Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلوفينيا البوابة الشرقية للاتحاد الأوروبي في مواجهة الهجرة غير الشرعية

5345 مهاجرا استقبلتهم ليوبليانا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام

اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في لوبليانا عاصمة سلوفينيا (اندبندنت عربية)

مرة جديدة... فشل اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي المخصص لبحث قضايا الهجرة، الذي عقد في هلسنكي الخميس 18 يوليو (تموز) 2019، في التوصل لاتفاق حول إنقاذ مهاجرين، وأظهر عجز دول الاتحاد عن وضع سياسة مشتركة قادرة على التعاطي مع هذا الملف الشائك، الذي تتحمل وزر تبعاته أساساً إيطاليا وسلوفينيا بالدرجة الأولى.

الاجتماع الذي لم يتوصل لحلول لقضية استقبال المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئ الاتحاد، قابله فشل آخر برفض عدد من وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي التضامن وتقاسم أعداد اللاجئين بين الدول المجتمعة.

وزير داخلية سلوفينيا بوستيان بوكلكار أكد أن "التباين في وجهات النظر بين دول الاتحاد كبيرة جداً، بسبب رفض دول في جنوب الاتحاد استقبال المهاجرين عبر البحر المتوسط، وأن رفض آلية خاصة بتوزيع طالبي اللجوء هو من يعطل التضامن بين هذه الدول".

من جهته اعترف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانية أن "بلاده تقوم إلى جانب ألمانيا بجهود وساطة بين دول الاتحاد، للتوصل إلى حل يرضي الأطراف الأوروبية كافة، على الرغم من الفشل، الجهود مستمرة".

سلوفينيا تواجه أعباء المهاجرين

خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، استقبلت سلوفينيا 5345 مهاجراً بزيادة تقدر بحوالى 47 في المئة عن العام الماضي، وهذا الرقم سبّب أزمة في بلد لا يزال اقتصاده يعاني أزمات متعددة ويسعى بقوة لمحاولة اللحاق باقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي.

الحدود البرية التي تفصل بين كرواتيا وسلوفينيا الممتدة على مسافة 670 كلم، شكلت الهاجس الأكبر لكل الحكومات السلوفينية في السنوات التسع الأخيرة، بعد التصاعد الكبير في عدد المهاجرين جراء ما شهدته دول شرق أوسطية من أزمات، خصوصاً سوريا.

الحكومة السلوفينية تحاول تأمين حدودها مع كرواتيا عبر إقامة سياج، امتد إلى الآن لمسافة 116 كلم، وقامت ببناء حواجز ثابتة على امتداد 63 كلم، ووقّعت الحكومة قبل أيام قليلة عقداً لبناء أسلاك شائكة على طول 40 كلم، كما تقوم بتسيير طائرات من دون طيار على طول الحدود لمراقبتها، وذلك في محاولة لوقف نزيف الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها.

أموال طائلة تصرف على اللاجئين

الحكومة السلوفينية فتحت عدداً من مراكز الاستقبال لإيواء المهاجرين الواصلين إلى أراضيها عبر كرواتيا والبوسنة، كما افتتحت مراكز احتجاز لمهاجرين تشتبه في ملفاتهم. وقال مسؤول في مركز استقبال إن "رعاية هؤلاء المهاجرين تكلف ميزانية الحكومة مبالغ تزيد على 50 مليون يورو سنوياً، وتستنزف جهوداً كبيرة من الدولة لمتابعتهم ومراقبتهم".

جنسيات مختلفة في مراكز الإيواء

مركز الإيواء يضم مئات المهاجرين من باكستان وأفغانستان، ومن الشرق الأوسط يتدفق لاجئون من سوريا وأكراد من دول مختلفة وعراقيون فروا من الاضطهاد العرقي أو الديني، كما يوجد عشرات المهاجرين الآتين من الجزائر ومن دول أفريقية في طريقهم نحو دول غرب أوروبا.

غياب التمثيل الدبلوماسي يعرقل ترحيل المهاجرين

على الرغم من أن سلوفينيا دولة كاملة العضوية في الاتحاد الأوروبي، فإن حجم التمثيل الدبلوماسي فيها يعتبر ضئيلاً جداً، ويقتصر على قنصليات عامة لعدد محدود من الدول، خصوصاً العربية التي يوجد لها بعثات قنصلية، وهي عمان والمغرب والأردن، بينما اكتفت سلوفينيا بسفارة وحيدة في القاهرة لتمثيلها في كامل القارة الأفريقية.

ضعف التمثيل وغياب علاقات دبلوماسية مع كثير من دول العالم أعاق إمكان ترحيل أعداد من اللاجئين إلى دولهم، وزاد ذلك من حجم الأزمة.

دور منظمات المجتمع المدني في إدماج اللاجئين

نشاط المجتمع المدني في سلوفينيا يعتبر متطوراً وفاعلاً، خصوصاً في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين والعمل على إدماجهم في المجتمع.

جمعية "سلوفينيا فيلنتروفي" التطوعية تعنى بملفات حماية وإدماج اللاجئين، التي وصف عملها مسؤول قسم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين فرانسي زلاتار لـ "اندبندنت عربية"، بأنه "يهدف أساساً إلى تحسين وتطوير الجهد المشترك مع الحكومة لتحسين ظروف استقبال وإقامة ودمج المهاجرين".

وأضاف زلاتار أن "المجتمع السلوفيني صغير ومنغلق على الآخرين، وليس من السهولة أن يتقبل أعداداً من اللاجئين، على الرغم من أن هناك حاجة ليد عاملة تساهم في تطوير الاقتصاد، لكن المجتمع المتخوف من الآثار السلبية للمهاجرين، خصوصاً في قضايا الإجرام والإرهاب، يتعامل بحذر شديد مع هؤلاء ولا يتقبل إدماجهم بسهولة".

وأشار إلى أن "سلطات الهجرة تتعامل بأسلوب المجتمع ذاته في علاقتها مع المهاجرين، إذ لا تمنح تأشيرات إقامة سوى لعدد ضئيل جداً، الذي لا يتجاوز بضع عشرات في السنة، ما يجعل من سلوفينيا دولة عبور".

المهاجرين والمصير المجهول

في أحد مراكز الإيواء الخاصة بالمهاجرين في ضواحي العاصمة لوبلايانا، أكد أحد المهاجرين الذي قال إنه جزائري الجنسية، على الرغم من عدم وجود ما يثبت ذلك، أكد أنه وصل إلى سلوفينيا عبر البوسنة ويريد أن ينتقل إلى فرنسا أو إسبانيا، ولكن السلطات السلوفينية تحتجزه وتمنعه من المغادرة، وأن هناك العشرات مثله في هذه المراكز يجهلون مصيرهم.

اللاجئ الذي قال إن اسمه عبد القادر كان واضحاً ألا "سبباً سياسياً أو اجتماعياً وراء هجرته التي ربطها بغياب فرص العمل والحياة الكريمة في بلده".

الحلول المنقوصة

وتبقى مقاربة كل دولة أوروبية على حدة أو مقاربة دول الاتحاد الأوروبي منقوصة، في ظل محاولة كل طرف الخروج بأقل الأضرار، وعدم تحمل نتائج سياسات أوروبية لم تتعاطَ بجد مع أصل المشكلة في الدول التي صارت شعوبها تسعى للهجرة بكل الوسائل.

المزيد من دوليات