Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشاهير يشاركون في "تحدي الشيخوخة"... وتحذير من تطبيق فايس آب

"يقدّم صورةً تغلب فيها التجاعيد وعلامات التقدم بالسن التي لا يوفر كثيرون جهداً اليوم لإزالتها"

تطبيق فايس آب (صفحة التطبيق على فايسبوك)

 

اجتاح "تحدي الشيخوخة" وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام ولا يزال، من خلال تطبيق "فايس آب" Face App الشهير والمتطور. فنانون، سياسيون وأشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية خاضوا التجربة بمزاح ومرح وسخرية حيناً وبحزن وحنين في أحيان أخرى أمام تلك الملامح والتجاعيد المحفورة في الوجه. لكن بعد أن بدأت هذه الخطوة على سبيل التسلية، بدأ حديث الخبراء عما يحمله هذا التطبيق من انتهاك للخصوصية.

 

 
"مجرد مزاح"
 

بدأ التحدي بشكل مزاح بين صديقين لكنه سرعان ما تطور ليجتاح وسائل التواصل الإجتماعي، من خلال تلك الصور التي عُدّلت فيها الملامح ليبدو الشخص في سن متقدمة أو حتى أصغر سناً أحياناً بفضل تطبيق Face App. ولعل صور المشاهير التي عُدّلت ليبدوا أكبر سناً كانت إحدى أكثر الصور التي نالت إعجاب المتتبعين وشكلت عنصر جذب لهم. فكان حساب "عديلة" الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي من الأوائل الذين استخدموا هذه "التسلية الالكترونية" لصور المشاهير، على سبيل المزاح، فاختارت عدداً من الفنانين أمثال وائل كفوري وعاصي الحلاني وراغب علامة ورامي عياش وغيرهم، مستثنيةً الفنان عمرو دياب لاعتباره لا يشيخ. وتواصلت الصور التي نشرتها لنجمات لبنانيات كميريام فارس ونادين نجيم وإليسا، إضافة إلى نجوم سوريين. وفي الوقت ذاته كانت هذه الصور المعدّلة الكترونياً تغزو وسائل التواصل الاجتماعي خارقةً مختلف الفئات الإجتماعية، ليعبّر كل مَن يعتمدها على طريقته، عن نظرته إلى المستقبل سواء بالمزاح أو ببعض من الحزن لمرور الوقت سريعاً من دون القدرة على تأخيره. حتى أن البعض فضّل اعتماد التطبيق للعودة بالزمن إلى الوراء بدلاً من التقدم بالعمر، ولو من خلال الصور كما فعلت الفنانة نانسي عجرم. واللافت أن هذا التطبيق يقدّم صورة تغلب فيها التجاعيد وعلامات التقدم بالسن التي لا يوفر كثيرون جهداً اليوم لإزالتها من خلال عمليات التجميل.
 

 

من التسلية إلى انتهاك الخصوصية
 

 

صحيح أن "تحدّي الشيخوخة" بدأ على سبيل المزاح والتسلية والحشرية وانتشر بشكل واسع بين مختلف الفئات حتى أصبح رائجاً أو Trend لا يمكن تجاهلها. لكن الأمور اتخذت أخيراً منحىً آخر عندما بدأ الخبراء الرقميون يشيرون إلى أن هذا التطبيق المجاني الذي بات الأكثر انتشاراً والأكثر استخداماً في دول عدة، قد يحمل انتهاكاً للخصوصية لاعتبار أن المعلومات الشخصية لمَن يستخدمه تصبح مباحة وتصعب كشف الغاية التي قد تُستعمل من أجلها في المستقبل. وبحسب الخبير الرقمي في استراتيجيات التواصل عادل المصري فإن تطبيق Face App الذي ظهر في بداية العام 2017، قادر على التعرّف إلى الوجه بفضل الذكاء الاصطناعي وله زوايا عدة منها التغيير في تعابير الوجه وصولاً إلى إمكان تغيير السن ليبدو الشخص أكبر سناً. وبالتالي فإن الهدف منه تغيير ملامح وتعابير وتفاصيل الوجه عامةً، سواء للرجال أو للنساء بخاصيات معينة لكلا الجنسين. مع الإشارة إلى أن هذا التطبيق كان واجه انتقادات كثيرة نظراً إلى قدرته على تغيير العرق أو لون البشرة ما أدى إلى مواجهته اتهامات بالعنصرية وبالتالي الغاء هذه الخاصية. وانتشر التطبيق بشكل واسع إلى أن أتى هذا العام "تحدي الشيخوخة" ليزيد من شيوعه.
وقال عادل المصري إنه "بالنسبة إلى تحدي الشيخوخة الذي انتشر عالمياً، فإنه يظهر صورة كل شخص بملامح متقدمة في السن وكأنها على سبيل التوقع لما قد يصبح عليه شكل الشخص في المستقبل، علماً أن التطبيق قادر على التقاط معالم الوجه الأساسية من عينين وفك وفم وغيرها وأيضاً ملامح معينة تميز الشخص كالتجاعيد الصغيرة والشعر... إنطلاقاً من ذلك، يعمل التطبيق على تكبير التجاعيد الصغيرة ويغير شكل الوجه ويزيد مثلاً الجيوب تحت العينين وإذا كان الشعر خفيفاً يقوم بتخفيفه أكثر بتقنية متطورة وفي غاية الدقة".
 
 
بعض المحاذير
 
مما لا شك فيه أن هذا التطبيق يُعتبر من الأكثر تطوراً إذ يعتمد على المعالم والملامح الأساسية لدى الشخص ويعمل على إبرازها أكثر كما قد يحصل مع التقدم بالسن. لكن في مقابل هذا التطور الحاصل، من الطبيعي أن تكون ثمة محاذير في استعماله ومن الطبيعي أيضاً أن يحمل معه، مجالاً لانتهاك الخصوصية، كما هي حال أي تطبيق من هذا النوع يفسح المجال لبلوغ الصور الخاصة. لكنه في ذلك لا يختلف عن أي تطبيق آخر لأن كافة التطبيقات التي تستخدم فيها الصور ليعدّل فيها، تفسح المجال لذلك أيضاً، بحسب المصري. وأضاف أنه "في المقابل، لا بد من التوضيح أنه سواء بالنسبة إلى نظام Android أو نظام IOS، يُترَك المجال لصاحب العلاقة ليقرر ما إذا كان يسمح للتطبيق ببلوغ الصور الخاصة. وبالتالي لا يمكن الدخول إلا في حال أذن بذلك".

انطلاقاً من ذلك، يبدو واضحاً أن هذا التطبيق لا يختلف في خطورته وفي قدرته على انتهاك الخصوصية عن أي تطبيق آخر حيث يبقى الشخص المعني قادراً على التحكم بالأمور وإفساح مجال الدخول إلى المعلومات الخاصة والصور، أو منع ذلك. لكن بشكل عام وبعد أن راج التطبيق على صعيد عالمي، من الطبيعي أن يواجه انتقادات، خصوصاً أنه من التطبيقات الأكثر تطوراً. وفي الختام كما في مختلف "التحديات" والـ trends التي نشهدها على وسائل التواصل الاجتماعي، ينتهي بها الأمر خلال فترة قصيرة إلى النسيان بعد أن شكلت ظاهرة مسلية لكثيرين.

المزيد من علوم