انطلقت الدورة الرابعة لمهرجان "آرت كايرو" للفنون، والتي تستمر خمسة أيام في رحاب المتحف المصري الكبير بمشاركات مصرية وعربية متنوعة. "آرت كايرو" هو النسخة الأحدث والأكثر شمولاً من "إيجبت آرت فير"، هذا الحدث الفني الذي نال ثقة متابعيه على مدار ثلاث سنوات كان خلالها وجهة مناسبة للراغبين في الاطلاع على أبرز التجارب الفنية في مصر والمنطقة العربية.
يستعير الحدث هذا العام اسم القاهرة كواجهة له ابتداءً من هذه الدورة، إيماناً بالدور المحوري الذي تضطلع به عاصمة المعز كحاضنة تاريخية للثقافة العربية، وهدفاً رئيساً لمحبي الفنون بجميع أنواعها. التغيير هنا لا يقتصر على اسم الحدث فقط، إذ تنتقل أنشطة "آرت كايرو" من شرق العاصمة إلى جنوبها لتقام هذا العام في رحاب المتحف المصري الكبير بفضائه الواسع. تكتسب هذه الدورة إطلالة تاريخية على الحضارة المصرية القديمة وتستعير اسمها من قاهرة المعز، مما يضيف إلى الحدث تحدياً مختلفاً، وحافزاً للخروج بأفضل صورة.
كان الهدف المعلن لـ"آرت كايرو" منذ انطلاق دورته الأولى هو التنوع والثراء في المحتوى والمضمون، وهي السمة الغالبة على المشاركات والتجارب الفنية المختلفة، هذه المشاركات التي تمثل أطيافاً متعددة من الممارسات الإبداعية، والتي يقدمها عديد من قاعات العرض الرائدة في مصر والمنطقة العربية. تستضيف هذه الدورة أكثر من 25 قاعة عرض مصرية وعربية في فضاء واحد مشترك. يستطيع الزائر إلى آرت كايرو هذا العام أن يحيط بما تقدمه معظم قاعات العرض في مصر والعالم العربي، في رحلة شيقة بين تجارب مختلفة لأكثر من مئة من الفنانين البارزين، من المغرب العربي إلى الأردن والسعودية والعراق ولبنان، إضافة إلى التجارب المصرية المهمة التي تحظى بالنصيب الأكبر من مساحة العرض.
بين أبرز الأنشطة التي يقدمها "آرت كايرو" هذا العام تأتي منصة "حوار"، وهي مجموعة من اللقاءات التي تدار خلال مدار يومين، وتضم عدداً من اللقاءات المثمرة بالحوار والنقاش. وتهدف منصة حوار إلى توحيد الجهود للارتقاء بالحركة الفنية في مصر والمنطقة العربية ومد جسور التعاون بين المبدعين والأفراد المعنيين بالممارسات الفنية والمؤسسات الفنية الفاعلة في العالم العربي. وتوفر المنصة فضاءً للمعرفة والمشاركة والحوار البناء، وأرضية خصبة لتأسيس أكبر وأهم مؤتمر إقليمي للفنون في المنطقة العربية. يناقش برنامج المنصة هذا العام مجموعة من القضايا المتعلقة بالممارسة الفنية وطبيعة سوق الفن في العالم العربي، حيث تطرح على مائدة النقاش موضوعات مثل: جمع الأعمال الفنية ووظيفة الغاليري وأزمة التمويل وفكرة العالمية، وغيرها من القضايا المختلفة.
خلال أيام المعرض الأربعة يجتمع عشرات الفنانين ومديري صالات العرض لتقديم أفضل ما لديهم من تجارب فنية مهمة، تشكل معاً ملامح الحركة الفنية في مصر والعالم العربي، وتستدعي رغبة أصيلة لدينا جميعاً للتواصل والتعاون، مدفوعين بإرثنا الثقافي والتاريخي المشترك. ولعل الطابع العربي الذي يميز هذا الحدث منذ انطلاقه يعد إحدى أهم مميزاته، إذ يفتقد العالم العربي مثل هذه التجمعات الفنية النوعية والمتخصصة في الممارسات البصرية العربية دون سواها. هي مساحة واحدة تجمع الفنانين العرب لتبادل الأفكار والأطروحات، وخلق مجالات للعمل واستحداث مسارات مختلفة للتعاون، وهو ما يسعى إليه القائمون على هذا الحدث منذ انطلاقه.