Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

12 مليون سوري من نير الحرب إلى مخالب الجوع

منظمات الإغاثة تدق ناقوس الخطر: "نحتاج إلى مساعدات غذائية عاجلة لمواجهة تقزم الأطفال"

يرى مراقبون أن العقوبات على موسكو، حليفة دمشق، بسبب حرب أوكرانيا، حدت من وصول المساعدات المناسبة (أ ف ب)

أطبقت الضائقة الاقتصادية وانعدام الاستقرار الأمني في سوريا على نفوس المواطنين الذين يعيشون تحدياً للنجاة من لظى الحرب أو وطأة الجوع بعد نقص المنتجات الزراعية وارتفاع الكلف الهائلة للأغذية وشح الموارد.

خطر تأمين الغذاء

لا تتوقف المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية عن دق ناقوس الخطر منذ أعوام لتفادي أزمة الغذاء الحاصلة، في حين تشير البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في مايو (أيار) 2022 إلى نقص حاد في الأمن الغذائي بنسبة 51 في المئة زيادة عن 2019، مؤكدة أن قرابة مليوني شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى براثن الجوع.

يرى مراقبون أن العقوبات على موسكو، حليفة دمشق، بسبب حرب أوكرانيا، حدت من وصول المساعدات المناسبة، علاوة على انهيار عملة البلاد وتضاعف أسعار المنتجات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قال في ختام زيارة لسوريا إنه "إذا لم يحدث أي تعامل مع الأزمة الإنسانية في البلاد فستزيد الأمور سوءاً بشكل لا يمكن تخيله، ولعل استثماراً قيمته 14 مليون دولار يؤدي إلى توفير 50 مليون دولار سنوياً من المساعدات الإنسانية ويخلق حوالى 90 ألف فرصة عمل، في بلد يتم تخصيص نحو 85 في المئة من إنفاق برنامج الأغذية العالمي على المساعدات الإنسانية الغذائية له".

وسجل برنامج الأغذية العالمي مستوى قياسياً للجوع في سوريا منذ بداية الصراع عام 2011 وأظهرت النتائج أن 12 مليون شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي.

الاقتصاد ولقمة العيش

أخذ الجوع يتفاقم بشكل غير مسبوق مع تزايد نكبات مني بها اقتصاد متهالك وجوائح غير متناهية تفتك بالأهالي وصلت إلى حد معاناة 70 في المئة منهم من تأمين الطعام، وفق إحصاءات أممية، وفي ظل خروج الأراضي الزراعية من دائرة الاستغلال بسبب الحرب، لا سيما تلك الواقعة في الشمال والشمال الشرقي ونضوب محاصيل موسمية مثل القطن والقمح والشعير والحبوب التي ما زالت تتأثر بالصراع الحاصل هناك، إضافة إلى عوامل مناخية من جفاف وأمطار نادرة.

وليس العامل السياسي وحده ما دفع نسبة كبيرة من السوريين إلى الهجرة والنزوح القسري عام 2015، بما يزيد على 7 ملايين سوري، بل لعب الجانب الاقتصادي دوراً أيضاً إذ إن سبل العيش شبه منعدمة بعد توقف المعامل والمصانع والزراعة وتراجع السياحة، في حين يواجه الناس تحدي الحصول على غذائهم بأثمان بلغت 12 ضعفاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

أمراض سوء التغذية

إزاء ذلك تتعاظم مشكلة الجوع ونقص الغذاء بشكل يسبب أمراض سوء التغذية، ولعل أكثر المتأثرين بها هم النازحون في الخيام شمالاً، حيث يجزم الطبيب والناشط في شؤون الإغاثة عبدالسلام ضويحي لـ"اندبندنت عربية" أن نقص الغذاء يفضي إلى مرض "التقزم" الذي يؤرق الكوادر الطبية خلال الأعوام الأخيرة من عمر الصراع الدائر، إذ أحصي طفل واحد بين كل ثلاثة دون سن الخامسة يعاني التقزم في الشمال الغربي، مؤكداً "لا بد من زيادة المساعدات من حليب الأطفال والقمح وإرسالها إلى مخيمات غير مسجلة بغية إمدادها بالغذاء المناسب".

ثمة مطالبات أطلقها ناشطون بزيادة كميات الغذاء والحاجات الأساسية للنازحين شمالاً وعدم تدخل السياسة في العمل الإنساني، في وقت يعتمد 14.6 مليون سوري في غذائهم على المساعدات و90 في المئة من السوريين في حال فقر.

في المقابل تقدمت الدول المانحة بمؤتمر بروكسل السادس حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة بقرابة 6.4 مليار يورو لعام 2022 (6.93 مليار دولار)، وتعهد الاتحاد الأوروبي بأكثر من 4.8 مليار (5.20 مليار دولار) وأكثر من 3.1 مليار (3.36 مليار دولار) من المفوضية الأوروبية، أما الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فتعهدت بـ1.7 مليار (1.84 مليار دولار)، بينما تدور مفاوضات لعقد مؤتمر بروكسل قبل شهر مايو (أيار)، كما جرت العادة.

ولفت تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن معاناة 13.9 مليون شخص الجوع كل يوم، وهي مأساة تتفاقم نتيجة شح القمح الناجم عن حرب أوكرانيا، ويبقى نحو نصف الأطفال السوريين خارج المدارس عرضة لعمالة الصغار والزواج المبكر والاتجار بالبشر والتجنيد من قبل الجهات المسلحة الفاعلة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي