Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يوم للعلم في السعودية بعد عقود من الجدل

أصدر الملك سلمان أمراً باعتبار الـ11 من مارس مناسبة للاحتفال براية البلاد

أحد أكبر سواري "العلم" في عاصمة السعودية التاريخية "الدرعية" (واس)

ملخص

بعد #يوم_التأسيس واليوم الوطني #السعودية تقر احتفالاً وطنياً ثالثاً تحت اسم #يوم_العلم للاحتفاء براية البلاد

بعد أيام من احتفال السعوديين بيوم التأسيس، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً، أقر فيه مناسبة جديدة تحت اسم "يوم العلم".

وقال بيان الديوان الملكي الذي بثّته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، إن الملك أمر بعد الاطلاع على نظام العلم في البلاد أن "يكون يوم 11 مارس (آذار) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم)".

إقرار العلم 

وبرر البيان اختيار هذا التاريخ، بصفته اليوم الذي أقر فيه الشكل الحالي للراية الرسمية للسعودية.

وقال إن الاحتفال به أتى "انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس".

وأضاف "إيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية" أُمر بأن يكون 11 مارس من كل عام هو يوم العلم السعودي ويكون مناسبة سنوية.

وأكد العاهل السعودي بأن هذا التاريخ من عام 1937 ميلادية، كان اليوم الذي أقر فيه مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز العلم بالشكل الذي يرفرف اليوم.

ويتكون العلم السعودي من اللون الأخضر، بعرض يساوي ثلثي طوله، وسيف مسلول في أسفله، وشهادة المسلمين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض مكتوبة بخط الثلث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد تطور العلم بين الدول السعودية الثلاث، إذ يختلف في نوع الخط والسيف الذي لم يحضر إلا في الدولة السعودية الثالثة في مواضع مختلفة، قبل أن يستقر على الشكل الحالي في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي بعد توحيد سلطنة نجد ومملكة الحجاز.

نظام وأحكام تعلقت بالعَلم

وكان "نظام العَلم" من بين أوائل الأنظمة التي أقرها المشرع في الدولة الحديثة عام 1973 من القرن الماضي متضمناً 22 مادة، تناولت أوصافه والأصول المتعلقة برفعه فنصت المادة السادسة منه على وجوب أن "تراعى قواعد القانون والعرف الدولي في ما يتعلق برفع العَلم الأجنبي على المباني الخاصة بالممثليات السياسية والقنصلية للدول الأجنبية في المملكة، وكذلك الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية أو رفعه على السيارات الخاصة بموظفيها".

ولفتت المادة إلى أنه "فيما عدا ذلك لا يجوز رفع العَلم الأجنبي في المملكة إلا خلال الأعياد والمناسبات الرسمية بشرط الحصول على إذن من وزارة الداخلية، وأن يكون العَلم الأجنبي مصحوباً بالعَلم الوطني ومتناسباً معه في المقاس، على أن يكون للعلم الوطني مكان الشرف".

لكن إقرار رفعه على المباني والهيئات السعودية جاء بعد ذلك عام 1998، إذ أضيف تعديل ينص على وجوب "رفع العَلم الوطني داخل المملكة من وقت شروق الشمس إلى وقت غروبها في أيام الإجازة الأسبوعية والأعياد على جميع المباني الحكومية والمؤسسات العامة"، كما شددت المادة الـ 13 من النظام على أنه "لا يجوز تنكيس العَلم الوطني" أبداً بوصفه يحمل الشهادتين المقدستين لدى المسلمين، لكن رفع العَلم مع ذلك لم يكن محل جدل بالقدر الذي كان فيه الوقوف له وتحية الاحترام التي يؤديها العسكريون مسألة خضعت للنقاش والسجال الديني، بين من يعتبر ذلك توقيراً لشهادة التوحيد التي يتضمنها وللوطن الذي يرمز له، ومن يرى الوقوف له عادة غربية ينبغي تجنبها.

عاصفة الفتاوى والسجالات

وكان الأمر عادياً حين الوقوف عند الفتاوى الهامشية، لكنه صار في ما بعد نهجاً درجت عليه جماعات الإسلام السياسي والمتأثرين بأيدولوجيتها ممن يعتبرون عدم الوقوف للعلم نوعاً من الرفض الناعم لسياسات الدولة، إلا أن هذا النوع من المواقف واجه معارضة شديدة من الجماهير في عصر الـ "سوشيال ميديا" عبر حالات محدودة ظهر فيها بعض المحسوبين على التيار الصحوي وهو جالس فيما الجموع واقفة للنشيد الوطني، كما جرت العادة.

 

وكان بين أشهر المتشددين في هذا الصدد مفتي تنظيم القاعدة المثير للجدل ناصر الفهد الذي كان من بين أوائل الشخصيات التي قبض عليها بعد إعلان التنظيم حربه على السعودية عام 2003، إذ رأى أن التحية التي يؤديها العسكريون للعلم "تقليد غربي يمحق الهوية الإسلامية ويستبدلها بالفكر الغربي، لهذا فإنه يحرم أداء هذه التحية على الصورة التي يمارسها العسكريون".

لكن فقهاء سعوديين وعرب رفضوا حجج الرافضين وفندوا ذرائع المشككين في مشروعية الأيام الوطنية جملة وتفصيلاً، معتبرين إياها أعياداً مستحدثة تزاحم أعياد الإسلام المقررة دينياً، مما جعل إقرار اليوم الوطني في السعودية يوم إجازة لم يحدث إلا قبل نحو عقد من الآن.

ويدافع المؤيدون بأن "تحية العَلم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطني أمران جائزان لا كراهة فيهما ولا حرمة كما شغّب به من لا علم له، فإذا كان ذلك في المحافل العامة التي يعد فيها القيام بذلك علامة على الاحترام وتركه مشعراً بترك الاحترام، فإن الوقوف يتأكد ويتعين فعله حينئذ؛ دفعاً لأسباب النفرة والشقاق واستعمالا لحسن الأدب ومكارم الأخلاق"، وفقاً للإفتاء المصرية.

ومع أن نظام العَلم السعودي تضمن عقوبات على امتهانه إلا أنه لم يشر إلى مسألة عدم الوقوف له بوصفه من الامتهان، غير أن المعلقين على الحالات التي حدثت في وقت مضى فهموا من مادة النظام الـ 20 أنها قد تفيد بتجريم رفض الوقوف للعلم.

وتقول المادة، "كل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العَلم الوطني أو العَلم الملكي أو أي شعار آخر للمملكة العربية السعودية أو لإحدى الدول الأجنبية الصديقة كراهة أو احتقاراً لسلطة الحكومة أو لتلك الدول، وكان ذلك علناً أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور، يُعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد على 3 آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين".

ويعتبر القدح في "الدولة الوطنية" جزءاً أصيلاً من أدبيات جماعات الإسلام السياسي، فلا تعترف بحدودها ولا أعلامها ولا شرعيتها، إلا أنها في أكثر الأحيان تعبر عن ذلك تحت ذرائع مختلفة، فضلاً عن الآراء الدينية الراديكالية التي تنطلق من فهم ظاهري للنصوص الإسلامية على النحو الذي كان أقرب ما يعبر عنه في الوقت الراهن حركة "طالبان" والنظام الإيراني.

ولم تكن السعودية في وقت مضى بمعزل عن تلك الفتاوى والآراء العامة والخاصة، إلا أنها في عهدها الإصلاحي تجاوزت كل ذلك.

الأعياد الوطنية السعودية

وبإضافة يوم العلم، يصبح مجموع الأعياد الوطنية السعودية 3، بعد اليوم الوطني الذي يحتفل به في الـ23 من سبتمبر (أيلول) من كل عام، ويوم التأسيس الذي يتم إحيائه في الـ22 من فبراير (شباط).

وقد تم الاحتفال بـ"يوم التأسيس" للمرة الأولى في 2021، وهو اليوم الذي يمثل بدء عهد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون.

وقال العاهل السعودي في إعلانه قبل عام، إن الدولة السعودية الأولى تأسست في 22 فبراير 1727، ويأتي الاحتفاء به من باب "تعزيز الارتباط الوثيق بالجذور الراسخة لهذه الدولة"، وقد استمرت الدولة الأولى منذ ذلك التاريخ وحتى 1818م وعاصمتها الدرعية.

أما اليوم الوطني الذي يتم إحيائه في سبتمبر فهو يوم تأسيس الدولة السعودية الثالثة، إذ تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في الـ15 من يناير (كانون الثاني) 1902 من استعادة الرياض، لينطلق منها في حروب التوحيد التي استمرت قرابة الـ30 عاماً، وقد انتهت الحروب التأسيسية رسمياً بعد ضم الحجاز وجازان، ليصدر في الـ19 من سبتمبر 1932 أمراً ملكياً بإعلان توحيد البلاد وتحويل اسمها إلى "المملكة العربية السعودية"، وتسري هذه التسمية والشكل السياسي ابتداءً من 23 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي