مليون شخص، من بينهم 2.6 مليون طفل تأثروا بالزلزال، وتقديم المساعدة إلى المناطق الأكثر تضرراً بما في ذلك داخل سوريا عن طريق المساعدات عبر الحدود وخطوط التماس.

وجاء في بيان صحافي لمنظمة "يونيسف" أن العاملين الإغاثيين لديها تمكنوا من الوصول إلى أكثر من 400 ألف شخص متضرر من الحرب إما بخدمات التغذية أو إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة قبل وقوع الزلزال، كما خزنت المنظمة إمدادات إنسانية ضرورية بدأت بالوصول إلى الأطفال والعائلات في الأيام الأولى للزلزال الأول، كما أرسلت شاحنات "يونيسف" التي تحمل إمدادات إنسانية لأكثر من 1.8 مليون شخص لدعم المجتمعات والأطفال في شمال غربي سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي