Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد إلغاء فك الارتباط هل تفكر إسرائيل في احتلال غزة؟

نفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون عام 2005

انسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005 وفق خطة فك الارتباط أحادية الجانب (اندبندنت عربية)

ملخص

لم تعطِ #الفصائل_الفلسطينية في #غزة مشروع إلغاء خطة #فك_الارتباط أي أهمية، لكنها في الوقت ذاته أدرجته ضمن حساباتها العسكرية

اتخذت الحكومة الإسرائيلية في فبراير (شباط) الجاري قرارات عدة مثيرة للجدل متعلقة بالشأن الفلسطيني، وكان من بينها موافقة اللجنة الوزارية الإسرائيلية على إلغاء خطة "فك الارتباط أحادية الجانب" التي نفذتها عام 2005 وبموجبها انسحبت من غزة. فهل يعني التراجع عن هذه الخطة تفكير الجيش الإسرائيلي في إعادة اجتياح القطاع؟

من وجهة نظر السياسيين الفلسطينيين في غزة فإن إسرائيل لن تجرؤ على التفكير في إعادة اجتياح القطاع مرة ثانية، وأن تنفيذ هذه الخطوة يعني خسائر لا محدودة يتكبدها الجيش المهاجم، بينما ترى القيادة الإسرائيلية أن إلغاء خطة "فك الارتباط" يعني "تصحيح ظلم تاريخي"، أما من ناحية الجيش فلم يخفِ رئيس أركانه السابق أفيف كوخافي خطة مؤسسته العسكرية التي أعدها في شأن إعادة اجتياح غزة مجدداً.

ما خطة "فك الارتباط"؟

تعد "فك الارتباط" خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون والتي نفذها عام 2005، وتضمنت انسحاباً كاملاً للجيش والمستوطنين من قطاع غزة، إضافة إلى تفكيك أربع مستوطنات شمالي الضفة الغربية. ونصت خطة شارون، التي سلمها عام 2004 إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش ضمن مساعي إحياء عملية السلام، على إخلاء مسؤولية إسرائيل عن الفلسطينيين في غزة بالدرجة الأولى.
وتعد خطة "فك الارتباط" قانوناً في إسرائيل، إذ عرضها شارون على الكنيست (البرلمان) وحصلت حينها على تصويت غالبية أعضائه، وبموجب ذلك نفذ انسحابه من غزة. وحسب تفسير شارون للخطة، ومن تبعه من قيادات إسرائيلية، فإن هذه الخطوة لا تعني أن غزة التي تم الانسحاب منها أرض فلسطينية، بل إنها أراضٍ إسرائيلية، ولكن الواقع الديموغرافي في حينها كان يقتضي فك الارتباط للمحافظة على نقاء الدولة، وتخفيف الاحتكاك مع المسلحين في غزة.


لماذا ألغت إسرائيل "فك الارتباط"؟

في علوم السياسة يعد "فك الارتباط" خطة لإدارة الصراع، ولا يمثل حلاً بموجب قرارات الشرعية الدولية، وهو أيضاً لا يلبي تطلعات السلطة الفلسطينية أو الفصائل في غزة، ومع ذلك فإن خطة شارون أحدثت منذ إقرارها جدلاً واسعاً في إسرائيل يستمر حتى اليوم، بينما تتعالى أصوات مطالبة بإلغائها.

أخيراً، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) 2022، عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجري محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، ربط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير انضمامه إلى الحكومة بشرط إلغاء قانون "فك الارتباط"، وفي هذا الإطار قدم نواب الائتلاف الحاكم في تل أبيب قانوناً يلغي ما نفذه شارون إلى لجنة التشريع الوزارية الإسرائيلية، التي وافقت لاحقاً عليه.

ويقول تمير عيدان، رئيس مجلس "سدوت هنيغف" الاستيطاني المحاذي لحدود قطاع غزة "إن خطة الانفصال بقعة سوداء في كتاب قوانين دولة إسرائيل، ووصمة عار على جهازها القضائي، هذه الخطة البغيضة اقتلعتنا من أرضنا، وأدخلت الصواريخ من غزة إلى قلب الدولة حتى يومنا هذا، لذلك من الضروري التراجع عنها بشكل سريع، لأنها تسببت في ظلم كبير يقع علينا منذ 18 عاماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


هل تمهد لاجتياح غزة؟

فعلياً، جاء مشروع إلغاء خطة "فك الارتباط" مع الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي يعد فيه الجيش الإسرائيلي خططاً لإعادة اجتياح غزة، إذ عرض رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار على مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي كريستوفر راي، خطة تصعيد شامل مع القطاع تشمل فكرة إعادة احتلاله، كما كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي قبل مغادرته منصبه عن أن "الجيش أعد خطة كاملة لاجتياح غزة والوصول إلى كل مكان فيها". وقال لوسائل الإعلام العبرية إن "تنامي قدرات الجيش دفع المستوى السياسي في إسرائيل إلى منح المؤسسة العسكرية الضوء الأخضر للاستعداد لعملية عسكرية قريبة ضد غزة تشمل احتلال مدن القطاع".
وتزامن إلغاء خطة فك الارتباط مع معلومات أوردتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية جاء فيها أن "القيادة الأمنية تجري خططاً لإعادة إدارة قطاع غزة، وفي إطار التجهيزات تعمل على إعداد مرشحين لموقع حاكم عسكري للقطاع، وتدرس إمكانية إقامة تنفيذ الخطة بأقل خسائر بشرية ممكنة".
ويعتقد المراقبون السياسيون والعسكريون أن إلغاء خطة "فك الارتباط" يأتي في إطارين، الأول زيادة شرعنة المستوطنات في الضفة الغربية، والثاني كورقة ضغط على غزة مع الحفاظ على استخدامها بحسب الظروف والمتغيرات الأمنية.

كيف ردت الفصائل الفلسطينية؟

في غزة، لم تعطِ الفصائل الفلسطينية مشروع إلغاء خطة "فك الارتباط" أي أهمية. وقال نيابة عنها، الناطق باسم "حركة الأحرار" ياسر خلف "إن تهديدات إسرائيل لغزة لم تتوقف، وما نسمعه من أطروحات باجتياح القطاع يأتي في إطار تخفيف حجم الغضب الشعبي والهرب من الأزمات التي يعيشها نتنياهو، والتأثير في الحالة المعنوية لسكان القطاع، وأيضاً لمحاولة إرباك تفكير الفصائل المقاتلة". وأضاف "ننظر إلى تهديدات إسرائيل بخطورة بالغة ولكن لا نخافها، لأن غزة اليوم قوية وتمتلك الأدوات التي تستطيع رد العدوان، وفي حال فكر الجيش تنفيذ خطته فإن هذا سيرتد عليهم دماراً كبيراً".
وبحسب الفصائل الفلسطينية في غزة فإنها تعمل بشكل مستمر في إطار التجهيز لأي عدوان إسرائيلي. وأكد خلف أن "القوى العسكرية للفصائل تضع سيناريو إعادة اجتياح غزة كأحد احتمالات غطرسة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتضع آليات للتعامل معه ومواجهته".
وأشار ياسر خلف إلى أن "إلغاء خطة فك الارتباط مع غزة نابع من وجود حكومة أشد تطرفاً في تل أبيب، هدفها السيطرة على جميع أرض فلسطين وليس فقط جزءاً منها، لذلك هذا التوجه هو ضمن مخططات إسرائيل التي لم تتوقف"، موضحاً أنه "يجب على المجتمع الدولي الضغط على نتنياهو لوقف تفكيره المتواصل بانتهاك حقوق الفلسطينيين حتى يبقى الهدوء على حاله في ساحة غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات