Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرأة الجزائرية تخوض سباقات السيارات في "عروس المتوسط"

الهواية الدافع الأساس لتزايد إقبال النساء على هذه الرياضة وسط تحذيرات من "مشكلات عدة تعترض تطورها"

فئات المجتمع كافة تابعت قيادة النساء لسيارات اعتادت رؤيتها تحت تصرف الرجال (موقع الإذاعة الجزائرية)

يبدو أن وضعية #المرأة_الجزائرية تتجه إلى كسر #الصورة_النمطية بعد أن انتقل العنصر النسوي إلى مزاحمة الرجل في إحدى الرياضات التي تعنى بالقوة والمغامرة وهي سباق السيارات، إذ شارك عدد كبير من الجزائريات ومن دول إيطاليا وتونس وفرنسا والصحراء الغربية في مسابقة "#عروس_المتوسط".

اهتمام لافت

لم يقتصر الاهتمام بالحدث على المرأة، بل ولفت السباق انتباه فئات المجتمع كافة التي تابعت قيادة النساء لسيارات اعتادت رؤيتها تحت تصرف الرجال، وما زاد من حماس المتابعين المسافة المخصصة للمشاركات المقدرة بـ1254 كلم، مع تحديد السرعة عند 80 كيلو متراً في الساعة، على أمل تشجيع القيادة الآمنة.

وقالت جمعية ترقية وتطوير الرياضة النسوية، إنه "فضلاً على الطابع التنافسي، يحمل هذا الرالي النسوي بعداً توعوياً من خطورة حوادث المرور، إضافة إلى كونه فرصة مواتية للمشاركات فيه، بخاصة الأجنبيات، للتعرف والاستمتاع بالمواقع السياحية التي تزخر بها الجزائر.

كما أوضح وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرزاق سبقاق أنه "يتم من خلال هذا النوع من التظاهرات بث رسائل للمجتمع، ونقل القيم الخاصة بالسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المواطنون، ولا يوجد مرب أحسن من المرأة".

وأضاف أن "العنصر النسائي انتقل إلى الحقل الرياضي والسياحي من أجل نقل قيم وبث رسائل حول أهمية دور المرأة"، مشدداً على أن "الرياضة النسوية في الجزائر بدأت تتخذ منحى آخر".

انتقادات ودعوات

ترى البطلة الأولمبية حسيبة بولمرقة أن تطوير الرياضة النسوية في الجزائر بوجه عام مرهون بتغيير الذهنيات، وكذا تغيير بعض التقاليد التي تعوق ممارستها، وفضلاً عن كل هذا يجب ضبط سياسة رياضية متكاملة ذات نظرة بعيدة تتماشى ومتطلبات هذا الجيل".

وأضافت أنه "لا يجب إغفال أن الرياضة النسوية هي التي أعطت للجزائر المستقلة أول ميدالية ذهبية أولمبية"، معتبرة أن ارتداء الحجاب لا يعوق ممارسة الرياضة، والدليل أن الروابط الدولية أصبحت لا تمانع في مشاركة المرأة المحجبة في مختلف المنافسات الدولية".

أما البطلة الأولمبية صورية حداد فترى أن العائلة تلعب دوراً كبيراً في ترقية وتطوير الرياضة النسوية من خلال تشجيعها لبناتها على ممارستها، مشيرة إلى أنه أضحى لزاماً على المسؤولين المعنيين تخصيص أماكن لممارسة الرياضة النسوية مع تحديد أوقات لذلك حتى يتسنى للنساء التريض بكل حرية وفي أحسن الظروف، كما أن لوسائل الإعلام دوراً في تشجيع الرياضة في الوسط النسوي.

مشكلات تنتظر

المشكلة العويصة التي تعانيها الرياضة الميكانيكية في الجزائر هي غياب سياسة مدروسة مبنية على أسس قاعدية متينة، بدليل أنها انتقلت من رياضة إلى وسيلة للترويج السياحي، كما أنها تواجه مشكلات نقص الإمكانات وضعف الهياكل القاعدية التي تسمح بتطويرها على غرار مضامير المنافسة التي تتطلب ضوابط وشروطاً.

تقول السائقة كريمة موسوني، من مدرسة "تليملي" للرياضات الميكانيكية في الجزائر العاصمة، لـ"اندبندنت عربية"، إن الهواية والرغبة هما الدافعان الأساسيان لتزايد الإقبال النسوي على هذه الرياضة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف أن هناك مشكلات عديدة تعترض تطور الرياضة الميكانيكية في الجزائر، إذ يتطلب التحضير لمنافسة محلية وقتاً وجهداً كبيرين، إضافة إلى الحصول على موافقة السلطات المحلية والمسؤولين، فضلاً عن غياب التمويل والدعم المالي والإعلام.

ودعت موسوني إلى ضرورة وضع استراتيجية سياسية تستهدف تشجيع المرأة على ممارسة هذه الرياضة، وكذا الممولين على المشاركة في المنافسات التي تبرمجها اتحادية الرياضات الميكانيكية لاستغلال الطاقات البشرية الكبيرة التي ترغب في المشاركة، موضحة أن "هناك طموحات لا حدود لها، وحان الوقت من أجل تمويل المنافسات والسباقات عبر البحث عن مستثمرين عموميين وخواص على غرار ممثلي صانعي السيارات وقطع الغيار، والتأسيس لسياسة إعلامية لتقريب هذه الرياضة من المجتمع".

رياضة تترقب

بحسب المسؤول الإعلامي بنادي "الأطلس البليدي" للرياضات الميكانيكية سيد علي بن عزوق، فإن رياضة سباقات السيارات تلقى اهتماماً كبيراً من الممارسين لها، الذين تمكنوا من تأسيس نواد تعنى بتطوير هذا النوع من الرياضات، وتفتح الباب للراغبين في ممارستها، حيث تهتم بتعليمهم وتكوينهم، بما في ذلك العنصر النسوي الذي على رغم قلته فإن النادي استقطب أخيراً على مستوى محافظة البليدة في وسط الجزائر اهتمام بعض النساء.

وأضاف أن عدم اهتمام السلطات المعنية بهذا النوع من الرياضات، لم يمنع النادي من تنظيم بعض المسابقات مع بعض دول الجوار على غرار تونس الشقيقة، حيث تمكن النادي من تحقيق الفوز على مستوى كل الفئات، مما يعني أن لهذا النوع من الرياضات مستقبلاً كبيراً، ويكفي فقط الاهتمام به بخاصة أنه من الرياضات التي تستقطب اهتمام كثير من الشباب، مؤكداً أن "لبعض الشباب هوس بالسرعة، ومثل هذه المضامير تمنح لهم المجال واسعاً لتهذيب وترويض هذه السرعة في إطار منظم، من خلال ممارستها كرياضة داخل مكانها المخصص والآمن".

المزيد من العالم العربي