ملخص
عودة التراشق السياسي بين حركتي "#حماس" و"#فتح" على خلفية سحب التصويت عن إدانة #الاستيطان الإسرائيلي.
بعد سحب #السلطة_الفلسطينية مشروع قرار إدانة #الاستيطان الإسرائيلي من #مجلس_الأمن، فتحت حركة "#حماس" النار في وجه الرئيس #محمود_عباس، واعتبرته بأنه "غير مؤتمن على القضية الفلسطينية ويجب العمل على عزله بأسرع وقت، لأنه يخدم أفكار وخطط #تل_أبيب من دون أن يحقق للفلسطينيين أي تقدم سياسي".
هذه الحملة جاءت بعد مرور خمس سنوات من الوقف النسبي للتراشق السياسي بين حركة "حماس" ونظيرتها "فتح"، إلا أن ذلك عاد من جديد وبلهجة شديدة بعد خطوات تقول "حماس" إن السلطة الفلسطينية فرطت بها لمصلحة خدمة إسرائيل، مقابل مكاسب تكتيكية وغير مضمونة.
خمس تهم
وتنتقد حركة "حماس" أسلوب تعامل السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وفي هذا الإطار وجهت خمس تهم إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهي: التراجع عن خطوات قانونية مهمة ضد إسرائيل مقابل خطط يعتقد أنها تكتيكية، وإسقاط استراتيجية محاصرة إسرائيل دولياً مقابل مكاسب غير مضمونة، وتجميل صورة تل أبيب أمام الرأي العام العالمي، والقبول في وعود سرابية، والعمل على عودة التنسيق الأمني.
يقول رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة "حماس" في مكتب غزة باسم نعيم، إن قيادة السلطة الفلسطينية قامت بالتضحية في أوراق استراتيجية لمحاصرة إسرائيل وإجبارها على التراجع عن جميع الانتهاكات التي تنفذها ضد الفلسطينيين، وذلك "مقابل مكاسب تكتيكية وغير مضمونة".
تراجع عن خطوات قانونية
ويضيف "فرّطت السلطة بمكاسب كان الفلسطينيون في أشد الحاجة لها، عندما تراجع عباس عن مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي من مجلس الأمن. لقد كانت هذه الخطوة مهمة من أجل إصدار قانون ضد إسرائيل يجبرها على وقف الانتهاكات، لكن القيادة الفلسطينية فضلت خدمة تل أبيب عن شعبها".
ويؤكد نعيم أن سحب التصويت يمثل تراجعاً عن خطوات قانونية مهمة، وأن ذلك جاء بعدما قبلت قيادة السلطة الفلسطينية بأشباه الحلول قدمتها لها إسرائيل، وهي تعتقد أنها حققت خطوات تكتيكية تخدم الشعب الفلسطيني، لكن ذلك غير صحيح، لأنها بذلك التصرف دمرت الحقوق المعترف بها دولياً.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال "إسرائيل لن تشرعن في الشهر المقبل بؤراً استيطانية، باستثناء البؤر التسع التي أعلن المصادقة عليها قبل أسبوعين تقريباً"، وإنها لن توقف "عمليات هدم المباني غير القانونية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محاصرة إسرائيل دولياً
ويوضح نعيم أنه كان بالإمكان محاصرة إسرائيل دولياً، وإجبارها على وقف جميع الانتهاكات بحق الفلسطينيين، لكن قيادة السلطة الفلسطينية لا ترغب بذلك، إذ لا تعد هذه المرة الأولى التي تتراجع فيها القيادة الفلسطينية عن خطوات دولية ضد إسرائيل.
ويلفت عضو قيادة "حماس" إلى أنه في أي مناسبة تسمح بمساءلة إسرائيل أو وجود قرارات تدينها في الأمم المتحدة، تتراجع السلطة الفلسطينية عن ذلك، ومن الملفات الشاهدة على ذلك موضوع متابعة ملف فلسطين في محكمة العدل الدولية إذ جمد عباس العمل به، كما أوقف أيضاً متابعة ملف الجنائية الدولية، وتراجع عن متابعة تقرير غولدستون. وأشار إلى أن عباس يعتقد أن نشاطه الدولي عمل أحادي يجب وقفه، بينما يطلب من إسرائيل خفض وتيرة جرائم الحرب التي تقوم بها بشكل يومي ضد الفلسطينيين.
عزل القيادة
وبحسب حركة "حماس"، فإنه بمجرد إعلان إسرائيل التوصل لتفاهمات مع السلطة الفلسطينية، قرر عباس إعادة التنسيق الأمني، ويؤكد نعيم أن هذا السلوك يقدم خدمة مجانية لتل أبيب ويعمل على تجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي، معتبراً ذلك بأنه سلوك خارج عن الإجماع الوطني، ولا يعبر عن موقف الشعب الفلسطيني.
ووفقاً لرؤية حركة "حماس"، فقد حان الوقت للتوافق على استراتيجية وطنية لعزل قيادة السلطة الفلسطينية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، ويقول نعيم إن "السلطة الفلسطينية تائهة منذ 30 سنة وآن الأوان لوضع حد لهذه المهزلة ومَن يقودها، فالمشروع الوطني ليس ملكاً حصرياً لمحمود عباس".
موقف حركة "فتح"
من جهته، يقول عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن "حماس لا تراعي الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وتنتبه بشكل مباشر إلى المناكفات السياسية وكأنها تدرك كل ما يدور في أروقة المحافل الدولية والسياسية، لكنها في الحقيقة لا تعرف أي جهد يبذله عباس من أجل الفلسطينيين وحمايتهم وفضح جرائم إسرائيل".
ويضيف "السلطة الفلسطينية وقياداتها تعمل وفق خطط تجبر من خلالها إسرائيل على وقف جميع الانتهاكات التي تمارسها بحق الفلسطينيين في المناطق كافة بما فيها غزة".
ويؤكد أبو يوسف أن "السلطة الفلسطينية تعد الأكثر حرصاً على حقوق الشعب الفلسطيني ولا تحتاج إلى نصائح من حركة حماس"، لافتاً إلى أن دعوة الأخيرة لعزل القيادة تعد محاولة لكسر الجهود التي تقوم بها في وجه إسرائيل وتجاوزاً للمشروع الوطني الذي يعمل عليه الرئيس عباس.
ويتابع أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بوقف التنسيق الأمني طالما لم تتوقف إسرائيل عن الانتهاكات التي تمارسها، مشدداً على أن خبرة "حماس" السياسية ضعيفة وتحتاج إلى وقت طويل لتتعلم مهارات السياسة التي تنتهجها السلطة الفلسطينية، "وبسبب قلة الخبرة هذه نجد أن حماس تستبق الأحداث بهجوم سياسي على نشاطات منظمة التحرير".